عمار العركي يكتب : مثلث البحر الأحمر الشيطاني : مخدرات _ مخابرات _ حاويات

 

⭕ حمل الاسبوع المنصرم جملة من الأخبار التى تتعلق بالمخدرات والبحر الا حمر، حيث نجحت قوة من جهاز المخابرات العامة فى ضبط كميات من المخدرات من نوع الحشيش الافغانى بمنطقة ام ضوا بان ،عبارة عن (٤) جوالات معبأة بنحو (١٠٠) كيلو حشيش افغاني، وبحسب المعلومات فان الشحنة جرت متابعتها من بورتسودان بالبحر الاحمر الى ان وصلت ام ضوا بان وكانت بصدد التوزيع لاسواق المروجين .

⭕ فى بداية الاسبوع ، كشف وزير الدّاخليّة والبلديّات اللبناني “بسام مولوي” عن “إنجاز جديد للأجهزة الأمنية في إطار مكافحة تهريب المخدرات، فتمكّنت شعبة مكافحة المخدرات في إدارة الجمارك، من ضبط كميّة كبيرة من الكبتاغون في مرفأ بيروت، كانت بصدد تصديرها الى السودان كوجهة أولى”.
⭕ كذلك ورد خبر عن ابادة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر عدد(299)من الحشيش البنقو وعدد (102)من الحشيش الشاشمندي وعبوة (325) مخدرة ، وحسب المكتب الصحفي للشرطة،إن الضبطيات تأتى في إطار تنفيذ خطة الإدارة العامة لمكافحة لتجفيف المنابع بولايات السودان.
⭕ الجدير بالذكر ان الشرطة أوردت فى بيانها بخصوص تظاهرة 25 اكتوبر (ان ماحدث هو تأكيد لمعلوماتنا بوجود جماعات منظمة ومتفلته تستهدف أمن العاصمة تحت تأثير المخدر والمواد السامة وجدت ضالتها في المواكب وتعمل لتحقيق أهدافها تحت غطاء سياسي).
⭕ وعقب التظاهرة ، أعلنت هئية محامو الطوارئ عن اعتقال 44 متظاهرا بواسطة قوى الامن والشرطة ، وأشارت الهيئة إلى أن الشرطة أرسلت عينات من المعتقلين إلى المعامل الجنائية لفحص تعاطي المخدرات.
⭕ فى ذات التوقيت وبحسب “ترياق نيوز”: أن اهالي المنطقة المتاخمة للساحل الجنوبي لسواكن بولاية البحر الاحمر قد أبلغوا الجهات الامنية بوجود حاويات لم يستطعوا التعرف علي ما بداخلها ، ولاحقاً علمنا ان عدد من الحاويات سقطت من سفينة وقذفتها الأمواج للشاطئ وتم اخراج حاوية واحدة حتي الان وبها مواد تموينية ولم يتم اخراج بقية الحاويات . وما زال السؤال حائرا عن ما حقيقة الحاويات التي ظهرت في جزيرة (تلا تلا) جنوب سواكن وشمال منطقة جنوب طوكر بالقرب من عقيق في ظاهرة غريبة .
⭕ وفى ذات الإطار ، ومن خلال ورشتها الخاصة بالأدوية والسموم ، اقرت وزارة الصحة الاتحادية بانتشار المخدرات وتزايد الإدمان والأمراض النفسية وسط الشباب وعزت ذلك الى الوضع الاقتصادي والسياسي بالبلاد مشيرة إلى ضرورة وجود قوانين ولوائح لمكافحة المخدرات ومنع وتداولها وبيعها،
⭕ للوهلة الأولى يصاب القارئ “بدوار البحر” من هذه الاخبار الواردة خلال اسبوع فقط !! وكانه فى خضم “مثلث برمودا” والمعروف أيضاً باسم “مثلث الشيطان”، تلك المنطقة الجغرافية الشيطانية على المحيط الأطلسي ، تبتلع السفن والبواخر، على شكل مثلث متساوي الأضلاع ومساحته حوالي مليون كم² على المحيط الأطلسي، وقد عُرِفَ قديماً على أنّه خُرافة، ولكنّه تحوَّل في العَصْر الحديث إلى حقيقة يَسعى الإنسان جاهِداً لاكتشاف سرِّها مُستخدما جميع أجهزة الرّصد والتكنولوجيا،
⭕ وان كان ، مثلث برمودا في نطاق محدود علي الاطلسي ، “فالبحر الاحمر” بدوره وعلى. كامل إمتداده اصبح رهين لثالوث (المخابرات ، المخدرات ، الحاويات )، التى تبتلع.فى جوفها شعوب وحكومات وإقتصاديات ، دون ترك أثر أو دليل حيث يظل الفاعل دوما مجهول وكأنه خرافة.
⭕ الضبطية المشار اليها وغيرها من ضبطيات تشير الى أن الجهة المعنية بمكافحة الجريمة الدولية المنظمة القادمة من الخارج – مستقرة أم عابرة – بجهاز المخابرات بدأت تعمل وتنشط لتلحق بالامن الاقتصادى والذى بدوره نشط منذ فترة فى عدد من الضبطيات الاقتصادية المحلية.
⭕الكشف عن هذا النشاط – وما خفئ كان أعظم – وتزايده خلال شهر اكتوبر الحالى – وما ادراك ما اكتوبر الحالى- وبالنظر لحيثيات وأبعاد أخبار هذا النشاط الدولى المنظم ، مؤشر لنشاط المخابرات المعادى التى تستخدم حاويات المخدرات والأسلحة وسيلة في تحقيق أجندتها ومصالحها حتى وإن كان الثمن فناء حروب اهلية وفناء شعوب ومجتمعات
⭕ما يحدث.جنوب سواكن وحاويات (جزبرة تلا تلا) ، وغرق سفينة حاويات في المياه الدولية، يستوجب أن (تقوم) موانئ حوض البحر الأحمر والجهات ذات الصلة لإعلان حالة الطوارئ (ولا تقعد) حتى معالجة الأمر والإجابة على كثير من الأسئلة الحائرة.؟
⭕ سلاح المخدرات ، وفى وضعه العادى والطبيعى ، يظل من الأسلحة الفتاكة وسريعة.المفعول ، فى الحاق الضرر وإحداث التدمير الشامل الكامل ، فما بالكم عندما يتم إستغلال هذه المميزات والخواص مخابراتيا ؟ وفى ظل اوضاع سياسبة واقتصادية وامنية تفتقر لأدنى مقومات ووسائل المقاومة والمكافحة ؟

