في مؤتمر صحفي عقد بفندق القراند هوتيل يوم 12 سبتمبر الماضي، تم تدشين فعاليات مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل في دورته الثانية والذي كان بمثابة حجر في بركة الحراك الثقافي المتوقف منذ أعوام في السودان، ليأتي مهرجان الخرطوم لسينما الموبايل تحت شعار حرية وإبداع.
سبق مؤتمر التدشين قيام الجهة المنظمة ممثلة في شركة نبتة للإنتاج الإعلامي والفني بعقد ورش لوضع تصور المهرجان وتكوين لجانه العليا ولجنة التحكيم برئاسة الناقد الفني الأستاذ السر السيد، كما تم فتح باب التقديم للأعمال في المجالات المحددة للتنافس عبر ملء استمارة التقديم على الموقع الإلكتروني للمهرجان.
كانت الخطوة الأولى هي التواصل مع الجهات الراعية والتي أبدت حماساً كبيراً ما يدل على تقدير تلك المؤسسات لحجم الخطوة وتأثيرها، فتولت مجموعة سوداتل للاتصالات الرعاية الماسية وشركة إرادة للتمويل الأصغر الرعاية الذهبية ومجموعة بنك النيل الرعاية الفضية وهي استجابة مقدرة من القطاع الخاص لفعاليات المهرجان.
كما تم تحديد مجالات التنافس في المهرجان في (الفيلم الوثائقي، الفيلم الدرامي، والتقرير الإخباري والذي كان تحت عنوان جائزة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، والتصوير الفوتوغرافي) مع اشتراط التصوير بالموبايل كشرط أساسي لقبول الأعمال، ورصد جوائز مالية للفائزين بحيث تقرر للجائزة الأولى في مجالي الفيلم الوثائقي والدرامي 4000 دولار لكل مجال والجائزة الثانية 2500 دولار لكل مجال، وجائزة التقرير الإخباري 3000 دولار، وجائزة والتصوير الفوتوغرافي 1000 دولار.
خلال الشهر الذي سبق اليوم الختامي للمهرجان أقيمت عدة مناشط منها ورش تدريبية استهدفت عدد 600 إعلامي ومهتم في مجالات التصوير والمونتاج والتقرير الإخباري والسيناريو، كذلك انعقدت دورة تدريبية في صحافة الموبايل نفذها معهد الجزيرة للإعلام لعدد 24 متدرباً من الفاعلين في المجال الإعلامي، قدم الدورة الأستاذ سمير النمري مراسل شبكة الجزيرة بسلطنة عمان.
ومع قرب ختام فعاليات المهرجان استضافت الشركة المنظمة وفداً فنياً ليبياً رفيعاً من الهيئة العامة للثقافة والمسرح الليبي ضم الأستاذ فتحي داوود والدكتور أبو بكر المحجوب والممثل عبد الباسط الحداد بالإضافة لضيف شرف المهرجان الفنان والنجم العالمي علي أحمد سالم.
تجاوزت المشاركات في المنافسة على المهرجان الألف مشاركة من أكثر من 10 دول، وكانت الأعمال المقدمة بمستوى عالٍ من الجودة والجدية، لما يمثله المهرجان من فرصة للشباب للإبداع وتفجير الطاقات الفنية.
وطوال أيام المهرجان التزمت شركة نبتة بالأهداف الكلية للمهرجان والتي تتمثل في الإسهام في تعزيز المحتوى الإعلامي السوداني بما يتوافق مع الطفرة الرقمية التي يشهدها العالم مع تطور أدوات نقل المعلومات ووسائل التعبير عنها، كذلك مواكبة التحديات التي تشهدها الساحة الإعلامية في مجالات صناعة المحتوى والتي تشمل الترفيه والتسويق ونشر الوعي والتوثيق، بالإضافة لتطوير وتعزيز المواهب الشابـة المحلية والإقليمية في فنون الإنتاج السينمائي، ومساعدة الشباب فـــي تنمية قدراتهم وإنتاج وتسويق أعمالهم الإبداعية وتطوير صناعــــة السينما فـي السـودان بخلق جيل جديد من صناع الإبداع التلفزيوني والسينمائي، وتقديم منصة لعرض أعمال المبدعين الشباب وتبني كيفية تعبيرهم عن آرائهم ومشاكل مجتمعاتهم، مع إنشاء شبكة شبابية تهتم بمجال صناعة الأفلام محلياً وإقليمياً ودولياً لتبادل الخبرات والتجارب.
كذلك استهدف المهرجان طرح معالجة فنية لموضوعات ومحاور قضايا الشبــاب والثقافة والسلام المجتمعي، والتعايش السلمي والتراث والعادات والتقاليد، بالإضافة لقضايا الاقتصاد والمعيشة والهم العام.
وقد عملت لجنة التحكيم برئاسة الناقد الفني الأستاذ السر السيد وعضوية عدد من المختصين في المجالات المطروحة على فرز الأعمال المقدمة مستخدمة منهجاً للتصنيف شمل الحكم على المحتوى وطريقة المعالجة وأصالة المادة من حيث الفكرة والمضمون لتصل لقرارها بتحديد الأعمال الفائزة بعد إغلاق باب التقديم قبل اختتام المهرجان بأربعة أيام.
شهد اليوم الافتتاحي والختامي تغطية إعلامية واسعة من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية وحضوراً كبيراً من المهتمين وضيوف المهرجان من كافة فئات المجتمع، وتم توزيع ست جوائز مالية مع دروع وشهادات تقديرية للفائزين بالمراكز الأولى والثانية في مجالات الفيلم الوثائقي والفيلم الدرامي، والفائزين بالمراكز الأولى في مجال التصوير الفوتوغرافي والتقرير الإخباري، كما تم تكريم الوفد الفني الليبي بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور جراهام عبد القادر، وكذلك منحت إدارة المهرجان سبع جوائز تقديرية للأعمال المتميزة المشاركة، وقدمت شهادة تقديرية مع درع تكريمي للأستاذ محمد حاتم سليمان راعي النسخة الأولى من المهرجان.