سعيد بأنني كتبت هذا البوست عن الأخ محمد حامد جمعه نوار فى مثل هذا اليوم ١١ نوفمبر من العام ٢٠١٨م، فهو كاتب يستحق التحية والإحتفاء ونعيد نشره اليوم:👇
تحية خاصة للاخ ود جمعة
________
.. لا أعرف كاتبا يرهق في القراءة ويمتع بالقدر نفسه مثلما يفعل الأخ محمد حامد جمعه نوار ، فهو يكتب وكأنه يطارد شبحا ، أو يزحف بين الشجيرات الكثيفة يبحث عن صيده ، او يصارع موجة عاتية ، أو كأنه طفل يتقافز فرحا على شاطئ فسيح ونسيم عليل ، تعبيراته – دائما – تتسم بالضجيج أو الحميمية ، فأما أن يكون صرير قلمه حزينا ومعبرا ، يغوص فيك كخنجر يفتت الحشا ، أو لطيف يسبح بك مثل طيف ، دقيق العبارة ولطيف الوصف يصعد بك إلى مقصده حتى يسرق منك دمعة أو يسرح بك حتى تداهمك شهقة ، أو يسايرك حتى تبتسم وحدك ، وتلك ميزة خاصة لصدق الكاتب وبراعة الوصف ، وكذلك طبعه ، فهو إما أن يضحك معك حتى يتدفق الدمع من عينيه أو يجاملك بإبتسامة باهتة وهو يلملم أطرافه للانصراف ، وتلك نقطة مفتاحية فى شخصيته ، فهو رجل ابيض النوايا.
وود جمعة متصالح مع نفسه ، ومنفتح على الآخرين ، اتسع صدره للنقاشات والجدل الكثيف دون ضجر ، وتطورت لديه خاصية الاستكشاف وانتقاء أدوات الإقناع والمحاورة ، وحين يتململ فى جلسته أو يصعد ببصره فى السقف ، اطلق سراحه فقد داهمته فكرة .
ومفردات الاخ محمد منتقاة بعناية ، وفق الحال والمقال ، تجده فى بعض الاحيان غنى الوصف وواضح البيان كأنما يتمثل شعر ابن زيدون فى ولادة بنت المستكفى ، أو واسع الخيال كأنه سابح مع غابريال غارسيا فى (مائة عام من العزلة) ، أو عصيا علي الإستيعاب كأنما غرف من علم الإمام ابو إسحاق الشاطبي فى (الموافقات) ، أو عميق الفكرة وقد حظي بمحبة دكتور الترابي فى (الإيمان وأثره فى الحياة) ، أو غزير المعني وقد أستقر شفيف ولطيف منظور الإمام أبو حامد الغزالي و إحياء علوم الدين في قلبه.
ويبقى ود جمعة ، بسيط الحضور وكثير الحياء وهميم حين تشتد الخطوب وتزدحم المواقف وتلتبس الدروب ، تخيفه المظاهر والمكاتب الفخيمة ويتجافى عنها ، يهرول الى حيث يتنفس فى الأحياء الشعبية والحكايات العفوية والاحداث صغيرة المشهد عميقة القيمة والمعنى ، فهنا نشأ وإليهم يميل ..
هكذا عرفت ود جمعة … وعنه نكتب