تأهلت كرواتيا إلى نصف نهائي كأس العالم بعد فوزها على البرازيل بركلات الترجيح.
فبعدما كان الجمهور البرازيلي ينتظر دقائق قليلة لإطلاق الحكم مايكل أوليفر صافرة نهاية الشوط الإضافي الثاني للاحتفال بالصعود لنصف النهائي، إذ كان السيلساو متقدما بهدف نيمار، عادلت كرواتيا النتيجة من التسديدة الوحيدة لها على مرمى أليسون بيكر.
وحسمت المباراة في النهاية بركلات الترجيح التي فازت فيها كرواتيا 4-2.
وفي تفاصيل المباراة، كانت البداية حذرة من جانب كرواتيا، التي وصف مدربها المنتخب البرازيلي بأنه “مرعب”.
وبعد تسديدة من البرازيلي فينسيوس جونيور تصدى لها الحارس ليفاكوفيتش بسهولة، بدأ رفقاء لوكا مودريتش في التحكم في إيقاع اللقاء لبعض الوقت، وكاد بيريزيتش أن يهدد الحارس أليسون بيكر، لولا قوة تمريرة جوزيب يورانوفيتش الذي كان الأكثر نشاطا في الشوط الأول.
وحين حاول نيمار أن يقدم لمحة برازيلية في وسط الملعب، لم يجد بروزوفيتش سوي سحبه من القميص، ليتحصل لاعب كرواتيا، الذي يلعب في انتر ميلان، على البطاقة الصفراء.
وفي الشوط الثاني حاول السيلساو أن يقدم المستوى المعتاد منه، ولكن منتخب كرواتيا لم يدع مجالا لنيمار وزملائه في التحرك في النصف الثاني من الملعب بسهولة.
وأنقذ حارس مرمى كرواتيا انفرادا من نيمار الذي استلم تمريرة متقنة من زميله ريتشارلسون الذي خرج من منطقة الجزاء للمعاونة في بناء الهجمات.
ودفع تيتي، مدرب البرازيل، بجناح مانشستر يونايتد أنتوني بدلا من رافينيا الذي كان بعيدا عن مستواه.
ومع استمرار الثبات الدفاعي من كرواتيا، وغياب الحل الهجومي من البرازيل، أخرج مدرب البرازيل فينسيوس جونيور وحل بدلا منه زميله في ريال مدريد رودريغو.
وبعدها بلحظات لاحت أقرب فرصة للتسجيل عبر باكيتا لكن الحارس ليفاكوفيتش أبعدها.
ومرة أخرى، واجه نيمار الحارس ليفاكوفيتش ولكن من دون جدوى.
ومنتخب كرواتيا من المنتخبات المعتادة على خوض أشواط إضافية، فمنذ كأس الأمم الأوروبية في 2008 خاض منتخب كرواتيا أشواطا إضافية في آخر سبع من ثماني مباريات في الأدوار الإقصائية في بطولات كبرى.
وأصبحت الهيمنة برازيلية في الخمس عشر دقيقة الأخيرة من المباراة، بفضل مرواغات أنتوني والدور الهجومي لباكيتا وميليتاو، الذي كادت تسديدة له قبل نهاية وقت المباراة الأصلي تسكن الشباك.
ويقول جيرمين جيناس، لاعب إنجلترا السابق، لراديو بي بي سي إن لاعبي كرواتيا يتكتلون بصورة قوية، ولا يمنحون أي مساحات للبرازيليين.
واتجهت المباراة إلى شوطين إضافيين بعد انتهاء الوقت الأصلي على وقع التعادل السلبي.
بدا جليا في الشوط الإضافي الأول أن اللاعبين قد نال منهم الإرهاق وإن كان السيلساو، غير المعتاد على الأشواط الإضافية، راغبا بصورة أكبر في حسم اللقاء قبل موقعة الركلات الترجيحية.
بيدو البديل حاول تنفيذ مقصية لكن الكرة خرجت ضعيفة إلى الحارس ليفاكوفيتش.
وكاد بروزوفيتش يخطف هدف الفوز لكرواتيا بعدما تلقى تمريرة من زميله بيتكوفيتش الذي راوغ الدفاع البرازيلي ببراعة ومرر لزميله.
وفي غفلة من الدفاع الكرواتي، تبادل نيمار الكرة مع لوكاس باكيتا ليصبح في مواجهة الحارس ليفاكوفيتش، فراوغه وأودع الكرة في المرمى، في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الأول.
هللت الجماهير البرازيلية في مدرجات ملعب المدينة التعليمية، بعدما كانت قبل هدف نيمار في حالة ترقب وتوتر وكان الجمهور الكرواتي فرحا بأداء لاعبيه البطولي.
يقول نجم ألمانيا السابق، يورغن كلينسمان، لراديو بي بي سي تعليقا على هدف نيمار: “هكذا يكون صانعو التغيير في البطولة. لقد توغل في منطقة الجزاء، غير عالم بما ستسفر عنه الهجمة، لكن هذا النوع من اللاعبين دائما يحاولون. وهذه أشياء لا يمكن تعلمها”.
الشوط الإضافي الثاني، شهد هجوما كرواتيا وتراجعا برازيليا.
وبالفعل نجح الكروات في خطف التعادل قبل نهاية الوقت الإضافي بأربع دقائق عبر بيتكوفيتش، وهذا الهدف جاء عبر أول تسديدة كرواتية على مرمى أليسون بيكر في المباراة.
ومرة أخرى أنقذ ليفاكوفيتش مرمى منتخب بلاده من هدف قاتل، لتتجه المباراة إلى الركلات الترجيحية.
تواصلت الدراما في ركلات الترجيح، فالبرازيل أهدرت ركلتين وسجلت الكروات كل ركلاتهم لتصعد كرواتيا إلى قبل النهائي.
وتلعب الأرجنتين ضد هولندا في وقت لاحق اليوم في مباراة تثير الكثير من الذكريات الجميلة، عبر أجيال مختلفة.
من تلك الذكريات هدف ماريو كيمبس الذي منح الأرجنتين الفوز في نهائي كأس العالم 1978، إذ سجل هدفين في مرمى هولندا في البطولة التي كانت تستضيفها بلاده، أو ذلك الاستقبال الرائع لدينيس بيركامب ليسدد في مرمى الأرجنتين وتتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم 1998. هناك مسيرة تنافسية طويلة بين البلدين، ما يزيد من إثارة اللقاء.
وقد تكون هذه المباراة الأخيرة التي نشاهد فيها ميسي بقميص الأرجنتين، وهو الذي يعد أعظم لاعب على الإطلاق لدى الكثيرين، في أي مناسبة دولية.
وربما تكون أيضا المرة الأخيرة التي نشاهد فيها المدرب المخضرم لويس فان خال في الملاعب.
وتأهلت الأرجنتين عن المجموعة الثالثة في المركز الأول، بعدما تلقت خسارة مفاجئة من السعودية، ثم فازت في دور الـ16 على أستراليا بهدفين لهدف.
أما هولندا فعبرت للأدوار الإقصائية متصدرة المجموعة الأولى، ثم أقصت الولايات المتحدة بالفوز بثلاثة أهداف لهدف.