الرواندية سليمة موكاسانغا تدخل التاريخ ك
تأمل الرواندية سليمة موكاسانغا أن يؤدي اختيارها للتحكيم في مباريات كأس العالم لكرة القدم للرجال إلى فتح الباب أمام المزيد من السيدات الأفريقيات لخوض مجال التحكيم. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ البطولة التي تقام منذ 92 عاما التي يتم فيها اختيار نساء ضمن طاقم التحكيم.
في وقت سابق من العام الحالي، أصبحت موكاسانغا أول سيدة تدير مبارة للرجال في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي انطلقت منذ عام 1958، في حين كانت ضمن طاقم حكام مباريات كرة القدم في أوليمبياد طوكيو العام الماضي.
وتأمل موكاسانغا البالغة من العمر 34 عاما أن تؤدي مشاركتها هي وخمس نساء أخريات في تحكيم بطولة دولية للرجال إلى خلق فرص للمزيد من النساء.
تقول موكاسانغا في حوار مع بي بي سي: “إنه شرف وامتياز كبير لأنه لم يحدث من قبل”.
“هذا يعني أن تكوني الأولى وأن تفتحي الباب لنساء أخريات، ولا سيما في أفريقيا.
“تحملين على عاتقك مسؤولية كبيرة، وينبغي أن تحمليها جيدا، لكي ترى الأخريات أن الباب مفتوح، وأن باستطاعتهن أيضا الدخول.
“إنه يعني أن الفرص موجودة، ويتوقف الأمر على ما إذا كنا نريد اغتنامها وتحقيق المزيد من النفع من خلالها”.
عُينت موكاسانغا حكمة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في عام 2012، وها هي أخيرا تأخذ مكانها على واحدة من أكبر الساحات الرياضية في العالم بعد تحديها الرفض الذي واجهته في بداية حياتها.
رفض مبكر
عندما كانت فتاة صغيرة، اختارت أن تركز على كرة القدم بعد أن قيل لها إن سنها أصغر من السن المطلوبة للمشاركة في منافسات كرة السلة لمن هم دون الـ 17 – لكن الرياضة الثانية أشعلت الحماس بداخلها.
وقالت موكاسانغا خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية في يناير/كانون الثاني الماضي: “عندما كنت أذهب لمشاهدة مبارايات (السلة)، كنت أرى أشخاصا داخل (الملعب) يسمون حكاما”.
“كان باستطاعتهم اتخاذ قرارات وتغيير كل شيء على ساحة اللعب، لذا شعرت بالإثارة ومنذ تلك اللحظة، ورغم انني لا زلت تلميذة في المدرسة الابتدائية، بدأت التفكير في هؤلاء الأشخاص”.
بدأت موكاسانغا العمل في مجال التحكيم وهي في المدرسة الثانوية، وشيئا فشيئا، تعلمت متطلبات تلك المهنة.
“لم أكن أدرك أن هناك الكثير من العمل: القوانين التي يجب اتباعها، العقلية التي يجب أن أتحلى بها، وكذلك المهنية. لكنني بدأت أتعلم خطوة بخطوة”.
“كان أمرا شاقا للغاية. عندما تقرأ قوانين اللعبة، من السهل فهمها، لكن داخل ساحة اللعب، تحتاج إلى بعض الوقت لاستيعاب متطلبات الوظيفة”.
خلال الفترة القصيرة التي قضتها كلاعبة هاوية، رأت سليمة إعلانا عن دورة للتدريب على التحكيم، ولكن عندما تقدمت لاتحاد كرة القدم الرواندي بطلب للانضمام إلى الدورة التدريبية بعد انتهائها لتوها من دراستها الثانوية، قوبلت بالرفض، وكان سبب الرفض مرة أخرى هو صغر سنها.
حينها قررت موكاسانغا، وهي سيدة هادئة الطبع ولكنها قوية الإرادة، أن تأخذ على عاتقها تعليم نفسها قوانين اللعبة التي وضعها فيفا، وكُللت مجهوداتها بالنجاح عندما أعطاها اتحاد كرة القدم الرواندي أخيرا الفرصة للدراسة إلى جانب غيرها من الأشخاص الذين كانوا يطمحون لأن يصبحوا حكاما.