حسن فضل المولى يكتب : مُلْتَقى الفنون .. عَرِيشَة محبة

 

..

عندما يسوقك قدرك الأخضر إلى
مُتَنَزَهٍ للجمال و البهاء ، فيحِقُّ
لك أن تتباهى بذلك و تزهو ..
فأنا على قلةِ بضاعتي ، و ضآلة إن
لم يكن عدم مشاركتي ، وجدتُني
بين جماعة انعقد لهم لواء التوهُّج
و التفرد ..
هم في نظري أقرب إلى ( إخوان
الصفاء و خلان الوفاء ) ، مع الفارق
في المآرب و المقاصد و المشارب ..
وجدت أن كل ما يصدر عنهم تُحَفاً
و لطائفَ و لؤلؤاً منثورا ، و كأني
بين يدي ( الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ) ..
لقد أفلح الأخ( شكرالله ) و هو
يُوطِّيءُ مِهاداً ذَلولاً لنفرٍ من
الخُلَّص يتكئون فيه على أرائك
من فِكرٍ حسَن و قولٍ حسنٍ
و أسلوبٍ في غاية الحُسن ..
و لقد عبَّرعن ذلك ( الفاتح حمدتو )
و هو يقول ..
( ما نحن إلا حبات صغيرة جداً في
عقد نضيد يحكي عظمة هذا
الشعب الصابر الأبي ، و برغم كل
شيء يبدع و يقدم الجمال و الحب ،
في زمن كئيب ، ويكفيك من معنا
الآن في هذا القروب الصغير ، من
مجموعة تحاول تشكيل الوجدان
و الحس الجمعي ، لأمة لا تزال
تتذوق طعم الابداع ، بالرغم من
مرارات الحاضر ) ..
و هو ما أكده من بعد الصحفي
النبيل ( عبد العظيم صالح ) ..
و الذي هو في نظر معارفه و مُحِبيه ، عظمة ، في عظمة ، على عظمة ..
فإذن ده ( قروب ) خالي من السياسة
يا أخوي ( هلاوي ) ..
عارفك ( مِكَجِّن ) السياسة ..
و أنا كمان ..
مش إنت قلت ..
( ما بريد يُمَّه السياسة
و لا الحكومات من أساسا
لاني جبهة و لا شيوعي
لاني أمة ولا اتحادي
عشقي ساكن بين ضلوعي
لي عيون شعبي و بلادي
و جني جن لعب الكراسي
المآسي ورا المآسي
انتكاسة ورا انتكاسة ) ..
نعم ..
إن أول من يلقاك هنا ( هلاوي ) ..
و ( هلاوي ) ، من قبل ، ومن بعد ..
له خاصية الحياء ..
و الحياءُ ما دخل في شيءٍ إلا زانَهُ ..
كذلك ( هلاوي ) ، ما غَشِيَّ قوماً إلا
زانهم ..
( لو بِترِيد سودانك فِعْلاً
‏‎لو بِترِيدُو ..
‏‎كنت مَلَصْتَ بعِيد نِعْلاتَك
‏‎وكنت حَبَيْت سَلَّمْتَ في إيدو ..
‏‎وكنت تعيش
‏‎درويش في مسيدو ) ..
و ينقلك إلى صوت الرادي ..
( كانت بتْغَسِّل بي غادي ..
ومُوَطِيَّه كان ..
صوت الرادي ..
يا اجمل بت في هذا الكون ..
تعجبني بساطتك ..
كيف ما تكون ..
صِدق احساسك ..
وفستانك ده اللابْسَّا
ولابسك ..
وتعجبني معاك .. ريحة الصابون ) ..
و هو ما يستحث ( الفاتح حمدتو )
على التعليق ..
( و الله يا ( هِلو ) بتعمل في حاجات عجيبة ..
نصوصك صور فوتغرافية ..
تغمّض عيونك تشوف المشهد قدّامك . .
ده شنو ده !!!! ده جن كلكي ) ..

