إن الحد الأدنى لأي نائب عام متخيل في أذهان السودانيين، أن يكون مجللاً بفضائل العلم والخلق والنخوة والتجرد والفعالية.
فإذا فُقدت أي واحدة من هذه الصفات فعلى الدنيا السلام وعلى الوطن (الفاتحة) منذ أربع سنوات وفي جنحة سياسية وضيعة يرقد ملفي في مكاتب النائب العام،
أربع سنوات عجاف اغتالوا فيها أكبر مؤسسة خاصة اعلامية ممثلةٌ في قناةٍ وصحيفةٍ وإذاعة،
تعمل لوجه الله والحرية مع مقاساة شخصية مع الفقر العفيف والمرض وانسداد الأمل.
إن كل الذي طلبناه من هذه المؤسسة البائسة ونحن نستجديها صباح مساء أن تقدم قضيتنا للمحكمة،
وهل هناك استجداء أرخص من ذلك في عمر الأفراد والشعوب؟
ولكن لا حياة لمن تنادي، فيبدو أن العدالة في بلادنا تحركها أصابعٌ مشبوهة غير مرئية لا تأبه للحيدة والشرف.
إني أعترفُ جهراً لأول مرة في حياتي عن نيتي في الهجرة عن بلادٍ صغت مع الأذكياء بعض تاريخها من ليل الأسى ومر الذكريات.
وأنَا مَا خُلِقت فـي وَطَـنٍ في: حِمَاهُ (العدلُ) مُضطهَـدُ
ألأنَّ (السَّمو) يغْمُـرنـي ليس : لي فيه يا فتـاة يـدُ
سوف تنأى خطايا عن بلدٍ : حجر قلب (حكامهِ) صلِّدُ
“معذرة للقاضي الطيب العباسي للخروج عن النص في بعض المفردات لاشتغال المحل بحركة المناسبة”.
وآخر كلماتنا الحافية الحاسرة قبل إغلاق الحقيبة، بئس موطنٌ هذا الذي يستجدي فيه المظاليم حق المثول في قفص الاتهام والتقاضي ..!!