الخرطوم: اليوم التالي
بدأت عمليات انفتاح مشروع الجزيرة من خلال الشراكة المثمرة لإدارة المشروع مع الحكومة الفرنسية ممثلة في عدد من الشركات العاملة في مجال الإنتاج الزراعي، وفرت تلك الشراكة (500) ألف يورو كدفعة أولى لاستخدام التقانة في العمليات الفلاحية الزراعية، وفي يوليو من العام (2021) وقعت بمباني إدارة مشروع الجزيرة بالخرطوم مذكرة تفاهم بين مشروع الجزيرة وشركة (FGM) العالمية الفرنسية حول (مشروع الحقول الإنتاجية للزراعة المستدامة) حيث وقع عن الجانب السوداني مدير مشروع الجزيرة، وعن الجانب الفرنسي السفيرة الفرنسية بالسودان وممثل شركة (FGM) الفرنسية.
إدخال التقانات
وقال الدكتور عمر محمد مرزوق مدير مشروع الجزيرة إن مدة العملية الفرنسية في المشروع تبلغ “18” شهراً، مشيراً إلى أن الاتفاقية نتيجة لزيارة وفد فرنسي أجرى دراسة لوضع المشروع، ويرى أن مشروع الجزيرة رقعة محفزة للعمل كونها تضم مساحة 2.2 مليون فدان و130 ألف مزارع و18 قسماً، وكل قسم يضم مكاتب تبلغ في مجملها 115 مكتباً، فضلاً عن أن المشروع يمتاز بري انسيابي لا يحتاج إلى كهرباء، وتتم زراعة عدد من المحصولات منها القمح والقطن، والخضروات، وفول الصويا وغيرها من المحاصيل، وبشكل أساسي رأى أن توقيع تلك الاتفاقية هو إدخال التقانات الفرنسية في تطوير الزراعة، بجانب إدخال نظام الزراعة بالآلة وتشمل المساحة المستهدفة بمشروع الجزيرة خمسة آلاف فدان وامتداد المناقل 16 ألف فدان وهي عبارة عن منحة من جمهورية فرنسا للسودان.
تجربة وتوسُّع
من جانبها عبرت السفيرة الفرنسية بالسودان إيمانويل بلاتمان عن ترحيبها بتوقيع هذه الاتفاقية التي تعبر عن عمق العلاقات بين البلدين خاصة بعد التغيير الذي شهده السودان مؤخراً، ووعدت باستمرار التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وذلك من خلال دعم الحكومة الانتقالية بالسودان، وقالت: إذا نجحت هذه التجربة سنعمل على التوسع فيها وتعميمها لكل مشروع الجزيرة، وهو ما حدث فعلاً، فخلال الشهور التي مضت وشهدت تنفيذ الاتفاقية تمكن المئات من مزارعي مشروع الجزيرة من التدريب على أنماط استخدام التقانة المختلفة، فيما حققت المساحات التي شهدت تطبيق التقانات إنتاجيات عالية، ستحفز رغبة المنتجين في المشروع لاستخدامها أيضاً، وهو ما أكده ممثل شركة (FGM) الذي أشار إلى أن الاتفاقية ستعمل على نقل التجربة الفرنسية للسودان لمزيد من التطور في مجال الزراعة بمشروع الجزيرة.
تصنيع الآليات
وفي تطور نوعي لإدارة الشراكات وعملية الاستثمار في المشروع فإن الإدارة التنفيذية لمشروع الجزيرة وقعت اتفاقية مع مجموعة شركات “أتراكيا” التركية بالخرطوم، ونصت على تأسيس شركة “جزتراكيا” والتي تعمل في مجال إنتاج تقاوي المحاصيل وتجميع وتصنيع الآليات والمعدات الزراعية، ويمكن النظر لهذه الاتفاقية بأنها ستقود أيضاً لتغييرات واسعة على مستوى المشروع من حيث امتلاك الآليات، والتقاوي ذات الجودة العالية، وهو ذات ما طمأن به محافظ مشروع الجزيرة الذي أكد أن هذه الشركة تستهدف المزارع بتمليكه الآليات الزراعية وملحقاتها إلى جانب إنتاج التقاوي من كل المحاصيل لزيادة الإنتاج قياساً بالمعدلات العالمية، فيما أكد السفير التركي بالخرطوم عرفان أوغلو اهتمام الحكومة التركية بهذه الشراكة الجديدة والتي من شأنها تحقيق المنافع بين البلدين داعياً إدارة مشروع الجزيرة للاستفاده من التقانات التركية في مجال إنتاج التقاوي وتصنيع وتجميع الآليات الزراعية والتي ينعكس أثرها على تحقيق نهضة وتطوير مشروع الجزيرة، أما ممثل مجموعة شركات “أتراكيا” فرأى أن تأسيس شركة “جزتراكيا” بين المشروع والمجموعة سيعود نفعها على الجانبين.
ما ننتظره في المستقبل
وبالنظر الى الانفتاح الذي حققته إدارة المشروع، ينتظر أن تحقق لها الحكومة استقراراً خلال الفترة المقبلة لإكمال الاتفاقات التي وقعتها، وإنزالها على أرض الواقع، ويأمل المزارعون من جانبهم أن تحقق الإدارة تسهيلات كبيرة بعد التعثر الذي طال الموسم الماضي أبرزه عدم إيفاء الحكومة وعودها بشراء القمح، وتطرح إدارة المشروع عدد من الحلول الجذرية أبرزها توزيع السماد مجاناً على المزارعين، وتوفير التمويلات اللازمة، والالتزام القاطع بشراء المحاصيل خاصة القمح بأسعار مجزية من المنتجين، وعلى الإدارة زيادة وتيرة الانفتاح على الحكومات والشركات الدولية، والشروع في تنفيذ تلك الاتفاقيات بصورة جادة.