ما زالت قضية المشارح في العاصمة الخرطوم مستمرة، بعد أن أعلن المجلس الاستشاري للطب العدلي السوداني تأجيل تشريح الجثث المجهولة لفترة محددة للتشاور مع أسر المفقودين .
وعن أسباب هذا التأجيل، أوضح المجلس لـ العربية/الحدث اليوم الأحد، عدم تجهيز هيئة الطب العدلي وولاية الخرطوم للمشارح.
فيما أشار إلى أن الأدلة الجنائية والمجلس الاستشاري للطب العدلي والشرطة أكملوا جاهزيتهم للبدء بمهمة التشريح..
وكان مدير الطب العدلي بوزارة الصحة السودانية هشام زين العابدين، أكد الاثنين الماضي (13 سبتمبر)، أن قرار المدعي العام بعدم تشريح الجثث جعل الجثامين تتراكم.
كما قال في مقابلة مع “العربية” إن “الجثث تكدست في مشارح الطب الشرعي ولا يوجد ثلاجات كافية”.
جاءت هذه التصريحات بعد أن فاحت الروائح والحشرات متسللة إلى المنازل المحيطة بعدد من المشارح في العاصمة السودانية الخرطوم، جراء تراكم آلاف الجثث دون حسيب أو رقيب، لتتحول تلك القضية إلى أزمة فعلية في البلاد.
ما دفع اللجنة العليا للتعامل مع الجثامين بولاية الخرطوم قبل أيام إلى تحديد تاريخ 25 سبتمبر الجاري موعدا لبدء التشريح، لاسيما في مستشفى بشائر.
وكانت مشاهد رهيبة التقطتها كاميرا العربية من مشرحة “بشائر”، أظهرت فظاعة تلك القضية. فقد بدت آلاف الجثامين مكدسة فوق بعضها، بل إن بعضها “جالس على كراسي”، بحسب ما أفادت مراسلة “العربية”.
كما رميت في تلك المشرحة “أجسادٌ كاملة ومُقطعة أو ناقصة أيضا، فضلا عن جثامين عارية”.
يشار إلى أن مشرحة “بشائر” في الخرطوم تضم أكثر من ألف جثة مجهولة الهوية، ما أشعل في البلاد أزمة أخلاقية وصحية وبيئية.
وكان من المفترض أن تبدأ لجان التشريح للجثامين المجهولة والمكدسة في 3 مشارح رئيسية عملها اليوم، والتي تضم هيئة الطب العدلي والنيابة العامة والشرطة ومراقبين من المجتمع الدولي والمحلي فضلاً عن أسر المفقودين في البلاد.