.. أجد نفسي في حيرة بالغة من الذي ينجزه ويقوم به هذه الأيام المخرج السوداني العالمي سيف الدين حسن .. فبالرغم من كل ما يحيط بنا من احباط و قلق وحيرة وقرف ملأ كل حياتنا حتي سد علينا كل الأفق .. يفاجئنا هذا الرجل بعمل كبير وضخم و ناجح تمثل في مهرجان الخرطوم الثاني للفلم السينمائي الذي تم افتتاح فعالياته بالأمس بقاعة الصداقة بالخرطوم بحضور نوعي من نجومنا و نجوم المنطقة العربية و الأفريقية .. ( مشكلتك يا سيف ان الله جعل رزقك في خرم ابرة ) .. هذه العبارة قالها له الاعلامي الكبير الاستاذ حسين خوجلي في جلسة كنت فيها حضوراً معهما .. وقد صدق الاستاذ حسين فعبر متابعتي لهذه المخرج أجده يدخل نفسه في معتركات خطيرة و تحديات كبيرة قياساً بإمكانياته وامكانيات البلد وقبل ذلك قصورنا البالغ في تنفيذ الأفكار التي ظلت ولا زالت أحلاماً تراودنا في نومنا ويقظتنا .. ( أرض السمر ) كإن مشروعاً كبيراً استطاع عبره هذا المخرج وكما قال البروفيسور علي شمو تغيير المشهد السوداني برؤية جعلتنا نشاهد انفسنا ووطننا وكأننا نشاهده لأول مرة وهذه حقيقةً مستنا عندما ارانا هذه العمل كل اطراف واحزاء بلادنابجغرافيتها و ديموغرافيتها وثقافاتها بكل تنوعها وغرابتها و دهشتها .. كيف فعل هذا الرجل ذلك ..؟ .. سؤال يضاف اليه سؤالنا اليوم له .. كيف تفعل هذا يا سيف الدين حسن يا ابن ( لبب) التاريخ و الهوية و الحضارة .. ؟ .. انه فعل أشبه بصناعة الشربات من الفسيخ .. نعم هذا المخرج يخرج الشربات من الفسيخ ..