مع تزايد التعقيدات في المشهد السياسي السوداني مؤخراً، ظهر خيار الانتخابات المبكرة كمخرج للأزمة التي تشهدها الساحة من عدم توافق القوى السياسية على حكومة مدنية مؤقتة، بعد إعلان رئيس المجلس السيادة الانتقالي الفريق الأول ركن عبد الفتاح البرهان تجميد نشاط النقابات والاتحادات المهنية والاتحاد العام لأصحاب العمل، وعدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الوطني.
وقال خبراء ومحللون سياسيون: إن التوافق الحزبي والشعبي مفتاح حل الأزمة وإن خيار الانتخابات المبكرة ليس حلاً للأزمة بل سيزيدها تعقيداً، مؤكدين أن هذا المسار يتطلب توافق القوى السياسية والأطراف الفاعلة ودعم الشارع، وهو ليس متوافراً في الوضع الحالي. وأكد الدكتور عبدالرحمن أبوخريس، أستاذ السياسات الخارجية والأمن القومي بالمركز الدبلوماسي بوزارة الخارجية السودانية، أن الانتخابات المبكرة خيار غير مناسب بشكل كبير لحل الأزمة، بل سيعقدها، لأن السودان يعيش فشلاً في إنتاج إجماع سياسي حول الحكومة المدنية.
بدورها، اتفقت الباحثة السودانية في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الخرطوم أسمهان إسماعيل إبراهيم على أن الانتخابات المبكرة لن تكون حلاً للأزمة، وعللت ذلك بسبب المشاكل الاقتصادية المستفحلة والصراعات التي تهدد الاستقرار، وعدم التوافق العرقي والقبلي، بخلاف تركيبة الشعب المبنية على عدم تقديم التنازلات.
جريدة الاتحاد