:: قرأت للدكتور أمجد فريد، المستشار بمكتب رئيس الوزراء، هذ النص الرائع: (كتائب القطيع، فرق إعلام قوى الحرية والتغيير، عندما تعجز عن الرد على مضمون أي انتقاد تقفز الى محاولة إثارة الغبار حوله، وتعمل بأسلوب جوبلزي أصيل، لا يختلف عن إعلام ساحات الفداء وإسحق أحمد فضل الله في تزوير وإخفاء الحقائق، ومحاولة خلق واقع بديل.. صناعة الغيبوبة ليست طريق الثورة)..!!
:: وقد صدق.. قبل الثورة، حين تنتقد السلاطين وتكشف فسادهم، كانت ردود قطيعهم: (أنت شيوعي، أنت عميل)، أي كما حال قطيع ما بعد الثورة حين تنتقد آلهتهم وتكشف ما يفعلون، بحيث لا تتجاوز ردودهم: (أنت كوز، أرزقي، انقلابي).. فاللف والدوران – حول الحقائق – بالاتهامات (المُعلبة)، عند فقدان المنطق ولغة الحوار، بدعة متوارثة.. وهي حيلة لصناعة الغيبوبة، بحيث يظل عقل القطيع بلا تفكير، أي (يهتف بس)..!!
:: وعلى سبيل المثال، نشرت (اليوم التالي)، يوم أمس بعض ملامح التسوية التي فيها يتحاور المتحاورون والوسطاء، وكل أطرافها، ومن يفاوضون العساكر في (الغرف المظلمة)، وكان للخبر صدى.. ورغم أن بالخبر أسماء أحزاب وكوادر ووسطاء، لم يخرج أحدهم نافياً ما ورد فيه من معلومات.. كلهم التزموا الصمت، ما عدا وزير الدولة بمجلس الوزراء والقيادي بالمؤتمر السوداني، وأحد المفاوضين مع العساكر..!!
:: لم يخرج خالد عمر نافياً معلومة، بل ليمدح قوى الحرية وينسب إليها كل الثورة والتغيير، ثم ليقول بالنص: (لا يصلح التعامل مع القضايا السياسية الجادة بمنطق مانشيتات صحف الإثارة)، وهذا تلميح غير كريم من أخ كريم نحترمه، ولا نرغب في التهاتر معه، لأسباب كثيرة، أهمها أن الصحيفة الجادة والمسؤولة لن تجنح للإثارة بالتهاتر..!!
:: ما الذي يغضب في نشر الحقائق لمن يهمهم الأمر (الشعب)؟.. فمن ملامح التسوية المتوقع طرحها على أطراف العملية السياسية – بواسطة فولكر والرباعية – هو الإقرار بدستور المحامين بعد إجراء تعديلات عليه، وأن يكون رئيساً الدولة ومجلس الوزراء (مدنيان)، وأن يتم اختيارهما من قبل قوى الحرية وقوى الثورة ما قبل ١١ أبريل 2019؛ ثم القوى الموقعة على الإعلان السياسي.. هل لخالد معلومة أخرى، غير هذه..؟؟
:: ثم بالتسوية المتوقع طرحها لتلك الأطراف، منح الدعم السريع الاستقلالية عن الجيش، بحيث تكون تابعة لرأس الدولة؛ مع عدم الملاحقة القانونية للمكون العسكري، وهذه المعلومة ليست جديدة، بل نشرتها قبل أسابيع (الشرق) العربية و(اليوم التالي)، و(بلوممبيرج) الأمريكية، ولم يتم النفي – حتى اليوم – من قبل أي طرف من أطراف مفاوضات (الغرف المظلمة)، فلينقها خالد، لنضعها في مانشيتات صحف الإثارة..!!
:: أما الأطراف المتوقع طرح التسوية عليها، فهي تحرير السودان الانتقالي، قوى تحرير السودان؛ العدل والمساواة، الشعبية قطاع الشمال، التحالف السوداني، الشعبية التيار الديمقراطي، تجمع المهنيين، المجتمع المدني ولجان المقاومة.. هذا بالتشاور مع الشيوعي، الاتحادي الأصل، الشعبي، الوطني الاتحادي، أنصار السنة، الحزب الجمهوري؛ اتفاقيات سلام العهد البائد، ومشاركة – لم يتم تحديدها -لشرق السودان..!!
:: وعليه، أين الإثارة في هذه المعلومات؟، أم إن الإثارة هي أن يعرف الشعب ما يحدث في (الغرف المظلمة).؟.. وما الذي يمنع عضو وفد التفاوض خالد عمر عن عقد مؤتمر صحفي، للرد على تساؤلات الشارع، ويكون بجواره الثلاثة الآخرين الواثق البرير وبابكر فيصل وطه عثمان؟.. هذا ما يجب أن يحدث عاجلاً، ما لم تكن هناك اتفاقية أخرى لمن يتشدقون بالشفافية والمدنية مع العساكر، وهي اتفاقية (الغتغتة والدسديس)..!!