*خطاب بعد فترة من الصمت العسكري، كيف يبدو من زاويتكم؟
_ هذا الخطاب يناقض نفسه بنفسه، و كأن ما يخاطب جماعة خارج السودان، و لا علاقة له بالتفاصيل الصعبة الكثيرة التي يعاني منها شعب السودان منذ الانقلاب على الحكومة يوم ٢٥ اكتوبر واعتقال قيادات الحرية والتغيير، و ما زال الاعتقال و القمع مستمرين.
* هل قطع البرهان الطريق تماماً على الحركة الإسلامية من المشهد؟
_ لا يبدو ذلك، اذ كان من يتم جمعهم ليسوا الحركة الإسلامية و ليس المؤتمر الوطني، فلمن يقول البرهان كفاية عليكم ٣٠ سنة، بينما هو الآن يحاول أن يعيد السيرة السيئة للثلاثين عاماً التي حكم فيها البشير .
* لكنه تحدث عن الانحياز للشعب دونما سواه؟
_ حديث لا يصدق ، هذه السلطات الانقلابية لا تحتمل مظاهرة في الشارع فكيف تكون ضد الفلول كيف يقول لهم كفاية وقد أعاد كل الشركات التي تمت مصادرتها من الحركة الإسلامية.
*ما الرسالة الأهم في هذا الخطاب في تقديركم؟
-لا أرى سوى محاولة يائسة لمخاطبة المجتمع الدولي الذي يتخوف من عودة النظام القديم، لكن الواضح أكثر، هو اعتقال رموز و ايقونات الثورة السودانية و على رأسهم الرفيق وجدي صالح الذي لا يخرج من بلاغ إلا و جدد فتح بلاغ آخر، في انتهاك فظ لحكم القانون.
*إذن المقصود بالخطاب الخارج أكثر من الداخل؟
_ البرهان عملياً يخاطب جهات خارجية في حديثه عن عدم أي انحياز او تدخل في الشأن السياسي، لكنه الآن لا يتحدث كرجل عسكري، بل يتحدث كرجل سياسي، لكن يجب محاكمته بمسؤوليته عن كل الاغتيالات التي تمت قبل وبعد الانقلاب.
*إذا قطع الطريق أمام الحركة الإسلامية، من تبقى له من الحلفاء؟
_ هنالك أخبار تتردد الآن في الوسائط أنهم قاب قوسين أو أدنى من الاتفاق حول حصانة القيادات النظامية من جنايات سابقة، لكن ذاكرة الشعب لن تنسى قضية فض الاعتصام التي لن تلغيها لجنة أديب او خلافه، هو تحدث عن حماية الشعب السوداني لكن لم يفلح في حمايته حتى أمام القيادة العامة للجيش؛ فكيف سيحميه الآن، و قد مر عام كامل لم تحدث فيه أي نوع من أنواع الإصلاحات بل سائت الأمور أكثر من ما كانت عليه.
* ما الوعد الذي ألمح به للمجتمع الدولي؟
_ البرهان يحاول أن يغازل المجتمع الدولي بالحديث عن محاولات لتفكيك الجيش ، نحن لا نشكك في الجيش السوداني و وطنيته لكننا نشكك في البرهان و التزامه بالقيم العسكرية، لأنه من الواضح أنه يفكر في حكومة (ديكور) للسلطة المدنية، ليقول هذه هي الحكومة المدنية، و لكنها كقطعة شطرنج يحركها كيف يشاء.
*تحدث البرهان عن مدنيين يتحلون بروح وطنية، ماذا يعني بذلك؟
_ من عندهم روح وطنية يكونون حريصين على إنقاذ المؤسسة العسكرية من كل الجرائم التي ارتكبت باسمها من قبل الانقلابين.
ونحن كحزب وكجزء من تحالف وطني، وكسودانين، موقفنا من الموضوع لا يحتاج إلى إعادة، منذ أن شاركنا ضمن الوفد في لقاء بيت السفير السعودي وطرحنا مطالب خمسة معروفة، إسقاط الانقلاب، إلغاء الطوارئ، إيقاف العنف، فك المعتقلين، إطلاق الحريات، هذه المطالب لم و لن تتحقق في وجود هذه السلطة الانقلابية و لذلك لن تنطلي علينا محاولة الخطاب في المساواة بين الجلاد و الضحية، و كما قال المثل من يجرب المجرب تحيط به الندامة.
*هل سينجح البرهان في إيجاد توافق؟
_ قناعتي حتى اذا صنع البرهان أي توافق مع أي جهة، سيسقط هذا التوافق كما حدث في الحكومة التي توافق الناس عليها في كل مدن السودان، لكنه انقلب عليها في الخامس و العشرين من اكتوبر، وذلك أي طرف سيقوم باتفاق او مشاركة مع هذه السلطة الانقلابية ستكون نهايته هي اسوأ نهاية .
*ما ظلال الخطاب على الشارع والمجلس المركزي؟
_ ليس إلا زيادة المقاومة للانقلاب، يظل نشاطنا كما هو في العمل على تجميع قوى الثورة في جبهة واحدة تسقط الانقلاب نحو فترة انتقالية تعمل على دمج القوات و تطوير المؤسسة العسكرية والاستقرار ومعاش الناس.