و الشاعر المُلحن الكاتب الدكتور ( الفاتح حمدتو ) ، علاوة على غزارة أشعاره و عذوبتها ، و استحواذه على ناصية الابهار و السطوع و التألق ..
تجده ناصعاً ..
ناصعاً ملبساً و ملمساً و فعلاً و قولاً ..
و أمدرماني قُح ..
عندما تستمع إليه تخال أن ( أمدرمان ) ، هي من تتحدث إليك لشدة حبه لها ، و تعلقه بها ، فيكتسي قولُه قوةً و عمقاً ، و حلاوةً أمدرمانية ممزوجةً بفيوض معارِفية و مَعْرفِيَّة
و عِرفانية ..
( بَوقِع ليكي إسمي هنا
و اختِم لو طلبتي بيان
و احلف بالكلام القلتو
لازوراً و لا بُهتان
بحبك و افنى في حبك
حدود القدرة و الإمكان
و تسلمي يا صباحي أنا
و اسلم ليكي يا امدرمان ) ..
في حب يا اخوانا أكتر من كده ؟؟
و له قدرة فائقة على المجاوبة
و التجاوب و الإجابة و الاستجابة ..
و يوم رحيل شاعر ( الحزن النبيل ) ..
( صلاح حاج سعيد ) تساءل الشاعر
الإنسان المحبوب الدكتور ( عمر
محمود خالد ) ..
( البِسأل
والمحتار في الحاصل والبحصل
ليه الناس بقت بسرعة ترحل؟
وما بِهِم لوكان مملس
أو مشلخ
أو مملخ
أو مفتل
و لا ساهم ولا ساهي
و لا مبسوط في الملاهي
و لا نشوان جوه مشتل
كلو في لحظات بيرحل
و البرحل
هو الأجمل
و الأنبل
و الأ فضل
نحنا راضين بقدرنا
و برزقنا وبعمرنا
و الخطاوي الليها سرنا
إلا بس لاحظنا انو الناس بقت بسرعة ترحل
و البرحل هو الأجمل
و الانبل
و الأفضل ) ..
فأجابه ( الفاتح حمدتو ) :
( ياعمر بالله أسأل ..
وابقى جاوب إنت أول ..
انت عارف قبل غيرك
باللي حاصل واللي بحصل ..
ما السبب معروف زمان ..
كان عمرنا مديد وأطول ..
والعسل كان في اللسان ..
طعمو حالي كيف تبدّل ؟ ..
في الحلوق بعد الهوان ..
باقي غُصّة وطعمو حنظل ..
والحُزُن في عيونّا بان ..
كيف نسلّم بيهو نقبل ..
ياعمر بالله أسأل ..
وكان تجاوب انت أول ..
اللي حاصل واللي بحصل ..
عِشنا شُفنا الإمتهان ..
والنفوس مكسورة ترحل ..
هانت الأيام وهان ..
كل رائع كان مُبجّل ..
فارق الدنيا الأمان ..
والفرح خلّانا طوّل ..
تفتكر لو طال كمان ..
العُمُر ما ببقى أرذل ..
ببقى أرذل ..
كيف بتسأل ؟ يا عمر
ما الناس بترحل ..
كان بسرعة وكان مؤجّل ..
برضو ترحل ..
ليه بتطرح في سؤالاً
من زمان معروف جوابو ..
جوّه في أعماقنا باقي
والقدَر مفتوح كتابو ..
بس تأكّد والله يشهد
نحنا ما عاملين حسابو ..
ما اليقين فارقنا قبّل
يا حليل أيامو غابو ..
واللي برحل زي كلامك
هو اللي أنبل ..
هو اللي أنبل ..
كل حي مستني دورو
مافي زول خالد مكمّل ) ..
و يوافي هلاوي ..
( يا دنيا ياغربال
فَضَل الدُّراش بي فوق )

و في ( عز الليل ) يطل ( التيجاني
حاج موسى ) بكل طِيبَتِهِ و عَبَقِه
و ألقِه ..
