لايجب ان يصل الخلاف السياسي مع قادة النظام البائد الي درجة انكار ما قاموا به من نهضة كبيرة في قطاع التصنيع العسكري فخلال السنوات الاولي لحكم الانقاذ التي دخلت في سلسلة من الحروب سوء كانت علي جبهة جنوب السودان او في جبال النوبة والنيل الأزرق والشرق ولاحقا في دارفو تمكنت من التعايش مع الظروف التي فرضت عليهم من حصار اقتصادي و عزلة دولية فكان القرار باهمية توطين التصنيع العسكري بالداخل بدلا عن الاعتماد على استيراد الاسلحة من الخارج تجنب للعقوبات الدولية خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها
وكان التصنيع العسكري يمتاز بالسرية التامة و يخضع الي اشراف مباشر لجهاز المخابرات مما منع تسرب المعلومات عن ما الذي يحدث داخل تلك المقرات ،
وفي العام 1998م قامت امريكا بقصف مصنع الشفاء بصواريخ حديثة ظن منها انه ينتج اسلحة كيميائية وقد كانت معلومات مغلوطة وقعت فيها امريكا بكل سذاجة ، ومما زاد الولايات المتحدة حيرة هو تمكن القوات الحكومية من الصمود امام مقاتلي الحركة الشعبية التي كانت تحاربها في جنوب السودان و التي كانت تحظي عقب الحرب الباردة بدعم غربي كبير ، وفي العام 1995 تشكلت حملة عسكرية ضمت قوات الحركة الشعبية وقوات من دولة يوغندا كان الهدف منها فرض امر واقع في جنوب السودان باحتلال مدينة جوبا واقامة دولة من طرف واحد وكانت تلك الحملة بتمويل وتسليح غربي ورعاية الولايات المتحدة، الا ان تصدي الجيش السوداني لها جعل الدول الغربية تحاول الكره مرة في العام 1997م عبر (عملية الأمطار الغزيرة) و قد كانت حملة عسكرية ضخمة وبدعم غربي وجنوب افريقي التي شاركت فيها بعشرات المدرعات المتطورة التي تعمل باشعة الليزر اضافة الى أسلحة المدفعية الثقيلة ورغم ذلك تمكن الجيش السوداني من افشالها وتدمير تلك الدبابات الحديثة بقوة صغيرة لايتجاوز تعدادها 160 مقاتلاً ،
وفي اثناء مفاوضات السلام بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية قامت الحركة الشعبية باجتياح مدينة توريت في العام 2002م بغرض الضغط السياسي اثناء فترة التفاوض ولكن تكمن الجيش السوداني من استرداد المدينة من جديد في وقت قياسي ،
وعقب انفصال جنوب السودان في العام 2011م عقب الاستفتاء الشعبي حول تقرير مصيره قامت قوات دولة جنوب السودان في العام 2012 باحتلال منطقة هجليج الغنية بالنفط والتي تقع داخل حدود السودان ليتمكن الجيش السوداني من استرداد المنطقة مرة اخري في زمن قياسي
كل تلك الانتصارات العسكرية كان للتصنيع الحربي الوطني دور كبير فيها بتجهيز العدة والعتاد وبعد سقوط نظام البشير كان ينبغي المحافظة على تلك المكتسبات فلا يعني الخلاف مع النظام السابق بان يدمر شي يحسب للسودان الذي صار يتمتع بسمعة قوية في افريقيا وبات من ضمن أقوى ألاسلحة الجوية الأفريقية إلى جانب كل من الجزائر والمغرب وجنوب أفريقيا حيث وصفت صحيفة ميلتري ووتش الأمريكية الجيش السوداني بالأقوى في أفريقيا كونة الأكثر تدريباً وتسليحاً ، كقوة صناعية عسكرية رائدة في أفريقيا بوصفها تمتلك ثالث أكبر قطاع دفاع في القارة يستند في المقام الأول على المؤسسة الصناعية ونوهت الصحيفة في تقرير إلى أن “مدرعة البشير” السودانية تمكنت من سحق المدرعة الأوكرانية 𝘁-72𝘀 خلال الاشتباكات مع القوات الجنوب سودانية خلال الحرب ولفتت الصحيفة إلى أن السودان كان مصدراً مهماً لتصدير الأسلحة لجميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط، في حين أن قواته المسلحة الخاصة ومن خلال عمليات امتلاك الأسلحة في المقام الأول من روسيا وبروكسل أصبحت من بين أفضل جيوش القارة تدريباً وتسليحاً و السودان هو الافضل بين الدول الأفريقية والعربية بوصفه الدولة الوحيدة التي تنتج دبابات المعارك الرئيسية، وأحدث منتجاته والمتمثلة في مدرعة البشير بوصفها دبابة المعركة الرئيسية كونها تطابق النوع 96 الذي أنتجته الصين.
