ابراهيم عثمان يكتب: حصانة التسوية

 

( اعتقال وجدي صالح تحت زرائع ( كذا في الأصل) واهية يفضح الكلام المعسول عن الحلول، بالامس سألني ابي و قد تجاوز عمره ثمانون عام عن وجدي عدة مرات! علينا التصعيد و اتخاذ مواقف جادة و جديدة لاطلاق سراحه ) – ياسر عرمان

▪️ الحقيقة تغريدة ياسر عرمان هي التي تشكل فضيحةً للتسوية، فليس معلوماً إن كان الأستاذ ياسر عرمان قد سمع “كلاماً معسولاً” من المسؤولين يتعلق تحديداً ب(حلول) لقضايا وجدي صالح، وبقية المتهومين، فإن حدث ذلك فهو يشكل فضيحةً للطرفين، وإن لم يحدث فهو يشكل فضيحة لعرمان وجماعته الذين ظنوا أن كلام المسؤولين “المعسول” عن (الحلول) مع جماعة المركزي يجب أن يتضمن تلقائياً التسليم بنزاهتهم إلى جانب ما حصلوا عليه من تسليم بوطنيتهم، وبالتالي منحهم حصانة من المساءلة والمحاكمات !

▪️ والحقيقة أن (الذريعة) الواهية هي تلك التي تذرع بها الأستاذ وجدي صالح، وهي أنه يتمتع بحصانة لكونه محامي، ولا يجوز مساءلته عن أعماله في وقت وجوده في السلطة إلا بعد رفع حصانته من قبل تسييرية نقابة المحامين، وهو يعلم أنها لم تكن لتفعل ذلك قبل حلها بحكم قضائي، والآن لن يقبل وجدي بأن يكون أمر حصانته بيد النقابة العائدة !

▪️ والحقيقة حسب المعلن من جانب الأستاذ وجدي فإن تأخير اكتمال التحري تسبب فيه هو نفسه، فلو كان قد تعاون مع النيابة لنجا من مصير المنتظرين لسنوات من خصومه، ولحدث واحد من اثنين : إما رأت النيابة أنه لا توجد قضايا تستحق تقديمه للمحاكمة، أو قدمته للمحاكمة، وهذا أمر طبيعي إلا إذا كان وجدي وعرمان وعامة المركزيين يقولون في القضاء بقول محمد الفكي !

▪️ والحقيقة أن هذا الموقف الهروبي من المحاكمة منع أنصار وجدي من أن يرددوا العبارة التقليدية ( أطلِقوا سراحه أو قدموه للمحاكمة )، وكأنهم جميعاً يستبطنون القناعة بضعف موقفه القانوني، أو وصلهم هذا الإحساس من موقفه هو !

▪️ إذا كان وجدي، وبقية أعضاء لجنة التمكين المطلقين بالضمان، على ثقة من براءتهم فإن الأفضل لهم مع تكاثر الاتهامات، ومع توفر أدلة متاحة للجميع على أنها ليست مجرد اتهامات سياسية، فإن من مصلحتهم أن تصل قضاياهم إلى المحاكم، ويثبتوا براءتهم هناك، وإلا ستبقى الإتهامات قائمة .

▪️ والحقيقة أن الرأي العام لا يعلم إن كان المتهومون المطلق سراحهم بالضمان قد شاركوا في ترجمة وتعديل الدستور، وإن كانوا يشاركون في مفاوضات التسوية، والحقيقة أنه إذا ثبت أن هذا قد حدث فستكون سابقة، أن يرسم مستقبل البلاد ويكتب دستورها متهومون لم يقل القضاء كلمته فيهم !

▪️والحقيقة أن الرأي العام يعلم أن هناك متهومين غير وجدي أُطلِق سراحهم بالضمان، وبعضهم من أحزاب فاعلة في التسوية، وموت جميع قضاياهم قبل المحاكمة، سيرسل إلى الرأي العام رسالة أن التسوية قد شملت إعفاءهم من المساءلة والمحاكمات .

إبراهيم عثمان

Comments (0)
Add Comment