⭕ خلاصة القول ومنهاه:
* “الفات فات ” ” و ” الحصل حصل ” ، فأي شكل من.أشكال السلطة القادمة وتكوينها السياسى غير مهم ، ولكن المهم والضرورة الإستراتيجية الأمنية تحتم على القادمين الجدد – طالما هم وطنيبن – القيام بإصلاح امنى حق وحقيقة – مجرد غير مُسيس – يقوم على إعادة صياغة وتعريف وتوصيف للثوابت والمرتكزات الأمنية التى تخلخلت وتضعضعت وكادت تتلاشى.
* رغم الترديات وسؤ الأوضاع الداخلية وتخلخل تلك الثوابت ، تلوح فى أفق البحر الأحمر ثمة أشعة ” أمن” ، مثل انضمام السودان لجسم اقليمي مكون من ثمانية دول ، تتمحور فكرته “حول تأمين وحماية البحر الأحمر ” ، إضافة لإسناد مهمة تطبيق الجرف.القارى ومنافذ البحر الأحمر لوزارة الدفاع بعد ان كانت تابعة للحدود والسباحة ، بمعنى هنالك وسائل محلية وإقليمية متاحة، مطلوب الاستفادة منها وتطويعها ولو بجهد المقل فى إيقاد شمعة بدل اللعن.
* كما ، أن أى أعمال مكافحة وسيطرة على “المخدرات” وأنشطة المخابرات المعادية – مستقرة أو عابرة عبر البر او البحر الأحمر – بإنفراد او بتنسيق مع جهة أخرى مختصة ، وبمعزل عن هئية أو آلية إستراتيجية قومية تختص بالدراسة والتخطيط، ، يكون ذلك بمثابة حرث فى البحر الأحمر ، و بحث عن مجهول خرافى،

Comments (0)
Add Comment