( في عز الليل
ساعة النسمة ترتاح
على هدب الدغش وتنوم
أنا مساهر
هدَّ الحيل غرامك
واجترار الذكرى
طيفك في خيالي يحوم
يا هاجر
انا والليل ومُر جفاك
مساهرين نحكي للافلاك
لاخلصت حكاوينا
لالقينا البداوينا
يامشهيني طعم النوم
وطيفك في خيالي يحوم ) ..
و هو ما جعل (هند الريح أم محمد ) تُوقِن أن أن لكل قصيدة
مفتاح و يبدو هنا في ..
( و جرحك ياغرام الروح
لا طاب لا بدور يبرا )
و المستشار القانوني و العاطفي ،
( هند ) ، كما تبدو لي من خلال حروفها ، إمرأة مكتملة النضج ،
دسمة المشاعر ، رقيقة العبارة ،
عندما تُقبِل تُقبِل بكل عُنفوان ..
( أنا نفسي جد
أتلبسك
أسكن مسارب الروح عديل
أتقمصك
أسلك مجاري الدم هناك
أوصل عصب حس الشعور
أتحسسك ) ..
و هي إذ تكتب تقدم بين يدي
مكتوبها مايشي بتواضعها
فتقول ..
( وإليك محااااولة متوووواضعه ..
ماعليك في المبنى ركز مع المعنى ،
إذ تعلمنا في القانون أن العبرة بالمقاصد والمعاني لا الألفاظ والمباني ..
في ناس مُحَال تَتْنسِي
تفرض وجودا عليك دوام
ذكراها زخات المطر
وتظللك زي الغمام
تجبر كسر خاطر القليب
تملاها روحك بالسلام ) ..
فيثني عليها هلاوي ..
( يا سلام يا استاذه هند ..
القصيده فكره ..
وكل ما كانت غير مطروقه كانت الدهشه ..
من يمتلك القدره علي الفكره ..
قادر علي التعبير ) ..
و كذلك العلامة ( عمر قدور ) ..
ياخ باختصار ديل أحلي ناس ..
الله يفتح عليك ..
شعر جميل مليئ بالعاطفة النبيلة ) ..

نعم ، إنه هنا ..
يشارك بفعالية ..
الأساتيذ البروف الفريق ( عمر قدور ) ..
و هو خزانة زاخرة بالمعارف القانونية
و الأدبية و الفنية و المجتمعيه
و التأريخية ..
و شاعر ..
و راوي ..
و مُحَدِّث ..
عندما يتحدث يُمْطِر سامِعِيه ، و كأنه
قد أُوتِي علم الأولين و الآخرين ..
مع بساطة و تواضع لا تخطئهما
العين ..
و هو هنا رقيب و حسيب على ما
تجود به الذواكر ..
و لا أحصى استدراكاته و تصويباته
و توضيحاته و اضافاته ..
فعندما ورد تنويه عن أن ( التلفزيون )
يبث سهرة من تقديم أستاذنا المذيع الفخيم ( عمر الجزلي ) ، مع ( عميد الفن ) ( الكابلي ) قبل أربعين عاماً ، يستَدْرِك ( عمر قدور ) ..
( العميد هو أحمد المصطفى ، أما
أيقونة الفن و موسوعته فعبدالكريم
الكابلي ، و أبو الفن إبراهيم الكاشف
كما أسماه الراحل السر قدور
و عبقري الألحان كرومة ” عبدالكريم
عبدالله مختار ” و والده من أهلنا
الجعليين الجبلاب كما ذكر عمنا
الوجيه مهدي كزام عميد الأسر
الجبلابية ) ..
و قد أسعدني ذكر ( الجبلاب ) ، إذ
أنني من ( الكتياب ) ، و بين البلدتين
روابط و وشائج موصولة العُرى ..
و يخوض ( قدور ) مع الخائضين في الحديث عن ( أحمد المصطفى ) في
ذكرى رحيله الثالثة و العشرين ..
( مايميز ( أحمد المصطفي ) الوفاء والإيثار ورعاية الزملاء من أهل الفن
من مطربين وعازفين بل و التقرب
منهم ، وقضاء حوائجهم ، وكانت
دمعته قريبة عند ذكر أي من رحل منهم )
( النادي خدُّ الصافي وُدُّ
مدَّ يَدُّ سلم و ابتسم
بَلَّ شوقي و رَدَّ روقي بعد الألم ) ..
