يوسف عبد المنان يكتب: مقتل العدالة في قضية قتل المتظاهرين

 

عدت للخرطوم بعد غياب طال بسبب السفر إلى اقاصي جنوب كردفان بعد أن لفظتنا مدينة ليست من تقاليدها لفظ القادمين من الأقاصي طلب العيش والرزق ولكن الخرطوم تخلت عن مودتها والفتها وحنانها ورقتها ولم نجد غير الصعيد البعيد طلبا للرزق وفلاحة الأرض وغرس العيش البشيل الكرميش بدلا عن مهنة الصحافة التي كان اخر عهدي بها حينما اخرجني ورفيق دربي الصادق الرزيقي مالكها حميدتي وطردنا في رابعة النهار الاغر بدعوى انتمائنا للتيار الإسلامي السوداني وهو يبغض هذا التيار ولايطيق رؤية المنتسبين إليه بعد الثورة التي يقول انه صانعها حينما رفض تنفيذ توجيهات البشير بقتل ثلث الشعب السوداني ليتثني له حكم ماتبقى من الشعب وعن تلك التوجيهات التي زعمها حميدتي سيمثل الرجل امام محكمة قتل المتظاهرين يوم ١٢ أكتوبر القادم اي قبل مرور عام واحد على انقلاب ٢٥ أكتوبر الذي نعاه حميدتي بثلاثة عشر يوما

عدت أمس الثلاثاء والقلب حزينا والعين تدمع والحسرة تملأ النفس بما آلة إليه بلادنا من خراب ودمار قرأت في صحف الصباح بأن محكمة ستنعقد اليوم لمحاكمة الرئيس الأسبق عمر البشير ونائبه الأسبق على عثمان محمد طه ومساعده حتى لحظة الانقلاب عليه أحمد محمد هارون ورئيس البرلمان في دورته قبل الأخيرة الفاتح عزالدين المنصور في قضية التحريض والمشاركة في قتل المتظاهرين في محيط القيادة العامة وفي حادثة فض الاعتصام التي شهدتها البلاد بعد أكثر من ثلاثة أشهر لسقوط النظام السابق ونقل قادته لسجن كوبر

ولأول مرة في تاريخ القضاء السوداني تعتمد المحكمة أشرطة الفيديو وتسجيلات وبث القنوات الفضائية كدليل إثبات على الأقوال في انتظار أن تعتمدها كدليل إثبات على الأفعال وشهدت قاعة محكمة معهد التدريب القضائي أمس عرضا لاحاديث مسجلة لقادة النظام السابق تم انتقائها من مناسبات متعددة بعضها يعود لعام ٢٠١١ كاثبات لأحداث شهدتها البلاد بعد ثمانية أعوام من تلك الأقوال

أبرزت هويتي الصحافية لرجال الشرطة ممن يمارسون واجبهم المهني ورفض حضرة الصول بادئ الأمر السماح بالدخول بيد أن استدرك بأن ضابطا آخر هو من يقرر في دخول قاعة المحكمة بعد بدء الجلسة تفحص الضابط بطاقتي وقال بلهجه صارمه ادخل القاضي أمر باستراحة قصيرة

يوسف عبد المنان
دلفت إلى قاعة المحكمة التي هي في قاعة محاضرات طاف بخلدي قضاة عظام جلسوا على كرسي قاضي القضاة وشيدو بعرق النهار وسهر الليل كل هذه البنيات التي تليق بالقضاء محكمة في كل محلية بالسودان هل هو جهد عبيد حاج على ام جلال على لطفي ام مولانا محمد إبراهيم بالطبع لن نزكر نعمات لأنها لم تمكث في المنصب الا شهور أو عام واحد وغادرت وفي نفسها حسرت على العدالة التي قتلت قبل محكمة مقتل المتظاهرين

بدأت القاعة صامته الا من همس خافت لهيئة الاتهام مع المتحري وكيل نيابة عبدالرحيم الخير الذي رد على أسئلة هيئة الدفاع التي تناوبت في مناقشة المتحري وهو شاب دون الأربعين بدأ مبتسما في ردوده على أساتذة القانون بجامعة الخرطوم مثل الدكتور عبدالرحمن إبراهيم الخليفة وهو مدعي عام سابق ومولانا أحمد أبوزيد قاضي المحكمة العليا ووزير العدل الأسبق مولانا عبدالباسط سبدرات

