إبراهام لينكولون هو الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، وهو أول رئيس أمريكي مات مقتولا من بين أربعة رؤساء . هم جيمس جارفيلد ،وليم ماكنيلي وجون كنيدي.
لينكولون
ولد عام ١٨٠٩ بأرياف ولاية ايلينوي ومنذ نعومة أظافره كان سياسي مبرز بحزب الويك المنقرض بواسطة الحزب الجمهوري.
الجدير بالذكر أن لينكولون لم يحصل على تعليم رسمي ، لكن اجتهاده في علوم القانون وممارسته له جعله يحصل على رخصة نقابة المحاميين. ولمع نجمه كمحامي ماهر وبليغ عندما بدأ حملته ضد الرق والعبودية في الولايات المتحدة ، و انذاك كانت الولايات المتحده تنقسم الى ولايات جنوبية زراعية تنتهج الاسترقاق لدفع عجلة الزراعة والإنتاج وبين ولايات شماليه تعتمد على الآلات في الإنتاج لاتعتمد على العبيد . وجدت حملة لينكولون لتحرير العبيد صدى لدى الولايات الشمالية بجانب الاغلبيات السود والزنجية ؛ ماجعله جاذبا للحزب الجمهوري. رغم أن لينكولون فقد قاعدته في حزبه الاول بعد إنتقاده للحرب الامريكيه على المكسيك في عهد جيمس بولك.
فقدان القاعده وزوال الحزب لم يسقط نجم لينكولون وسرعان مارشحه الحزب الجمهوري ممثلا له في مجلس تشريعي ولاية ايلينوي . ثم رشحه الحزب رئيسا للولايات المتحده عام ١٨٦٠ وقد فاز رغم حصوله على ٤٠بالمئة من الأصوات مقابل مرشحين آخرين.
قبل وبعد تولي لينكولون للرئاسة لم تهدأ اراضي الطبقه المسترقه والطبقه المالكة من الصراعات والحروب حتى وصلت بعض الولايات لقرار الانفصال خاصه وأنه لايوجد بند صريح في الدستور الأمريكي يمنع الانفصال ،علاوة على أن تلك الولايات انضمت طواعية إلى المركز. وفي تلك الأثناء عاش لينكولون رعب الاغتيال . حتى أنه ذهب لحفل التتويج متنكراً . وقد ساعدت هذه الهواجس في أن يتبنى لينكولون سياسة أقل تشددا تجاه الاسترقاق وبدأ يعدل في الدساتير ذات الصلة،
لكنه عاد من جديد لمبادئه الاول أبان الفترة الرئاسية الثانية وطالب بالتحرير الكامل للعبيد وذهب لابعد من ذلك حينما أعلن الحرب على الولايات المنفصلة. كان الاعلان مستفزا فاعلنت أربع ولايات بجانب الولايات السبعة الأولى انفصالها عن المركز وانضمامها للولايات الكونفدراليه المنفصلة. هذا لم يقعد لينكولن عن قراره وعين الجنرال ماك لينين قائد عام للحرب؛التي استمرت لشهور، لكن استراتجية قائد الحرب لم تحقق النجاح الذي طمح له لينكولون فابدله في عام ١٨٨٢ بالجنرال يولسيس غرانت. كما اجتهد في حشد تعاطف الرأي العام من خلال خطب الوحده الوطنيه، لكن مع اشتداد نفوذ العبيد واشتداد معارضتهم للملاك عمت الفوضى واختفى السلام ، وشعر الجنود أنهم يقودون حرباً هي ابعد مايحقق الوحده الوطنية، فقامو بالتباطؤ والتواطؤ حتى تقف الحرب ، لكن لينكولون لم يتراجع بل شن هجماته على كل معارضي الحرب ، اغلق الصحف وسجن السياسيين بما فيهم أعضاء المجالس التشريعية ، وقد جنى لينكولون ثمار تلك السياسة عندما اخضع اثنين من الولايات المنفصلة كان أهمها جورجيا الاستراتيجيه ، بجانب الفوز الساحق في انتخابات الجوله الثانية،بجانب انسحاب الجنرال روبرت قائد حرب الجنوب ليعلن نهاية الحرب الأهلية الأمريكية التي امتدت لثلاث سنوات راح ضحيتها أكثر من نصف مليون مواطن أمريكي.
لم يكن إنتصار وفوز إبراهام لينكولون هو النهاية الحاسمة في حياته لكن كان اغتياله هو الحدث الالمع في قصص التاريخ الحديث . إذ يعتبر أول رئيس مات مقتولا بعد ١٥ رئيسا ناضلوا من أجل قضايا الشعوب.
لينكولون توفي على يد جيمس بوث المخرج المسرحى أثناء حضوره مسرحية حية مع عائلته في مسرح بواشنطن، لم يكن بوث شرطيا لكنه كان أحد أبناء الولايات الجنوبية، ولم يكن بوث ماهرا في التكتيك لجرائم الاغتيال لكن الهشاشة الأمنية للرئيس كانت سببا أساسيا في إتمام جريمة الاغتيال، إذ تغيب حارسه الشخصي عن مقصورة الرئيس وذهب الحارسان الآخران إلى حانة بجانب المسرح ، وحتى بعد مقتل لينكولون ظل حارسه الشخصي في الخدمه، إلى أن تم فصله بعد عامين بسبب نومه أثناء ساعات العمل الرسمية وعاد لممارسة (النجارة) مهنته الاولى.