إلا .. المؤتمر الوطني..بقلم د. إسماعيل الحكيم..

ظلت هذه الثلاث كلمات انشودة طروب ..يتغنى بها كثيرون ممن لا يحسنون قراءة الجغرافيا السياسية في بلادنا هذه .. وقد أثبت الأيام أن هذه الثلاث كلمات تزداد بريقا وتوهجا كلما تقادمت عليها الأيام ومرت عليها الحوادث السياسية المضطربة بلا وجهة أو قبلة ..
قصد منظروا ثورة ديسمبر حصر المؤتمر الوطني وحظره في آن معا . وقد تناسى هؤلاء أن المؤتمر الوطني لا يزيده الحصر والحظر إلا بذلا وتباذلا ..لان الذين وضعوا لوائحه جعلوه وعاء عاما جامعا ، فأنى لوعاء هكذا أن يحاصر أو يحظر ؟ ..نعم هكذا أرادوه وعاء جامعا .. فجمع يومئذ المؤتمر هذا كل ألوان الطيف السياسي السوداني ، ووحد الكيان السوداني المتناثر هنا وهناك ، ورسم لوحة سياسية فريدة جمعت ولم تفرق ، وأعطت ولم تبخل ، واجتهدت ولم تستسلم بل تسامت فوق كل ضغينة وجرح وذلك لصالح وطن معطاء بلا حدود ..
فكانت إلا المؤتمر الوطني. . قوة دفع رباعية لمنسوبي المؤتمر الوطني ..فإذا حظرت الدور والمباني علت المعاني فوق كل سماء ، وإذا حبست القيادات في المعتقلات والسجون ، انطلقت إنجازاتهم وسوابق عزائمهم التي تفجرت في كل ميدان مئات الخدمات وآلاف التضحيات دون من أو أذي عطاء غير مجذوذ ..
إلا المؤتمر الوطني ..ومتى ظل الإسلاميون على مر حقب التقلب السياسي السوداني يقدمون خالص جهدهم مرتهنا باسم أو مرتكزا لمكان ؟ .. وإنما هم أساطين المواكبة العجلى والمسايرة السالمة لمقتضيات نوازل المتغير السياسي وفق ضروريات المرحلة وتداعيات الوقت . وما المعارضة المساندة إلا مثال حي لما ذكرنا ..
إلا المؤتمر الوطني ..ثلاث كلمات ، تمتد بامتداد الوطن لأها عطاء بلا حدود ، وتحدي بلا خسران ، وتجدد بلا توقف ، وإخلاص بلا هوى .
ففجرت هذه الكلمات .. إلا المؤتمر الوطني .. طاقات كانت ساكنة ، وفتحت آفاقا لمراجعات واجبات ، وتنقية لخبث تسلل لواذا وصولا لخلاصات يحتاجها هذا الزمان الكذوب سياسيا وإجتماعيا وأخلاقيا وسلوكيا ..
ولو استقبل منظرو ثورة ديسمبر ما استدبروا من حظرهم للمؤتمر .. لغضوا الطرف وصرفوا النظر .. وما يزال هنالك قليل من الوقت للمراجعات ..

Comments (0)
Add Comment