أعلن برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة في السودان، تعليق نصف مساعداته الغذائية للسودانيين، جراء نقص التمويل.
مشيرا الى ان تقليص مساعدات برنامج الغذاء العالمي للسودانيين، يؤثر على العلاج المنقذ للحياة، ويزيد من أخطار تنامي سوء التغذية، والوفيات المحتملة بين 50% من 1.7 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
ويعتبر برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة هو أكبر منظمة إنسانية بالعالم، تقوم بإنقاذ الناس في حالات الطوارئ وتستخدم المساعدة الغذائية لتمهيد السبيل إلى السلام والاستقرار والازدهار من أجل الأشخاص الذين يتعافون من النزاعات والكوارث وآثار تغيّر المناخ .
وفي يونيو الماضي توقع البرنامج أن تستمر حالة الأمن الغذائي المقلقة طوال موسم الجفاف في السودان، الذي بدأ هذا الشهر وسيستمر حتى سبتمبر، وبحلول ذلك الوقت، قد ينزلق ما يصل إلى 40٪ من السكان، أو حوالي 18 مليون شخص، إلى انعدام الأمن الغذائي، وهو ما حذر منه برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في وقت سابق من هذا العام.
نسبة الفقر
واكد خبراء اقتصاديون الي ارتفاع نسبة الفقر في السودان ، مشرين الي ان نحو 80% يعانون من الفقر ، في وقت تتخذ فيه الحكومة اجراءات اقتصادية قاسية ، اثرت بشكل مباشر علي المواطنين ، واصبح المواطنين عاجزون عن شراء احتياجاتهم اليومية من خبز وسكر .
لافتين الي ان الوضع ازداد سوءا بعد انقلاب 25 اكتوبر الذي نفذه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان ، والذي دفع المؤسسات المالية العالمية الي تجميد مساعداتها للبلاد ، ورهنت ارجاعها بتشكيل حكومة مدنية .
لافتين الي ان 15 مليون سوداني (34% من السكان) من انعدام الأمن الغذائي، طبقاً لإحصائية للبرنامج صدرت في الربع الأول من العام الجاري 2022م.
التغذية المدرسية
برنامج الغذاء اشار الي انه بحاجة الي نحو 7 ملايين دولار لمواصلة أنشطته بصورة معتادة حتى نهاية العام الحالي ، موضحا انه مضطر لتقديم خدماته إلى 6% فقط من التلاميذ المدرجين ببرنامج التغذية المدرسية، جراء نقص التمويل.
وبحسب خبراء اقتصاديون فان توقف المساعدات الخارجية اثر بشكل مباشر علي جميع قطاعات الشعب السوداني ، بما فيها طلاب المدارس ، حيث ترك عدد كبير منهم مقاعد الدراسة ، واتجهوا الي سوق العمل ، لمساعدة اسرهم في توفير احتياجات من خبز وغيره .
استغلال الأطفال
لكن وبحسب خبراء في مجال الطفولة فإن عدد كبير منهم معرضين لكل انواع الاستغلال ، وهذا الامر يُشكل خطر علي حياتهم ، ويصبحون فريسة يسهل الانقضاض عليها من ذئاب بالسوق .
12 مليون، كشفت منظمة الأمم لرعاية الطفولة “اليونيسيف” ومنظمة رعاية الطفولة العالمية، عن تخلف 6.9 طفل سوداني عن الذهاب للمدارس بجانب 12 مليون آخرين مهددون بالانقطاع عن التعليم.
وتتمدد ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس في مناطق شاسعة بالسودان نتيجة للفقر حيث تضطر الأسر للاستعانة بالأطفال في أعمال عديدة من بينها الرعي والتجارة أو كعمالة في مهن هامشية في الأسواق والمصانع.