قطعت قوى الحرية والتغيير (التوافق الوطني) بأن الجميع تجاوز محطة الخامس والعشرين من أكتوبر، وأن الحديث عن العقوبات لم يعد له وجود في حديث المجتمع الدولي.
وقالت قوى التوافق الوطني في مؤتمر صحفي عقب لقاء جمعها مع وفد البرلمان الأوربي إنهم ناقشوا الوضع السياسي الراهن ورؤيتهم للحل، كما أكدوا للوفد الأوربي أن البلاد لا يمكن أن تستقر إلا عبر منهج التوافق بين شركاء الفترة الانتقالية.
وقال الأمين العام لقوى الحرية والتغيير التوافق الوطني، مبارك أردول خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم بمقر التحالف الديمقراطي بالخرطوم إنهم ناقشوا مع وفد البرلمان الأوربي وجهات نظر متعددة حول الراهن السياسي والخروج بالبلاد من أزمتها للأمام.
وتابع أردول “التقيناهم وشرحنا لهم موقفنا الثابت من العملية السياسية بأن يكون الحوار في البلاد شامل لا يقصي أحداً عدا حزب المؤتمر الوطني، وأن نتفق جميعا على آلية وطنية تجمع المبادرات والمواثيق والدساتير التي قُدمت في وثيقة واحدة لتدير الانتقال ونمضي نحو مرحلة الانتخابات”.
وأوضح أردول أنهم تحدثوا حول دور السودان في الاقليم وعن الاستقرار في القرن الافريقي وضرورة حسم القضايا العالقة بينهم واثيوبيا، خاصة قضية الحدود وسد النهضة وأن يكون للسودان دور في إدارة السد.
وقال عضو المكتب القيادي للتحالف، عبدالعزيز عشر إن وجود وفد من البرلمان الاوربي لبحث قضايا السودان ومساعدة الأطراف السياسية لتجاوز الأزمة الراهنة دليل على الدور الإيجابي للاتحاد الأوروبي، قاطعًا أن مرحلة ٢٥ أكتوبر تجاوزها الجميع.
وزاد: “الآن هم يبحثون عن كيفية دعم ومساعدة السودان للانتقال للمرحلة القادمة، وهناك مبادرات كثيرة من المجتمع الدولي والاقليمي، ولكننا لسنا بصدد المفاضلة بين هذه المبادرات والأدوار الاقليمية والدولية، وإنما نركز على الدور الوطني لأننا أدرى بشؤون بلادنا وقضايانا أكثر من الذي يأتي من الخارج”.
وأكد عشر بأن موقفهم هذا لا يعني أنهم يرفضون أو يقللون من شأن الدعم الخارجي سياسياً أو غيره للوصول إلى التوافق الوطني، وأضاف: “لكننا نركز بشكل أساسي على الإرادة الوطنية مهما تدخل الآخرون واجتهدوا في مساعدتنا”.
وذكر عشر أنهم يركزون بشكل أساسي ويراهنون على الدور الداخلي ولذلك دعوا لتشكيل الآلية الوطنية لأنها السبيل الأمثل لتوحيد هذه المبادرات المختلفة ومناقشتها والوصول إلى صيغة واحدة بدلا عن الصيغ المختلفة.
وأوضح عشر أن هناك تشابه كبير في محتوى كثير من هذه المبادرات، لكن لم تكتمل الصورة بالجلوس معها لمناقشة كل هذه المبادرات والبناء على المشتركات، مشيرًا إلى أنه من المتيسر الوصول لصيغة واحدة إذا جلس الجميع في مائدة واحدة.
وحول رؤيتهم يقول عشر إنهم يسعون لجمع المبادرات المختلفة لإحداث توافق واسع يقود إلى مرحلة من الانفراج السياسي، على أن تكون المشاركة في السلطة في المرحلة الانتقالية على أساس التوافق لعدم وجود أحد منتخب، وأنه يجب أن يسعوا لمشاركة أكبر قدر ممكن من القوى المجتمعية لبناء تحالف واسع يدعم الفترة الانتقالية.
وقال نائب الأمين العام لقوى التوافق الوطني، نور الدائم طه إنهم أوضحوا رؤيتهم حول ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة بقيادة مدنية توافقية تشمل كل أطراف الفترة الانتقالية، وعدم إقصاء أي طرف من الأطراف .
وأكد طه أنه ليس هناك طرف واحد يستطيع أن يقود السودان إلى استقرار، وأضاف: “لذلك موقفنا هو ضرورة توسعة المشاركة السياسية، حتى تكون الحكومة ذات قاعدة سياسية واجتماعية واسعة وشرعية كل الاطراف .