حطمت بطولة منتخبات شرق ووسط إفريقيا للشباب، الرقم القياسي في الفشل، والحضور الضعيف، وبمدرجات خالية من الجماهير، وعزوف كبير، وعدم اهتمام من الإعلام، أشبه بالتعتيم أقيمت مباريات البطولة في توقيت غريب، في وقت كان الجميع في قمة الدهشة من تنظيم بطولة في بلد أجبرت منتخباتها وأنديتها على خوض مباريات دولية خارج ملاعبها بعقوبة من “فيفا” “وكاف” بسبب عدم صلاحية الملاعب، وبلا استثناء، وفي وقت جأرت فيه أندية الدوري واشتكت لطوب الأرض من ضعف دعم اتحاد الكرة، بدرجة قادت لتعيين حكام من مدينة كوستي لمباراة طرفها أحد أندية المدينة.
عدم نجاح البطولة ومقاطعة الجماهير والإعلام لها كان متوقعاً، بالنظر لعدم أهميتها، وسوء الملاعب، وضعف الإمكانات البشرية والمادية، فالثابت والمؤكد أن السودان لا يستطيع تنظيم بطولة لا يملك الحد الأدنى من مقوماتها على غرار الملاعب، لتكون أضعف البطولات على مر التأريخ، وهو أمر طبيعي يعكس النظرة الضعيفة وسوء التخطيط، وغياب الكفاءات الإدارية، لاتحاد اتهم أمينه العام بالفساد، وفشل في الدفاع عن نفسه، فيما يعلم الجميع ضعف شخصية الرئيس، وهشاشة بقية الكوادر.
مباريات البطولة لم تحظ بالحد الأدنى من المتابعة، ولم يكترث أحد لتأهل المنتخب ولا لتصدره لمجموعته، الوسط الرياضي استنكر تنظيم البطولة، وسخر من قادة اتحاد الكرة، ورأى النور طه باشري الأمين العام لنادي حي العرب بورتسودان؛ أن تنظيم البطولة في الخرطوم مثير للسخرية، مبيناً أن القاصي والداني يعلم أزمة الملاعب، ونوه إلى أن المسؤولين عن كرة القدم بالبلاد لا علاقة لهم بالكرة، مؤكداً أن ما يحدث مهزلة حقيقية، تكشف ضعف العقلية الإدارية التي تشرف على أكبر مؤسسات الرياضة، ونبه باشري إلى أن اتحاد الكرة يرغب في أن يدير نشاطه على كاهل أندية تعاني بشدة من ضعف الموارد، وهجر العمل الإداري بها كبار رجال الأعمال وفروا بجلدهم من صرف وإنفاق مزعج، في بلد تعاني أزمة اقتصادية طاحنة، وغلاء معيشة، مؤكداً أن ناديه يدرس بجدية فتح أبواب الدخول للجماهير بالمجان، مشيراً إلى أن دخل مباراة فريقه في الجولة الماضية بلغ 900 ألف جنيه، وكان نصيب ناديه 100 ألف فقط، بعد خصم منصرفات ونصيب اتحاد الكرة، ولفت أن دخل النادي من مباراة على ملعبه لا يتجاوز 10 بالمئة، ومع ذلك يصرف وينفق الاتحاد على بطولة ضعيفة لا معنى من تنظيمها.
الدعوات التي قدمها اتحاد الكرة أثارت استياء وسخرية الشارع الرياضي، بعد أن قدم الدعوة لشخصيات لمتابعة وتغطية البطولة عبر الوسائط الاجتماعية، ووصف المحتوى الذي يقدمونه بالمتميز، على غرار آية آفرو وحسن تسريحة، وهو ما فجر غضب كثيرين، ليوجهوا انتقادات عنيفة لاتحاد الكرة ومكتبه الإعلامي.
تبرير رئيس الآلية الإعلامية لاتحاد الكرة، يعكس بوضوح ضحالة التفكير، وهو ما بدا في تبريره الفطير في دعوة شخصيات مثل ٱية وتسريحة، بأنه لفت الأنظار للبطولة، بعد الانتقادات التي وجهت للمكتب الإعلامي، وهو ما يعكس طريقة التفكير البدائية والأسلوب الرخيص، ويؤكد الفشل الذريع للبطولة، وعوضاً من أن تلفت الأنظار بروعة التنظيم، وجودة الملاعب ومستويات المنتخبات، باتت دعوة شخصيات مثيرة للجدل ما يدير الأنظار لبطولة ميتة، أهدافها مكشوفة، ودوافعها معروفة.
اتحاد الكرة الحالي أدمن الفشل وقدم تجربة إدارية تعد الأسوأ على الإطلاق، بالنظر لما يحدث في الاتحاد من مهازل ترقى لمرحلة الكوارث.