تزدهر وترتقي العلاقات بين الدول؛ بغية إتاحة فرص التبادل التجاري والصناعي والاقتصادي، وعلى إثر ذلك تنمو العلاقة بين السودان والجزائر في إطار التمييز الاقتصادي على مستوى الصناعات والتعجيل نحو تفعيل الاتفاقيات بين الجانبين لتبادل المنافع الاقتصادية للشعوب، في ظل الفرص الممكنة واكتساح التحديات التي تواجه ثورة الصناعة الرابعة، و كان قد مثل الجانب السوداني مدير عام العلاقات الدولية د. عيسى ترتيب شاطر، فى المؤتمر والمعرض العربي الدولي للصناعات الصغيرة و المتوسطة، و افتتح المؤتمر والمعرض تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الجزائرى في نوفمبر 2022 بالجزائر، تحت شعار (فرص وتحديات الثورة الصناعية الرابعة)، الذي نظمه الاتحاد العربي لتنمية الصادرات الصناعية؛ بالتعاون مع الشركة العامة للمعارض والتصدير وجامعة الدول العربية والمصرف العربى للتنمية الاقتصادية فى أفريقيا (باديا)، ومشاركة كل من وكالة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وبنك الاستيراد والتصدير الأفريقي (إمكس)، كذلك وزراء العرب الأفارقة والدوليين والمسؤولين والاتحادات والخبراء والأكاديميين.
تنمية المؤسسات
وجرت مباحثات عديدة بواسطة دكتور عيسي مع الجانب الجزائري؛ في البرنامج التنفيذى للتصريحات التي تمت بين وزير التجارة والتموين السوداني ونظيره الجزائري في سبتمبر 2022 بالخرطوم، و بين وزير المالية السوداني ووزير التجارة وترقية الصادرات الجزائري فى لقاء القمة العربية بالجزائر، وأسفرت عن مناقشة 6 محاور رئيسية و 30 ورقة علمية تطرقت لسياسات وبرنامج الحكومات فى تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ودور وأهمية هذه المؤسسات فى الاقتصاديات الوطنية والعالمية، و أثر بيئة الأعمال و الاستثمارات على هذه المؤسسات، و بحث أدوات التمويل وتعزيز الوصول إليها، بالإضافة إلى أهمية إشراف الشباب والجندر في ريادة الأعمال وتمكينهم من قيادة الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي بجانب دور هذه المؤسسات فى تنمية الصادرات الوطنية، وقد خلص المؤتمرون بتوصيات مهمة تصب في دعم وتنمية ريادة الأعمال لهذه المؤسسات وتمكينهم للنفاذ إلى الأسواق العالمية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول العربية و الإفريقية.
رجال الأعمال
وخرج الاجتماع بعمل العديد من الإجراءات لتفعيل التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين البلدين، ممثلة في الاتفاق على انعقاد اللجنة الوزارية الاقتصادية والتجارية المشتركة بين البلدين فى الربع الأول من عام 2023م بالجزائر سوف يبلغ الجانب الجزائري الجانب السودانى بموعد الانعقاد، ثم الاتفاق على تفعيل مجلس رجال الأعمال المشترك، وقد سمى الجانب الجزائري 7 من ممثلي رجال الأعمال الجزائريين، وفى انتظار الجانب السوداني، وقد تم وعدهم بإخطارهم بأسماء رجال الأعمال السودانيين خلال شهر ديسمبر 2022، كما اتفق الجانبان بأن تكون هناك مذكرة تفاهم تخص مجلس رجال الأعمال المشترك يتم التوقيع عليها على هامش معرض الخرطوم الدولي بالخرطوم، وقد تمت إفادتهم بأن رجال الأعمال فيما بينهم سيقومون بإعداد وتجهيز مذكرة التفاهم لتكون جاهزة للتوقيع.
عقبة النقل
و اتفق الجانبان بأن يقدم الجانب السوداني دعوة مبكرة لوزير التجارة وترقية الصادرات الجزائري بخصوص مشاركته فى إفتتاح فعاليات المعرض، بالإضافة إلى تمكين 60 شركة جزائرية من المشاركة فى معرض الخرطوم الدولي الذى سيقام خلال الفترة 26-29 يناير 2023م بالخرطوم، فيما أمن الجانبان على تذليل عقبة النقل (البحري، الجوي، البري) الذي يعتبر العائق الأكبر فى سبيل تطوير حجم التبادل التجاري بين البلدين منذ سنوات طويلة، إلى ذلك وافق الجانب الجزائري بإرسال وفد فني للتباحث والاتفاق مع الجهات السودانية بخصوص تسيير خط بحري جزائري مباشر بين ميناء بورتسودان وميناء وهران وتشغيل خط جوي بين الجزائر وبعض الدول مروراً بمطار الخرطوم، وكذلك تم التباحث مع الجانب الجزائري بمد الخط البري إلى السودان الذى بدأ من الجزائر مروراً بالنيجر ومالي وتشاد، و الآخر بدأ من الجزائر إلى تونس وتبقى الربط مع ليبيا والوصول إلى السودان، وقد وافق على أن يتم ذلك مستقبلاً، بجانب الموافقة على إنشاء مصنع الخروب فى السودان لوجود هذه الثمرة بالسودان التي تدخل فى إنتاج الحلويات وبالأخص الشكولاتة وبعض الصناعات الدوائية، كما أبدى الجانب الجزائري رغبته في استيراد أعداد كبيرة من الثروة الحيوانية واللحوم السودانية المشهورة بالطعم واللذة الجميلة والألبان بدلاً من اعتمادهم على الحيوانات الحية واللحوم البرازيلية، مشيرين إلى أن للسودان الفرصة لاستيراد المحروقات ومواد البناء والآليات والمنتجات التي تصنعها الجزائر بجودة أوروبية، وقالوا إنها ستكون فرصة للشركات الصغيرة والمتوسطة السودانية لتوسيع أعمالها وخلق فرص عمل للشباب والجندر والأسرة وتمكينهم لزيادة مصادر الدخل.
دور مهم
الجدير بالذكر أن وزير التجارة الجزائري ثمن جهود كل من الأمين العام للاتحاد العربي لتنمية الصادرات، السفير عبدالمنعم محمد محمود، والدكتورة مريم الإمام، بالأمانة الاقتصادية على رأس جامعة الدول العربية من مصر، اللذين لعبا دوراً مهماً فى التنسيق مع القيادة العليا فى الحكومة الجزائرية في تنظيم و إنجاح المؤتمر والمعرض، كما أشار بوفد السودان صلاح عمر الشيخ، المنظم لجناح المنظمة العربية للتنمية الزراعية فى المعرض، وعرض المنتجات الزراعية والصناعية للشركات الصغيرة والمتوسطة السودانية.