و في التفاتة لطيفة يعتبر ما قاله
الشاعر الرائع ( تاج السر عباس ) ..
( كتير بتناسى إيديَّ
و أسيبا عِنية فوق إيدك ) ..
يعتبره ( قدور ) نوعاً من الاستدراج
المُستَحَب بقوله ..
النص ده لو وقع في إيد ( محمد
صالح فهمي ) يستحيل يجيزه ،
و كذلك ( العبادي ) ، كانوا مقفلنها
خالص ، لكن كل زمن بي كلامو
و ناسو ..
فمثلاً ( فهمي ) رفض رفضاً باتاً إذاعة
( آكلِك مِنين يا بَطة ) ، رغم تقديمها
في كل الإذاعات العربية ، و كذلك
أغنية نواعم ( للجابري ) بحجة أنه
يتأوه كثيراً في مطلعها ، ( أنا آه آه
ياناعم ) ..
و يداعب التيجاني حاج موسى
عندما أبدى تبَرُمِهِ ( لنوح السراج )
من هضم حقوقهم و انتهاكها من قبل بعض الفنانين و أنه سيقاضي ( إيمان الشريف ) فيقول ..
( هسع عليك الله ياتيجاني البت دي
لو غنت لي بَقُول انتهاكات !!
يا ناس ما تحمدوا ربنا ) ..
و لكن ( قدور ) ، و نحن جميعاً هنا ،
من المنادين بحفظ الحقوق الأدبية
و المادية ، للشعراء و الملحنين ،
و عدم غَمْطها ، و المساس بها
دون وجه حق ..

و إذ يِرِد إسم الفنانة ( إيمان الشريف )
فلا بد من التوقف عند ما أفضى به هنا
الشاعر ( ود المأمور ) ، من معاناة الشعراء مع الفنانات ، الائي يظهرن
ثم يحْتَجِبنَّ ، و ليس يَتَحَجَّبنَّ ..
و الشاعر ( مصطفى ود المأمور) ..
فارع ، أي عالي ..
و العلو صفة ملازمة له ..
و كلما قرأت له ، أو اقتربت منه ،
تلمس هذا العلو و الرفعة و السمو ..
و هاكُم ..
( تَظْهَرِي في الخريف ومرات
شِتاكِي تغيبي
أُم دِيسَاً مَطَوَّل للضِهير و سبيبي
عينيكي الرصاص الفَاتكَة بيها تصِيِبي
دسيتي الاسم عاد كيف أنادي حبيبي ) ..
و أشعاره طاعمة وذات بهجة و ألوان ..
و لعله من المُكْثِرِين في التعامل مع
الجنس الناعم ، لكنه يبدو غير مرتاح
لهذه السالفة ، حيث أن أعمارهن في
الغناء قصيرة ، و إقبالهن على الجديد
دون العشم ، وذلك لأسباب ذكر
بعضها ..
الزواج و مايتبعه من تَبِعاتٍ و موانِع ..
التحولات الروحانية و الوجدانية ..
الإنسياق وراء غِشاوة الشهرة ..
سهام الغيرة و الترصُّد من أوساطهنَّ ..
الكسل واللجوء إلى ترديد الأعمال
المطروقة والمسموعة ..
( عدد من الفنانات الائي تعاونَّ معي
شفتهم آخر مرة في الأستديو ، قبل
عشر سنين ، بعضهن توارى خلف
الشهرة ، و يفضلن التغني بأغاني
المراحيم و الكبار ، و لا يثقن في
أعمالهن الخاصة ، و لا يقدمنها خارج
أستديو التسجيل ) ، و هو ما ينطبق
على الفنانين الشباب أيضاً ..
و تحدث بحسرة عن أن هناك من
تغنت له و لم تكلف نفسها يوماً
السعي للتعرف عليه ..