جلس اثنان من المتهمين في القفص على عثمان محمد طه زعيم التيار الإسلامي بعد رحيل الترابي يحدق الرجل مليا في الوجوه وقاعة المحكمة كأنه دخلها لأول مرة بين شوطي المحاكمه أو فجوة منحها القاضي للمتحري للاطلاع ومراجعة بعض البيانات ومشاورات هيئة الدفاع صافحت الأستاذ علي عثمان وعانقني الرجل بحرارة وسألته عن صحته فقال الحمد الله كما ترى كتلوني قبل موتي ووصموني بالمريض وانا في كامل عافيتي الا من التهاب ألم بي الأسبوع الماضي وحرمني من الحضور إلى هنا لاتنشغلوا يايوسف بصغائر الأشياء اكتبوا من أجل وحدة أهل السودان والمحافظة على البلد بعيدا عن الكسب الشخصي والحزبي هذا الوطن يتصدع ويتامر عليه الغرب وبعدها انهال مولانا أحمد هارون يسألني عن جنوب كردفان وأهل طيبه وياسر مختار وإبراهيم أحمد وأولاد أبوزيد عبدالقادر وهل الخريف جيد ووجه عتابا لي كيف تتركون هلال كادقلي يسقط من قطار الممتاز ولماذا لانكتب عن أهمية الرياضة
بدأ هارون في عافيه نفسية وزيادة طفيفة في الوزن واختفاء عرجة العملية الجراحية وأمر الحاجب الجميع بالجلوس في مقاعدهم محكمة

إجابات مثيرة

قدمت هيئة الدفاع فواصل من الأسئلة للمتحري عبدالرحيم الخير الذي لم يتضجر من الأسئلة التي دفع بها اولا عبدالباسط سبدرات محامي الرئيس البشير في البلاغ وسبدرات بخبرة السنين وحيوية ابن الأربعين ظل واقفا يقدم السؤال بعد الأخرى والتحري أنكر معرفته ببعض الأشرطة أو مشاهدتها من قبل ذلك وشاهدها اول مرة في المحكمة مثله وهيئة الدفاع وفي إجابته على أسئلة مولانا أحمد أبوزيد عن وثيقة الاتهام رقم ٧ وهي مادة تلفزيونية يخاطب فيها أحمد هارون عسكريين في منطقة كادقلي وطالبهم بقتل المتمردين المارقين وذلك في عام ٢٠١١ فيما عرف بالكتمه أقر المتحري بأنه لايعلم متى اندلعت الحرب في جنوب كردفان ولكنه اعتقد ان المارقين يقصد بهم هارون المتظاهرين؛؛
وقال المتحري في إجابته على أسئلة المحامي محمد الحسن الأمين الذي يدافع عن الفاتح عزالدين أن أخذ فقط بحزئية حديث المتهم عن قتل المارقين وحملة السلاح وهي بينة كافية لفتح بلاغ في مواجهة الفاتح عزالدين

 

حميدتي شاهد إثبات

قدمت هيئة الاتهام لائحة بأسماء شهود بالضرورة حضورهم الجلسة القادمة في مقدمتهم نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي عرضت هيئة الاتهام إفادات له في لقاء تلفزيوني قال فيها إن المتهم الأول الرئيس السابق قد أمره بقتل المتظاهرين وحدثه عن فتوى للإمام مالك تبيح قتل ثلث الشعب وحكم ماتبقى منهم وان حميدتي باعتباره شاهد على ماكان يجري في أروقة الحكم سيقول شهادته عن مسؤلية على عثمان وأحمد هارون عن قتل المتظاهرين وحددت المحكمة يوم ١٢ أكتوبر القادم موعدا للاستماع لحميدتي ويتوقع طبقا للاعراف أن يجيب على أسئلة الدفاع سبدرات ومولانا هاشم أبوبكر الجعلي والمحاميه عواطف أبوبكر الجعلي

أضفت جهاد أحمد هارون على الأجواء بعض من رحيق كرم أهل السودان وهي توزع التمور على الحضور بعد أن تجاوزت الساعة الواحدة ظهرا وبدأ الجوع على الحضور ثم أخذت في صب أكواب الشاي والقهوة على المتهمين وعلى السجانه من الضباط والعسكر وكل الحضور ولم تمل جهاد خدمة مابالقاعة وهي تصب الشاي لهيئة الاتهام واليسع الصديق التاي بدأ حزينا وواجما مما يحدث من تطاول في الإجراءات ومعاقبة المتهمين قبل إثبات جرائم اقترفونها
بينما شكل أبناء النوبة موقفا أصيلا بقيادة خاطر عسولة ومولانا صابر حبيب عجالة بمداومة حضور جلسات محاكمة قادة النظام السابق وتلك شيم أهل السودان في الوفاء
وللحديث بقية

Comments (0)
Add Comment