وصدق الشاعر عندما قال
وشمائلٌ شهِد العدو بفضلها
والفضل ما شهدت به الأعداء
وتلك الانجازات تحسب للرئيس المخلوع البشير بغض النظر عن ماحدث من تجاوزات في فترة حكمه التي امتدت زهاء الثلاثين عام الا انه قد ترك للسودان ارث دفاعي ومنظومة صناعية عظيمة لذلك يجب عدم التفريط فيها فهي قامت باموال الشعب السوداني ولا تعني هيكلة القوات المسلحة بان نفعل كما فعل الوزير العباسي مؤيد الدين محمد بن محمد بن علي بن العلقمي البغدادي وزير الخليفة العباسي المستعصم الذي شغل هذا المنصب مدة أربع عشرة سنة ولكنه كان غير امين وخائن إذا استطاع ابن العلقمي هذا مراسلة هولاكو سراً، حتى إنه اتفق معه على أن يسهل عليه عملية الدخول إلى بغداد، من خلال اقناع الخليفة العباسي بخفض عدد الجند قدر الإمكان بحجة تقليل الانفاق وعمل علي إخفاء المعلومات عن الخليفة ونشر أخبار وأهوال جيش هولاكو لنشر الرعب بين الناس، مقابل أن يكون نائباً لهولاكو في العراق، ووافق بالفعل على ذلك ووعده بالوزارة وعندما وصل هولاكو لبغداد ذهب إليه ابن العلقمي مستأمناً على نفسه، وطلب هولاكو منه أن يخبر خليفته بأن يأتي هو وابنه وأعيانه وأمراؤه يبلغ عددهم 70 رجلاً للقائه في مكان إقامته، وما إن وصل المستعصم حتى فتك بهم جميعاً عام 1258، وأذاق بغداد الويلات وحرق بيوتها على رؤوس ساكنيها. أما عن نهاية ابن العلقمي، فقد أجمع المؤرخون على أنها كانت مذلة ومهينة، إذ قال الذهبي إنه بعد انتقامه من الخليفة ومن كان يكنّ لهم العداء، ذاق الهوان، وصار يركب حمار وحده، بعد أن كانت ركبته تضاهي موكب سلطان، فمات غبناً وغماً، وفي الآخرة أشد خزياً وأشد تنكيلاً. ،
اذا علي اهل السودان عدم الثقة في وعود الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بدعم اقتصاد السودان مقابل التخلص من التصنيع الحربي والسيادة الوطنية فهم في الحقيقه يريدون تجريد السودان من كل قوة قادرة علي ايقاف مخططهم للسيطرة على السودان ومنعه من النهوض
من حق الشعب السوداني المطالبة بالديمقراطية والحرية ولكن ليس علي حساب الكرامة و مكتسبات الوطن فتلك المؤسسات التي تريد امريكا تدميرها هي ملك للسودان وفي حال الخضوع لضغوطات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بايقافها لمنظومة الصناعات الدفاعية والمؤسسات الاخري فان ذلك يخصم الكثير من هيبة السودان ويجعله عرضة للغزو والاحتلال من دول الجوار خاصة وان للسودان خلافات حدودية مع العديد منهم والذي يمنعهم من التفكير في غزو السودان هو خشيتهم من قوة السودان و بدون شك لن تغزو امريكا السودان بجيشها وانما بواسطة مرتزقة
اذا علي السودانيين، ان (يكونوا عشرة) علي منظومة الصناعات الدفاعية وعدم الخضوع للغرب والذي هو اجبن من القط ويكفي ماحدث لهم في افغانستان وكيف هربوا مثل الدجاج من حركة طالبان لا تملك الا القليل من السلاح والكثير من الايمان بالنصر
المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