و هذه الغُصَّة لم تمنع ( و دالمامور )
من الاحتفاء بأغنية ( دا و عدك لي )
التي شارك بها المجموعة شاعرُها
المديد المَجِيد المُجِيد ( عبدالعال السيد ) ، و الذي أُحِبُهُ أنا جداً جداً ، والأغنية من ألحان الحبيب ( صلاح إدريس ) و أداء النَجِيبة ( شذى عبدالله ) ..
( أحلى وعد ياعبدالعال ، أغنية
خفيفة و ظريفة ، شذى فنانة
محترمة و مجتهدة و لها مستقبل ، وصولها لعبدالعال خطوة كبيرة في طريق نجاحها ) ..
و القول( لود المأمور ) ، الذي يُتحفنا
برسالة رقيقة لصديقه ( عبدالعال )
تعكس أدب الإخوانيات و أشواقهم ..
اجتزئ منها جانباً ..
( رفيق الروح عبدالعال السيد ..
الجماعة ما مصدقين رغم محبتي
لك أننا لم نلتقي حتى الآن ..
حلفت و ما مصَدِقِني ..
قاتل الله غربتك و غربتي التي
حرمتنا اللقاء بك … ) ..
و يبقى عبدالعال ..
( إنت المهم و الناس جميع ما تهمني ) ..
و ( افتقدتك يا صبا عمري و شبابي ) ..
و يبقى ( عبدالعال ) ..
حروفاً تقطر عذوبةً و رقةً و نداوةً ،
و عِشقاً يستَنطِقُ الصخر العَصِيّا ..

و الحديث عن النواعم يقودني
( لسُلافة الفن ) ، و السُلافُ أجود
أنواع الخمر ، و سقاهُ سُلافةَ المودةِ
أي أحَبَّه أشدَّ الحب ..
و كعادة الشاعر والكاتب الموسوعي الألمعي ( صلاح الباشا ) و هو يذكرنا بأيام رحيل من تركوا في حياتنا بصمة
و أثراً لا يَمَّحي فقد كتب ..
( رحم الله ( سلافة الفن ) و إبنة بارا ..
شقيقة الشاعر الذي رحل باكراً
( عثمان خالد ) ، مؤلف أجمل الاغنيات ، إلى مسافرة ، رحلة
عيون ، سُلافة الفن ) ..
و هنا يورد الأنيق الرقيق ، الحائز على
وسام ملكة بريطانيا ( إليزابيث الثانية ) ،
في الفنون ، الوجيه الأنيق ( سامي المك ) ما ورده ..
( و للتوثيق يا ( سامي ) لميلاد أغنية ( سلافة الفن ) ، فقد جاءت ( سلافة ) لشقيقها ( عثمان ) محتجة قائلةً :
كتبت في ( سوسن ) أختي ( أحلى البنات ) و التي تغنى بها ( عثمان حسين ) ، أنا كتبت لي شنو ؟ فكتب
لها سلافة الفن )
”ياسلافة الفن و لهفة البتمنا
ياهدية من الله و الله بدي الجنه” ..
و يعقب ( قدور ) ..
( خير من كتب لبناته هو الفاتح حمدتو ،
قصائد بألحانها ، قدمت في مناسباتهن
السعيدة ، فرحةً و ذِكرى و تخْلِيدا ..
من القلب للقلب ) ..
لميس ..
( يالميس ياحروف نَدِيَّة
يوم زفافك أيه أقول
العَبْرَة خانقاني و بَقاوِم
في الدموع مايَشُوفَا زول ) ..
تاجوج ..
( يا منابع الريد الجوه مَحَكَّر
ريحة المطر المابتأخر
كل الورد الفتح و ازهر
و نحن معاك أحلامنا بتكبر ) ..
و من النواعم ..
بيننا الإذاعية القديرة الرشيقة ..
( نجوى آدم عوض ) ..
زهرة البنفسج ..
و هي بعض من عبير
( وشوشني العبير فانتشيت
و ساقني الهوى فما أبيت ) ..
و قد كَتَبتْ مع إطلالة صباح دافىء ..
( الله على جمالكم ..
