وصل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اليوم إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، حيث استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العالمية للمناخ COP27.
وقال الرئيس الأمريكي، بايدن، للرئيس المصري السيسي، أن لقب “أم الدنيا” يليق بمصر نظرا لاستضافتها “قمة المناخ” وأكد أن الحوار سيستمر حول قضية “حقوق الإنسان”، في حين أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن بلاده اتخذت خطوات في إطار “تطوير” وضع حقوق الإنسان فيها وسرد منها إطلاق مبادرة الحوار الوطني.
ورحب السيسي بزيارة بايدن إلى مصر، مؤكداً على علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين الصديقين، ودورها المحوري في دعم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والتطلع لتعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة، فضلاً عن مواصلة الارتقاء بتلك الشراكة وتعزيزها في مختلف مجالات التعاون الثنائي في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.
وتطرق اللقاء إلى قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس السيسي؛ تمسك مصر بالحفاظ على أمنها المائي للأجيال الحالية والقادمة من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد يضمن الأمن المائي لمصر، وذلك وفقاً لمبادئ القانون الدولي لتحقيق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، ومن ثم أهمية الدور الأمريكي للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة. وأعرب بايدن عن دعم الولايات المتحدة لحقوق مصر المائية.
وثمن بايدن قوة ومتانة العلاقات المصرية الأمريكية، مؤكداً على أن الولايات المتحدة تعتبر مصر صديقاً وحليفاً قوياً تعول عليه في المنطقة، معرباً عن التطلع لتكثيف التنسيق والتشاور المشترك حول جميع القضايا الإقليمية والدولية، وذلك في ضوء الثقل السياسي الذي تتمتع به مصر ودورها المتزن في محيطها الإقليمي، وإسهاماتها بقيادة الرئيس السيسى في تحقيق الاستقرار لكافة شعوب المنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، أن اللقاء تطرق إلى مستجدات القضية الفلسطينية، حيث ثمن الرئيس الأمريكي الجهود المصرية الحثيثة والمحورية في هذا الإطار، بما فيها الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبالمقابل أكد الرئيس على موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية.
كما تم تناول ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد السيسي في هذا السياق على إرادة الدولة الثابتة حكومةً وشعباً على مواصلة جهودها الحثيثة لمواجهة تلك الآفة، وتقويض خطرها أمنياً وفكرياً.
وأشاد الرئيس الأمريكي من جانبه بنجاح الجهود المصرية الحاسمة في هذا الإطار وما تتحمله من أعباء تحت قيادة الرئيس السيسي في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، معرباً عن دعم الإدارة الأمريكية لتلك الجهود، ومؤكداً أن مصر تعد شريكاً مركزياً في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود.
وأضاف بسام، أن اللقاء شهد كذلك تبادل الرؤى وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، خاصةً الأزمة الروسية الأوكرانية وامتداد تداعياتها السلبية على مستوى العالم، خاصةً في قطاعي الغذاء والطاقة، فضلاً عن التباحث بشأن تطورات الأوضاع في كلٍ من ليبيا واليمن وسوريا، حيث أكد الرئيس السيسي على أن الوصول بالتسويات السياسية لتلك الأزمات يرتكز بالأساس على ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية وإنهاء تواجد المرتزقة والميليشيات الأجنبية من المنطقة.
وأعلن الرئيس الأمريكى عن دعم جديد لمصر بقيمة 500 مليون دولار للتكيف المناخى فى مصر ودعم تحول مصر إلى الطاقة الخضراء مقدم من أمريكا والاتحاد الأوروبى وألمانيا، كما اعلن عن تقديم بلاده 150 مليون دولار لدعم الدول الأفريقية وقال بايدن: “سنقاتل لرؤية أهدافنا المناخية ممولة بالكامل”.
وأضاف بانه سيكون هناك دعم لأنظمة الإنذار المبكر فى أفريقيا، لتعزيز الأمن الغذائى ودعم مركز تدريب جديد فى مصر للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة فى جميع أنحاء القارة.
ومضى في القول: “أعلم أن هذه كانت سنوات قليلة صعبة التحديات المترابطة التى نواجهها تبدو مستنزفة بالكامل.” وهو يلوم روسيا على ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليفها فى ظل هذه الخلفية، من المهم أكثر من أى وقت مضى مضاعفة التزاماتنا المناخية”.
وقال: “دعونا نبنى على التقدم المناخى العالمي. العلم واضح بشكل مدمر، نحن بحاجة إلى إحراز تقدم حيوى بنهاية هذا العقد “.