د/حياة عبد النبي: خارج دائرة السياسة

بسم الله الرحمن الرحيم

د/حياة عبد النبي
دعوني اخرج من دائرة السياسة وأتحدث في هذه السانحة عن المونديال ليس حبا في الكورة ولا لأنني من المهتمات به ولا المتابعات بل حتى علاقتي بالتلفزيون معدومة خاصة بعد تعدد القنوات وبعد صار مملا من كثرة التنقل بين القنوات دون الاستفادة حيث صار قاتلا للزمن بلا فائدة ولكن حريصة على معرفة النتيجة النهائية وعبر منصات التواصل الاجتماعي سعدت بفوز فريق السعودية بروابط الدين والدم والآن سعيدة بما حققه فريق المغرب الشقيق مع امنياتي له بالبطولة واسعاد شعوبنا التي نسيت طعم السعادة والفرح
ولكن فوق كل ذلك سعادتي لا توصف بدولة قطر التي أحرزت أغلى هدف وفازت بالبطولة لا في مستوى التنظيم الإعداد والاستقبال ولكن لأنها تحملت وحدها بجرأة تحسد عليها عبئ تقديم الصورة الحقيقة الإسلام العروبة ودول العالم الثالث هذا الثالوث الذي عاش ومنذ بداية تكوين الدول في اضطهاد وتم تشويه صورته عمدا حتى يتثنى لهم الاستغلال المادي لصالح شعوب اصبغوها بالتمدين والرقي وأن وحدها من يحق لها العيش الكريم
تحملت قطر عل أن تقدم صورة المسلم الحقيقية تحملت قطر لوحدها عبئ حماية الهوية والقيم والأخلاق لأول مرة تجعل الملاعب بلا خمور وتقدم مشجعين واعين داخل الملاعب وتقدم درسا الشعوب ان تحترم قيم بعضها وأن لا تفرض قيمها على الآخر دون احترام ومراعاة حقوقه كإنسان أن يعيش قيمه ويمارس ما يؤمن به قدمت قطر الدعوة مع فنجان القهوة العربية بنكهة الهبهان أو الهيل كما يحلو لهم تسميته قدمت الحجاب كموضة ومبرز للجمال ذيادة على ذلك قدمت الشعوب التي زور حكامها إرادتها رغما عنها وطبعت مع إسرائيل قدمت لهم كيف ان الشعوب تدافع عن حق الشعب الفلسطيني وحق بقائهم في أرضهم
كان المونديال بالنسبة لي نقطة تحول جديدة في خارطة السياسة الدولية نقطة تحول جعلت الدول الكبرى التي كانت تحتكر السياسة والإعلام والرياضة والموارد بما فيها مواردنا تتراجع إلى الوراء والتقدم دول كانت في الوراء إلى الأمام بقيمها وعقيدتها رأينا سجود الشكر الجماعي من الفرق حمدلله على الفوز وراينا الصلاة الجماعية واستمع الملايين لأول مرة صوت النداء للصلاة وجذبتهم بجمالها ورقت لها نفوسهم واهتدت
فوق كل ذلك رأينا الأمهات مع فلذات اكبادهن في الملاعب وهن من كان الغرب يؤلف الكتب عن تخلفهم والاضطهاد الذي يعانين منه راينهن يرقصن داخل الحلبة مع الأبطال وراينا الأبطال و كيف كانوا يسعون لتكون الأم أول من تعانقهم تبارك لهم الفوز وفي خضم ذلك رأينا كيف خسر من انشغلوا بالدفاع عن الشواذ من القيم وكما اصمتوا السنتهم دفاعا عن الباطل انطقها الله بكاء بعد الخسارة وطهر أرض. قطرمنهم غادروا غير ماسوف عليهم يجرجرون اذيال الخسارة في الدارين
مبروك قطر فأنتي كبيرة وعظيمة ومبروك أبطال المغرب الاوفياء فببركة دعاء الوالدان وبرهم ستعودون بالكأس بإذن الله

Comments (0)
Add Comment