الزول يصحى من أول الصباح يشوف
الأسماء دي دفعة واحدة ..
د . عمر قدور ، د . الفاتح حمدتو ،
الأستاذ التيجاني حاج موسى ،
الأستاذ عبدالعال السيد ، الأستاذ
ود المامور ..
ينثرون الحروف و الأحاسيس النبيلة ..
مرات بقيف و أقرا بس ، و مرات بعمل
لايك ، و مرات بتجرأ و أعلق ..
و مرات بحاول أكون زي شتل المحنة
الشبَّ في وسط الجروف ..
شكراً لكم لأنكم هنا ، و كل الأسماء
التي في القروب ) ..

و يا ( بنفسج ) ..
هُنا قُطب الإعلام المرئي العربي
( أحمد القرشي ) ، و هو من له
مَنزِلةٌ ، و سابِقةٌ ، و بصْمَةٌ ، و له
فضْلٌ على الكثيرين و الكثيرات
ممن عبَروا و عبَّروا ..
و هُنا كذلك أحد دهاقنة الصحافة السودانية ، ( مصطفى أبو العزائم ) ،
و هو من ذاك الأسد ( محمود أبو العزائم ) ، طيب الله ثراه ، و الذي
آثرني بِوُدٍ مُقِيم ، و أنا في بداية
مسيرتي في ( تلفزيون السودان ) ..
و هنا ( يس إبراهيم ) ..
أحد ركائز ( تلفزيون السودان ) ..
و ( يس ) للذين لايعرفونه ..
هو بحرٌ في أحشائه الدر كامِنٌ
فاسألوني عن ثمين أصدافه ..
و هنا أيضاً ( محمد طه ) ..
شيخ عرب ، و أخٌ كريمٌ هُمام ،
و إعلامي مطبوع ، شكَّل مدداً جميلاً ( لقناة النيل الأزرق ) ، و هو يوافيها
من السعودية بما لذَّ و طاب من أوجه
نشاط بني السودان ، دون أن يطلب
فِلساً واحداً ..
و هُنا مَن تقرُّ به العين و يبتهج
الفؤاد ، ( طارق كبلو ) ..
و ( طارق )عندما يتحدث يُطِيعه
الكلامُ ، و يمنحه آذانَهم الأنامُ ..
و قد أثنى هنا على ما أكْتُبُ كثيراً ،
تواضعاً منه و مودةً ..
و ( طارق ) عندما يُثني عليك يجعلك أسير إحساسٍ و كأنك تُلامِس الثُّريا ..
و قد كتب مهنئاً شكرالله بالترقي ..
( أنا أقول مبروك للترقية وليس
( لشكر الله ) ، فهو قد تجاوز تراتبية الخدمة المدنية ، بفنه وروعته
وإبداعه المتجدد ..
( شكر الله ) يعمل بخارطة برامج خاصة ، يستلهمها من أجواءٍ هو
مُلتَصِقٌ بها ، ويرى فيها ما لا يراه الآخرون ..
( شكر الله ) لو ركن إلى كونه موظفا ،
لما قدم كل تلك الأفكار التي نفذها خارج الخارطة ..
هذه الدرجة الوظيفية سكن فيها أناس
لا يعرفون عن ( التلفزيون )غير راتبه الشهري و ملاليم بدلات وفروقات ..
كم صرف العزيز ( شكر الله ) من جيبه وجيوب مبدعين خارج الصندوق
ليقدم ما يراه جميلا على الشاشة !!) ..
و لقد رأيناه كيف تجلَّى ( طارق )
كعادته و هو يقدم ( ليلة و الله مشتاقين ) ..
و هي الليلة التي كتب عنها هنا ،
السِراج الوهَّاج ( نوح السرَّاج ) ..
( و الله مشتاقين .. ليلة من ألف
ليلة و ليلة ..
لن تُنسَى و لن تنمحي عن الذاكرة
قريباً .
شكراً لللجنة المنظمة لهذا الحدث
الكبير الذي أكد على إعلاء قيمة
الوفاء لأهل العطاء من المبدعين
الذين رحلوا عن دنيانا الفانية ..
