حاوره/ محمد حسن خليفة
فيلم الرسالة لمصطفى العقاد الذي أنتج سنة 1976م، كان وما زال أحد علامات السينما العالمية، وكان مباراة في التمثيل بين نجوم توزعوا على نسختيه، العربية والانجليزية، ومن بينهم الفنان الليبي القدير علي أحمد سالم الذى تميز في دور سيدنا بلال، هو ممثل ليبي ينحدر من مدينة بنغازي، عمل في المجال الصحفي قبل التمثيل كما عمل مذيعا وقارئاً للأخبار إلى جانب عمله كفنان سينمائي ، ويعمل الآن مدرباً ومدققا لغوياً.
تم دعوته للخرطوم كضيف شرف بمهرجان الخرطوم لسينما الموبايل النسخة الثانية والتي اختتمت مساء ١ نوفمبر ٢٠٢٢م بقاعة الصداقة .
* مرحبا بك في الخرطوم..
= تشرفت بوجودي بينكم ونشعر بسعادة كبيرة وأنا بينكك..
* وأنت ضيف شرف على مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل، كيف وجدت المهرجان؟
= فكرة عبقرية ورائدة وانتباهة ذكية من المخرج سيف حسن، وهكذا تبقى الخرطوم بلد اللاءات الثلاثة تنتج فعلا مختلفا رغم ما تعيشه الآن، شباب السودان واعد وهذا لمسناه في الأعمال المتنافسة.
* بالتأكيد سيكون الرسالة هو موضوعنا الرئيسي، لذا نبدأ بالمخرج العالمي مصطفى العقاد..
= الأستاذ مصطفى العقاد رحمة الله عليه ، اعتبره شخص استثنائي خاصة في قيادته للعمل، كان عندما يريد تقديم ملاحظة يهمس همسا ولا يسمع طرف آخر ماذا يقول ولم أره على الإطلاق منزعجا.
* ……………….؟
= لحسن حظي أن عملت معه ممثلا في فيلم الرسالة و مساعد مخرج في أحد الأعمال معه، رأيته كيف يختار اللقطات بعين فنية ثاقبة،فقدنا بالفعل شخصية فنية رائعة رحمة الله عليه.
* رأيك في أعماله وعظمة تأثيرها بالرغم من قلتها ؟
= لم أكن معه في الكثير
سوى في فيلم الرسالة الذي كنت أحد الممثلين ورأيت كيف ينفذ الإخراج ويقوم بهذا الأمر بإحترافية ، وفيلم عمر المختار كنت أحد مساعدي الإخراج معه وكنت أرى كيف ينسق وينظم ويدير الأعمال حتى تكتمل، شخصية فذة ويمتلك إمكانيات كبيرة .
* في تعاملك معه كممثل وكمساعد مخرج هل من فرق في شخصيته ؟
= أعماله الكبيرة تعكس قدراته الشخصية ولكني لم أر منها الكثير ، وليس لي تجارب كثيرة معه. وبشكل عام تجاربي في الافلام هي ثلاثة فقط “الرسالة” كممثل و “عمر المختار” كمساعد مخرج و”أين تخبئون الشمس” الذي لم اُكمل دوري فيه ، وأنا معظم تجاربي كانت في السينما.
* الرسالة جمع عددا من الجنسيات كيف تنظر لهذه الخلطة ؟
= فيلم الرسالة بدأ بما يسمى بالشركة العربية للإنتاج العالمي، وكانت شركة شراكة بين الكويت والمغرب وليبيا وبعض الشخصيات الاعتبارية من دول أخرى مثل مصطفى العقاد نفسه، ولكن لظروف مختلفة انتهى الأمر الى أن تتولى ليبيا موضوع الفيلم.
* المثير أنه أنتج نسختين من الفيلم وليس نسخة واحدة مترجمة؟
= نعم فيلم الرسالة انتج في نسختين وشارك فيه العديد من الجنسيات، النسخة العربية كان فيها عرب من ليبيا ومصر والمغرب وسوريا والكويت، والنسخة الإنجليزية معظمهم أمريكان وإنجليز وجنسيات من دول أخرى مثل السنغال التي كان منها الممثل جوني سيكا مؤدي دور بلال بن رباح في النسخة الإنجليزية.
* كيف كانت استعداداتك لتأدية دور سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه ؟
= السيرة النبوية ليست بعيدة عننا نعرف السيرة وقرأناها في المدارس و ما زلنا نقرأها في بيوتنا فليست غريبة علينا، وبمجرد أن طرح علي الأمر شعرت بتلك المحبة التي نحملها لكل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبفضل ذلك مكنني الله حسبما قال الناس ويُقال من إجادة تمثيل الدور، ومهما كان ما يُقال فإنهم(الصحابة) الأصل ونحن مجرد مشهد.
* ما هي التأثيرات التي تركها الفيلم ؟
= نحن عندما نقدم عمل لا نسأل أنفسنا بل نسأل الآخرين في تأثيره عليهم ، وحمدا لله من خلال حديث الناس أنه كان ذو تأثير طيب وبفيلم الرسالة بعض الناس أعادوا النظر في قراءة الإسلام. وحسبما جاءت الاخبار يقال أسلم ناس بسببه ولا استبعد هذا لأنه سيعيد النظر على الأقل في الإسلام.
* رأيك في تسخير الفن للدعوة وخدمة الاسلام؟
= لا شك أن الفنون إحدى المصادر التي من الممكن أن تقدم الاسلام إذا أُحسن استخدامها، فالفنون السمعية والبصرية والقولية هي فنون بالإمكان أن نستخدمها للدعوة ونشر الإسلام ويجب أن يستفاد من كل هذه الفنون لخدمة الدين.
* إذن أنت من الفريق الذي يقول لا تعارض بين الدين والفن؟
= الدين ليس ضد الفن ،الفن رسالة جمالية الفنان عندما يكون ملتزم صادق ممكن يكون داعية.
* الداعية و الفنان في الواقع الحالي أيهما أقرب للمجتمعات وأكثر تأثيراً وفاعلية؟
=قضية أعظم وافضل واكثر وأفعل قضية صعبة في الحكم فيها، فمن الممكن ناس يؤثر فيهم حلقة دينية لداعية يُحدثهم فيها حديث، وآخرين تؤثر فيهم لوحة او مشهد فهذا تَلَقي بصري.
والفن إذا حسن إستخدامه وفقاً للشريعة وسيلة من وسائل الدعوة وخدمة الاسلام.