¤ أولاً: أكد رئيس الوزراء الاسبق محمد طاهر ايلا بعودته ان الشوارع ليست حكرا على قحت كما ظلت تزعم وتباهي .. وبالتالي انتقلت معركة قحت سواء مع الاسلاميين او غيرهم الى ميادين اخرى قد تكون الفضاء الاسفيري بعد ان قال المواطن كلمته مرحبا بعودة اخر رئيس وزراء الانقاذ.
¤ ثانياً: سيقع كل من ينتقد حفل الاستقبال في شر اقواله اذا اعتبر كل الحشود التي خرجت من عضوية المؤتمر الوطني.. قبلية او مناطقية .. الذين خرجوا هم الوان طيف سياسي ومجتمعي واسعين.. حمل آلاف منهم علم البلاد.. خرجوا لأن ايلا قدم المشاريع التنموية على الشعارات السياسية.. والفعل على القول.. وهو صاحب حملة تطهير قانونية مبكرة في الخدمة المدنية سبق بها لجنة التمكين – سيئة الذكر-.
¤ ثالثاً: خروج الشرق لاستقبال رجل قومي اشارة الى ان الولايات لا تزال تملك زمام المبادرة.. ولها القدرة على ترجيح الكفة على حساب الخرطوم .. وان كانت الاخيرة شهدت انحسارا سياسيا في نطاق حديقة (اوزون) بالخرطوم (2) مؤخرا.. كما ان التدافع الكبير ينهي فرية (مغرر بهم مدفوع لهم).. ايضا خرج بالامس آلاف في عمق كردفان مطالبين بقيام ولاية وهذا يعني ان تحولات كبيرة ستحدث.
¤ رابعا: كان لافتا الترتيب العالي والتنظيم الدقيق لحفل الاستقبال.. من عمليات تصوير بواسطة طائرة صغيرة مسيرة (درون).. وتوزيع مئات اللافتات.. حتى العربة التي استقلها ايلا من المطار الى داخل المدينة (مفتوحة السقف) مكنته من تحية الحشود بارتياح .. هذا مؤشر لامكانية الاستعداد المبكر للانتخابات وان الشرق سيكون له كلمته.
¤ خامسا: خطاب ايلا اشارة صريحة الى احتمالية لعبه دور سياسي مقبل الايام .. عندما تحدث عن ان العودة لاجل الاستقرار في الشرق.. وتحقيق التصالح ومن اجل معاش انسان الشرق.. كما اودع رسالة مهمة في بريد المؤسسة العسكرية ممتدحا دورها.
¤ سادسا: توقيت العودة والنجاح الباهر لحفل استقباله سيفتح باب التأويل ان الرجل مدعوم من مكون خارجي.. وستتجه الانظار صوب مصر لجهة انه كان مقيما فيها طيلة السنوات القليلة الماضية.. وقد يذهب البعض الىان العودة في اطار صفقة خليجية ذات صلة بانشاء ميناء بالشرق.. لكن مقترح الميناء في منطقة غالبية قاطنيها من غير العشيرة التي ينحدر منها ايلا واما مصر ظلت ملجأ لكل اهل السودان حتى غير (المسيسين).. المرجح ان توقيت العودة بسبب الفراغ الكبير بالمشهد السياسي والقابل حتى للملء ولو بانقلاب عسكري من ضابط مغامر مثلما حدث الجمعة في بوركينا فاسو.
¤ سابعا: اي محاولات للانتقاص من عودة ايلا وتاثيراتها على الاوضاع السياسية ستكون من جهتين لا ثالث لها.. من قحت التي قبرت شرقا وستنهار حتى في المركز ..او من تيارات داخل الوطني ترى ظهور الرجل خصما على وجودها ونفوذها.. خاصة انه بدأ في تفكيك مراكز النفوذ التقليدية باسناد الرئيس السابق المشير البشير له رئاسة الحكومة وهو من الشرق.. وباختياره – وربما لاول مرة في تاريخ الانقاذ – لوزير مالية لا ينتمى للمؤتمر الوطني .. مجدي حسن يس (الحزب الاتحادي).. كما سار ايلا على خطى سلفه بكري حسن صالح باسناد الحقيبتين السياديتين الداخلية والخارجية لابناء مناطق النزاعات (الاولى بشارة ارو – جنوب كردفان- والثانية للدرديري محمد احمد – غرب كردفان-.
¤ ثامنا: اكثر الرابحين من عودة ايلا بعد المؤتمر الوطني الذي رد اليه طاهر روحه السياسية كونه واحدا من قياداته – وان كان ايلا قد تعامل بذكاء بعدم الاشارة اليه في خطابه -.. هما الرئيس السابق البشير الذي تيقن الجميع، صواب رؤيته ورهانه على ايلا.. لدرجة حل تشريعي ولاية الجزيرة المنتخب لأجل الابقاء عليه.. والثاني هم قادة مسار اتفاق الشرق على راسهم خالد شاويش.. فبعودة طاهر سينزوي امثال الناظر ترك المعارضين للاتفاق دون وعي سياسي.. باستخدامهم لغة الاقصاء وخطاب تفوح منه روائح الكراهية.. حيث سيكون راي ايلا متزنا حتى وان اختلف معهم.
¤ تاسعا: ظهر ايلا موفور الصحة والعافية .. وبذات الحيوية والقوة والصلابة التي عرف بهم.. وهذا يعني ان عامل الصحة – ماشاء الله عليه – لا يمثل تحديا بالنسبة اليه..
¤ عاشرا: غير معروف كيف سيتم التعامل مع البلاغات في مواجهته.. فاي تحرك ضده سيقابل بفعل مضاد وعنيف من انصاره.. كما ان الراي العام ومع مرور الايام تاكد ان البلاغات في مواجهة قيادات الانقاذ كيدية.
¤ احد عشر اذا كان قحت تصف اجراءات 25 التصحيحية بالانقلاب .. فان اكتوبر شهد تحولا جديد بعودة ايلا يستوجب التعايش مع واقع جديد.. وقد يكون قدوم طاهر لها تاثير حتى على رهانات قحت في تظاهرات الشهر الجاري.