سعادة الفريق عمر قدور قدم كلمةً
تُحفةً استمتعت بها كثيراً ..
ليلة من ذات الليالي ، كان الابداع
فيها سيد الموقف معطِراً كل أرجاء
اتحاد المهن الموسيقية )
و يضيف ( نوحٌ ) ..
( و الله ياحبيبنا الغالي مخرج
الروائع الانسان الفرحة ”شكرالله” ،
على الرغم مما جاد به الكثيرون
في هذه الليلة البديعة لكن وجودك
أنت و الحبيب الغالي الإنسان
الشفيف ”طارق كبلو” أضفى عليها
مزيداً من الألق و البهاء و الجمال ) ..
و ( نوح ) الجميل و ( أنا ) ما التقينا
إلا و تذكرنا فقيد الفن ( صلاح بن البادية ) ، عليه الرحمة و المغفرة ..
و ( صلاح ) و ( نوح ) ، صُحبة
و تعلُق و عشرة عمر ، وقد ترافقنا
في تشييعه إلى مَرقَدِه بمسقط
رأسه ( أبوقرون ) ..
( حسنك أمر
أحمل صبابات الهوى
و احضن براي نار الجوى
لا كل قلبي و لا فتر ) ..

و من حُسنٍ إلى حُسن ..
يمضي التلاطف و الثناء
بين الإخوان ، هنا و هناك ، بلا رياء
أو تكلف ، فكلٌ يرى الآخر هو الأعلى
منزلةً و مِقدارا ، و كلهم في العُلُو
أترابٌ و أنداد ..
و يمضي السجال خفيفاً لطيفاً ..
و من اللطائف يروى عمر محمود
مِن مِحن الزمن الجميل ..
( أحمد رامي كان مغرم بأم كلثوم ،
يوم قابله في سلم الإذاعة ، هي طالعة
و هو نازل ، و أول ما شافه وقف ،
فسألته وقفت ليه يا أحمد ، فقال
لها عشان روحي طالعة ) ..
و هنا يضيف( نزار غانم ) الذي
يشكل حضوراً طاغياً ..
و هو القائل ، يعني أحمد رامي ..
( الصــبّ تَفضحه عُيونُه
و تَنمّ عن وَجد شئونُه
انا تَكتـــــــَّمنا الهوى
والداء أقــــــــتله دَفـينُه
يَهتاجنا نَوح الحـــــمام
وكم يُحـــــرِّكنا أنينُه
ونُحمِّل القُبَل النســـــــيم
فــــهل يؤدِّيها أمينُه
قَسَـــت القلوب فهل
لقلـــبك يا حـبيبي من يُلينه
فتُريح قَلبا مُدنَفا أسوان
لا تَغفى شُــــــــــجونُه
مَرَّت عليه الذكريات فطال
للماضي حَنينُه ) ..
و أعتقد أنت يادكتور عمر كطبيب باطني توافق على أن أكثر الداء دفينُهُ ..
و يضحك ( نزار ) ..
و ( البروف نزار غانم )
يمني سوداني أو سوداني يمني ..
( السوماني ) ..
طبيب و شاعر و موسيقي و كاتب مؤرخ ..
تجتمع في شخصه أروع ما يميز
السوداني و اليمني ..
الوفاء و العطاء و الكبرياء و تواضع
العلماء ..
و الده الشاعر البروف ( محمد عبده غانم ) أول خريج من جامعة حديثه
في الجزيرة العربية ..
و نزار تخرج في كلية الطب جامعة الخرطوم ، و بقي في الخرطوم حيث
يهْوَى ، أستاذاً بجامعة ( الأحفاد ) ..
و يعرِف عن السودان ، فنونه و فنانيه ،
أدبه و أدباءه ، مخارج عظمته
و مداخلها ، بأكثر و أوسع مما أعرف
أنا و تعرف أنت ..
و هو يدهشك بسرده و حضوره
و إلمامه و استغراقه في تفاصيل
حياة وثقافة السودانيين ، مقرونة بتفاصيل حياة و ثقافة إخوانهم
اليمنيين ..
