تقليل مخلفات الطعام يساعد في تحسين المناخ…!

صلاح غريبة
ghariba2013@gmail.com

أصبحت كلما احمل كيس القمامة للخارج، اتحسر على كمية الطعام المهدرة الموجودة بداخله، فيما يعاني واحد من كل 9 أشخاص على ظهر كوكبنا من نقص التغذية، ويتضور مليار شخص من الجوع يوميا، فإن ثلث الأغذية التي يتم إنتاجها للاستهلاك البشري تُهدر سنويًا لينتهي مصير 97% من هذا الفاقد إلى مكب النفايات، في مفارقة تحسمها السلوكيات الإنسانية حال توافرت الإرادة لوقف هدر الطعام.
حذرت منظمة «كلايمت وايز| Climate Wise» المعنية بتقديم الحلول المناخية من أن آثار هدر الطعام لا تتوقف عند مخاطرها البيئية ومساهمتها في رفع درجة حرارة الكوكب ومن ثم تهديد أمنه الغذائي فحسب؛ بل أن تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية تعد كارثية؛ لمساهمتها في رفع نسب الفقر والجوع.
ووفق تقديرات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو”، فإن ثلث الأغذية التي يتم إنتاجها للاستهلاك البشري تفقد كل عام، بواقع 103 طن سنويا، بدءًا من فاقد نفايات مراحل سلاسل التوريد، وصولًا إلى هدر الطعام في المطاعم والمنازل.
وبحسب “الفاو”، ينتهي مصير أكثر من 97٪ من تلك الأطعمة المهدرة إلى مكبات النفايات مما يخلف 3.3 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام، كما تمثل مخلفات الطعام المنزلية المهدرة يوميًا نظرًا لسوء الاستهلاك 70% من إجمالي نفايات الطعام بعد زراعته أو إنتاجه.
من جهة أخرى، حذر إحصاء تقديري لبرنامج العمل من أجل النفايات “WRAP” من التكاليف الاقتصادية الباهظة لهدر الطعام المنزلي، والتي تقدر بنحو 600 مليار دولار أمريكي سنويا، وما يترتب على تلك التكلفة من ارتفاع معدلات العنف التي تتناسب طرديًا مع ارتفاع نسب الفقر.
ينصح الخبراء باتباع ارشادات عامة لوقف نزيف هدر الطعام، يمكن للجميع اتباعها كالتخطيط لاحتياجاتنا المنزلية للوجبات الأساسية بكميات واقعية دون إسراف، والتخزين السليم الذي يتيح الاستخدام الأمثل لكل جرام واحد من الموارد الغذائية دون هدر، والاستفادة القصوى من الطعام، ومنح بقايا الطعام لمستحقيها بدلًا من إلقائها في مكبات النفايات.
ويسهم ترشيد الاستهلاك، سواء كان في بند الغذاء أو غيره من بنود الاستهلاك المختلفة، في الحفاظ على البيئة وتحسين وضع المناخ من جانب، وتوفير تكاليف إنتاج وتصنيع الغذاء لتجنب دفع مبالغ إضافية مقابل الطعام الفائض عن الحاجة من جانب آخر، ومن شأن هذا أن يحسن الأوضاع الراهنة ويضمن حقوق الأجيال القادمة.
وفي منازلنا ومن خلال الاحساس بالموقف الذي يعيشه الكوكب، آمل أن تراجع اسباب الهدر في طعامنا، من حيث الكميات المطبوخة مقابل الافراد، وجودة الطبخ، والحفاظ في الثلاجة، والأواني المستخدمة في التجميد والتبريد وتطبيق احدث الطرق في الحفظ بالعودة إلى تجارب الآخرون في ذلك والاعتماد على وسائط الإعلام الجديد، وهنا اتذكر العروس التي لا تجيد طهي الطعام في منزل اسرتها، ولكنها وبعد شهر العسل ويتوفر اللابتوب والتطبيقات المختلفة في الطبخ، أصبحت طاهية ماهرة ولم تعد لبيت اهلها كما اعتدنا على ذلك، في مثل هذه الحالات.

Comments (0)
Add Comment