د/ عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
يعتبر التبادل التجاري ما بين الدول من أهم المؤشرات التي توضح عمق العلاقات ما بين دولة ما، وبقية دول العالم، وأي من هذه الدول يستحق تطوير العلاقة معه لشراكة استراتيجية في مختلف المجالات.
حسب إحصاءات التجارة الخارجية التي يصدرها بنك السودان المركزي فقد بلغت قيمة الصادرات السودانية لدول العالم خلال الفترة من يناير لى سبتمبر 2022 مبلغ 3.7 مليار دولار، بينما بلغت وارداته لنفس الفترة مبلغ 7.2 مليار دولار.
تشمل قائمة الدول التي صدر لها السودان: الإمارات العربية المتحدة التي صدر لها السودان بقيمة 1.7 مليار دولار، وغالب الصادر لها هو الذهب بقيمة 1.6 مليار دولار، والصين التي صدرنا لها بقيمة 549 مليون دولار، والسعودية بقيمة 287 مليون دولار، ومصر بقيمة 406 مليون دولار.
أما أهم الدول التي استورد منها السودان سلعاً خلال الفترة المذكورة فهي نفس الدول المذكورة في قائمة الصادرات السودانية: دولة الإمارات على رأس قائمة الدول التي استوردنا منها بقيمة 1.6 مليار دولار، وغالب استيرادنا منها المنتجات البترولية بنسبة أكثر من 90%، وهي الدولة الوحيدة في قائمة الشركاء التجاريين للسودان التي لدينا فائض في الميزان التجاري معها يبلغ حوالي 100 مليون دولار.
وتأتي الصين في المرتبة الثانية من ناحية حجم التبادل التجاري مع السودان الذي بلغ 549 مليون دولار صادرات، و1.2 مليار دولار واردات. يصدر السودان للصين الفول السوداني والسمسم والقطن والأعلاف. ويستورد منها الآلات والمصنوعات ووسائل النقل والكيماويات.
وتحتل مصر المركز الثالث في مستوى التبادل التجاري مع السودان إذ صدرنا لها بقيمة 406 مليون دولار واستوردنا منها بقيمة 534 مليون دولار خلال فترة التقرير. أبرز صادراتنا لمصر الحيوانات الحية، السمسم، القطن، حب البطيخ، وقد دخل الذهب لأول مرة في قائمة الصادرات لمصر بقيمة 15 مليون دولار مرشحة للزيادة. ونستورد من مصر الكيماويات والمواد الغذائية والقمح والدقيق والمواد الخام والآلات والمعدات.
وفي المرتبة الرابعة في مستوى تبادلنا التجاري مع الخارج تأتي السعودية بحجم صادر لها يبلغ 287 مليون دولار واستيراد منها بحجم 394 مليون دولار.
نصدر للسعودية الحيوانات الحية، واللحوم، والأعلاف. ونستورد منها الكيماويات والمصنوعات والمواد الخام والمنسوجات.
على الرغم من أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتل مركز الصدارة في حجم التبادل التجاري مع السودان، ولكنها دولة معبر، حيث أن أغلب ما يصدر لها من سلع وعلى رأسها الذهب يتحرك منها لدول أخرى. لقد مثلت كفاءة الإجراءات المصرفية في هذه الدولة، إضافة لوجود مصفاة للذهب بمعايير ومواصفات معتمدة دولياً، السبب الأساس لاحتلالها هذا الموقع المتقدم في تجارة السودان الخارجية.
استكمال الربط بالسكة الحديد مع مصر، وتسهيل التجارة بالشاحنات عبر المعابر الحدودية، واستخدام الدولار الحسابي في التجارة معها، ومحاربة التهريب على الحدود السودانية المصرية، سيرتقي بحجم التبادل التجاري مع مصر بقيمة لا تقل عن 1.5 مليار دولار صادراً، ومثلها في الواردات، لتحتل المرتبة الأُولى، وتكون هي الدولة الأُولى بتنفيذ الشراكة الاستراتيجية معها. والله الموفق.