و من هذا المزيج الزاكي تيسر له
إرساء دعائم ما يُعرف بالمدرسة
( السومانية ) ..
و يورد فيما يورد ، ما قاله فيه
والده شعراً ، عندما تم قبوله
بجامعة الخرطوم بمنحة من
حكومة السودان ..
يوم أن كان السودان يَمْنَح ، و اليوم
يتحرى المِنَح ، و هذا التعليق مني ..
( و الآنَ قَد صِرتَ إِلى بَابِهَا
فَقِفْ قَلِيلًا عِندَ أَعتَابِهَا
و استَقبِلِ القِبلَةَ كَيمَا تَرَى
رِضوَانَهَا يُهدِي لِمِحرَابِهَا
فَإنَّهَا الجَنَّةُ قَد أُزلِفَتْ فِي
الأَرضِ بِالعِلمِ لِأَصحَابِهَا
يَنهَلُ مِن كَوثَرِهَا كُلُّ مَن
يَسعَى إِلى الحَوضِ بِأكوَابِها
وَ كُلُّ من طَافَ بِأقدَاسِها
و نَالَ مِن حِكمَةِ أربَابِهَا ) …
و يبقى نزار كاتباً موسوعياً ..

و هنا مختبئون مثلي ..
و هنا من لم أتابع مشاركاتهم ..
الدكتور الموسيقي و الملحن
الخَلوق ( الماحي سليمان ) ..
و يا ( الماحي ) ..
بجمال اللحن و عذوبته ..
قول النصيحة ..
( قول النصيحة
كلمني مالك بالهجر مِألِمني
قول ياحبيب
قول ليَّ مِين جاب ليك عتاب
بِدُور يفرق بين قراب
و القال هواك أحلام سراب
نهايتو شقى و نهايتو عذاب ) ..
و رحمة الله تغشاك يا ( عزالدين
هلالي ) ..
و الشاعر الحاذِق ( محمد نجيب محمد علي ) ، و هو من أحرز ديوانه
( نداء الأجنحة ) المرتبة الأولى في
في مسابقة الكتاب الأفارقة الأخيرة ..
و يا ( نجيب ) ..
و أنت موزع بين ( دم العاصفة ) ،
و ( نداء الأجنحة ) ..
هل لا تزال تركض في شوارع المدينة ؟؟
( جننت في شوارع المدينة
فمن يعيدني للبيت ياحبيبتي
و من سيكمل الحروف في قصيدتي
و الغول و العفريت
واقفان تحت شجرة الكلام
يخطفان كل نجمة تضيء
في مسارب الظلام
و يشعلان النار في أصابع السكينة ) ..
و الدكتور الوسيم الأنيس ( شادول ) ..
و ( يا شادول ) ..
( سائلين عليك كل العباد
الجونا منك و المشوا
يوماتي سيرتك أحلى زاد
لي زول غيابك أوحشوا
يتنسم الأخبار عليك
ما السيرة ساكت تنعشوا ) ..
و الشاعر الرقيق المُتيم ( عبدالله البشير ) ..
و ( يا عبدالله ) ..
( أديني من ريدك مدد ) ..
و ( الغلط منك أصلو مامني ) ..
و ( قبل ما تاخُد قرارك
كنت تتريث شوية ) ..
و المُلهَم ، الواقف براااهو ( مدني النخلي ) ..
و يا ( مدني ) ..
( أديني احساس بالأمل
في كل رحلة شوق تطول
و أدي الخطاوي الراجعة ليك
في سكتك عشم الوصول
ما الدنيا كلها انتظار
و الارتحال قدر الفصول
الموجة تحلم بالضفاف
و الغيمة تحلم بالهطول ) ..
ياسلااااااام ..
و نواصل ..
إن كان في العمر بقية ، و هي
الخاتمة المحببة لأستاذنا المُوَقَر
( أحمد البلال الطيب ) ..
أم درمان ١٤ ديسمبر ٢٠٢٢

Comments (0)
Add Comment