*اسامه عبد الماجد* يكتب: *(التسوية).. (10) ملاحظات*

*(التسوية).. (10) ملاحظات*
*اسامه عبد الماجد*
*أذا عرف السبب*
*السبت 19 نوفمبر 2022*

¤ *أولاً:* اعلان قحت مؤخرا التوصل لاتفاق اطاري مع العسكريين، يشئ بان تسوية سياسية ثنائية قادمة.. بين طرفي الوثيقة الدستورية المقبورة (العسكريين والمدنيين).. ما قد يحدث اختلالا في الميزان السياسي.. مثال حال العودة لما قبل (25) اكتوبر .. وهي الحقبة التي بات مرفوضا العودة اليها من قبل قطاعات عريضة في المجتمع المدني والمشهد السياسي.. بعد الظلم الذي حاق بالآف من العاملين بالخدمة المدنية من فصل تعسفي، يفتقر للسند القانوني.. واخذ ممتلكات واصول افراد وجهات بالباطل.
¤ *ثانياً:* التسوية الثنائية تعني عودة المنظومة العسكرية للمشهد السياسي.. وهذا يعني نكوص القائد الاعلى للقوات المسلحة عن التزامه بابعاد كل المنظومات العسكرية عن الميدان السياسي.. الا اذا كان العسكريين تيقنوا بارتكابهم خطا قاتلا بالاعلان المتسرع بالخروج من مضمار السياسة الخالي من لاعبين كبار والذي يعج بالناشطين.. فارتضوا اعادة الشراكة مع المدنيين بشكل جديد.
¤ *ثالثاً:* ليس من المنطق في الوقت الراهن
ان يكون المكون العسكري طرفا في تفاوض مع قحت.. حتى وان ادعى سعيه لصون حقوق الاخرين.. لأن تلك الاطراف جديرة بمعرفة حقوقها .. وبالتالي كان الافضل عقد مائدة مستديرة تضم الاطراف المعنية.. لكن ربما تدرك قحت ان ابتعاد العسكريين يجعلها عرضة للانتياش بسهام الاسلاميين فاثروا الاحتماء خلف ظهرهم
¤ *رابعا:* ليس المشكل في تفاصيل اتفاق مرتقب.. بقدر ماهو تحديد الاطراف التي تتوصل لاتفاق نهائي يحظى بقدر معقول – ولا اقول كبير – من الرضا.. لم تعد قحت سيدة الشارع ولا بذات الثقل الذي حظيت به فترة الغيبوبة التي كان عليها الشارع .. هناك مكونات مثل قحت التوافق الوطني الذي يضم داخله حركات مسلحة.. والتيار الاسلامي العريض واحزابا بعضها كانت حاملة للسلاح ايام الانقاذ… وتوجد اطراف نفضت يدها عن قحت واسست المبادرة الدستورية مثل حزب البعث.. بالتالي يصعب اقصاء تلك المجموعات او سد الباب في وجهها.
*خامسا:* اي تجاوز للمكونات في الفقرة اعلاة.. سيجعل قحت تعيش في قلق ولن تهنأ بالحكم.. وسترتد اليها سهام (التتريس) واغلاق الشوارع.. والدخول في اضرابات.. وستتجرع من ذات الكاس.. لو تذكرون كان والي الخرطوم القحتاوي ايمن نمر .. يشرف بنفسه على اغلاق الكباري في وجه المتظاهرين… وبالتالي فرض اتفاق ثنائي سيدخل البلاد في دوامة التظاهرات والاعتصامات وربما بشكل اوسع.
¤ *سادسا* لن تسلم القوات المسلحة من خطر التسوية الثنائية.. ستتعقد الاوضاع داخلها .. ستحدث موجة عاتية من التململ.. وتكون النتيجة الانقلاب على القيادة الحالية.. لأن مارشح من وثيقة غامضة اعدت بواسطة محاميين.. واعلان سياسي صورة مصغرة من الوثيقة من جانب قحت جعل امر ترتيب وهيكلة البيت العسكري بيد المدنيين.. غير متناسين وقوع محاولات انقلابية رافضة تمدد الدعم السريع فما بالكم بتدخل المدنيين.. وان كان المرجح ان لا تقدم المؤسسة العسكرية تنازلات كبيرة لقحت التي ليس بمقدورها حكم البلاد منفردة.. وهي غير مؤهلة لذلك.
¤ *سابعا:* حتى اللحظة لم يقدم الدعم السريع وقائده محمد حميدتي سببا منطقيا لتاييدهم المبكر لوثيقة المحامين.. مع العلم ان مستشاري حميدتي سلموه (29) ملاحظة بشأن الوثيقة.. الا اذا كان حميدتي يستقوى بقحت على الجيش.. او ابتلع طعم قحت والغرب الذين يرون ضرورة الابقاء على الدعم السريع خلال الفترة الانتقالية .. رغم انه يحتكم لرأي (دقلو اخوان) لا المؤسسات مثل الجيش.
¤ *ثامنا:* ستفتح قحت ابواب عداوات جديدة مع حركات دارفور .. وذلك بعد محاولاتها محاصرتهم وزعزعة صفوفها.. بالحديث عن الغاء اتفاق جوبا.. وتارة بالدعوة لمراجعته واحيانا بالترويج لالغاء المسارات .. بما في ذلك مسار الشرق الذي تقوده عناصر فاعله في الجبهة الثورية وفي المشاورات الحالية.. رئيس المسار خالد شاويش (الامين السياسي للثورية).. رئيس وفد تفاوض المسار المستشار اسامه سعيد (الناطق باسم الثورية)
¤ *تاسعا:* اي اتفاق ثنائي سينقل المؤتمر الوطني الى خانة المعارضة الشرسة.. خاصة وقد تخلى الوطني عن مشروع المعارضة المساندة الذي اعلنه البروفيسور ابراهيم غندور ابان حكومة عبد الله حمدوك.. المعارضة العنيفة قد تدفع الوطني لاستخدام كافة الوسائل.. طالما تعتزم قحت التعامل بعقلية الاقصاء.
¤ *عاشرا:* سيناور الجيش وقحت ان الاتفاق ليس ثنائيا بالحاق اطراف اخرى مثل الشعبي بقيادة كمال عمر ،الاتحادي تيار الحسن الميرغني.. لكنهما يعانيان من خلافات داخلية حادة.. ستطيح الحسن بعد عوده والده المرتقبة ظهر بعد غدا الاثنين.. بينما يدير الملف السياسي في انصار السنة الوزير الاسبق محمد ابوزيد المختلف حوله.. صاحب المردود الاقل في الوزارة خاصة عندما كان وزيرا للسياحة.. اكثر من مرة طلبت الانقاذ استبداله.. واستجابت الجماعة وتم تعيين الخير النور وزيرا للصحة.
¤ ومهما يكن من امر فان الاوضاع في غاية التعقيد مما يجعل الابواب مشرعة امام كافة الاحتمالات.

Comments (0)
Add Comment