الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
ما نكتبه هو بحث عن الجواني الغائر ، اللب ، العمق ، الجوهر ، والذي هو نفسه الظاهر البعيد المنال . الكتابة لن تكون غير أن نغمس القلم في القلب ، خرق وتمرد وخروج . الكتابة ، هو ذا الحزن على بلد سحائب الدم مازالت تهدر حوله ، وهو ، ذا الاحتراق الذي في الحشا .
الكتابة هي ليست ما نقول ، ولكن ، هي الماوراء من المعاني التي نصعد بها فوق الجراح ، فمن أراد إدراك المعاني ، عليه أن يبصر حبات الدموع التي نزرفها على حواف كلماتنا .
وخاصة ، عندما يكتب الكاتب في مسألة الحكم والسياسية ، إذ ما فتأنا نردد مقولة محمد المهدي المجذوب ” نحن في مسألة الحكم والسياسة بين نارين : جهل الطائفية ، وعصبة الهاربين من ذكائهم ، وبين الإثنين تحالف غير مكتوب ” ..
وبكلام المجذوب نفسه ، أوقد الفنان التشكيلي الكاتب الناقد الدكتور النور حمد ، جمر الكلام ، في صدر توطئة دراسته الموشاة بأفكار في غاية العمق وخصوبة الرؤى ، منجزا بذلك كتاباً فكرياً جديراً بالتأمل – كما أشرت بذلك في مقال سابق – فهو كتاب عبارة عن طاقة من الجدال والحوار المعرفي الخلاق ، موسوما باسم : ” مهارب المبدعين ، قراءة في السير والنصوص السودانية ” .. وجالد كثيرا في البحث عن حالة الفوضى الفكرية التي ظلت لازمة لطلائع المتعلمين وصفوتهم المبدعة .. وسعى الكاتب سعيا علميا دقيقا في تشريح تلك الفئة الاجتماعية السودانية ، مجترحا ظاهرة ظلت ملازمة لمسلك كثير من المبدعين والمتعلمين السودانيين تحكمت في مزاجهم وحبست عبقرياتهم ، وقيدت إنتاجهم .
فقد سبر النور حمد أغوار المرحلة الأولية في مولد جيل الربع الأول من القرن العشرين ، جيل التخلق الجنيني للإنتلجنسيا السودانية أي الفئة التي اختصت بالعمل الذهني على قاعدة من التعليم الحديث وأطوارهم الناشئة في تجليات البحث عن الذات السودانية بخلفياته المتعددة الإتجاهات .
والناقد محمد عشرى الصديق – من جيل طلائع المتعلمين – أشار إلى الخطر وذلك في مقاله الجهير ، بقوله ” نحن في حاجة إلى نظر جديد ننظر به إلى الشرائع والآداب والفلسفة والأديان وإلى كافة الشئون . ونحن إلى الآن لم نكن أمة ” وهى من الكلمات الرصينة التي قيلت باكرا في مشروع البحث عن الدولة الوطنية السودانية حينذاك ، مؤكدا أن الحق الأزلي أو لغز الوجود أكبر من أن يصل إليه سبيل واحد …
وقال مستدركا : ” ومن قال لنا ليس بأمة .. فليس ذلك بمانع أن يكون كذلك في وقت قريب . فلا اختلاف أديانه ، ولا اختلاف عاداته ، ولا اختلاف شعوبه ، ولا اختلاف أجوائه ، وظروف المعاش فيه ، بحائلة دون تحقيق هذه الأمنية العذراء ، وليس يمكن أن تكون الأمم في بدء تكوينها غير ذلك : فالمصالح المشتركة ، التفاهم المتبادل ، وأحداث التأريخ ، تقرب شقة الاختلاف ، وتصل الأبعدين برباط متين ” .. قائلا :
” فلنعمل إذا ، ويجب أن تكون خطة العاملين ، وضع الأشياء في مواضعها ، فإن الظواهر خداعة ، وكثيرا ما تزيغ البصر عن النظر إلى الأشياء نظرا صحيحا .. والحق حق ولو ثوى بين الأكواخ . والباطل باطل ولو نشأ بين القصور . وإن الباطل قد يعلو الحق حينا ، ولكنه لن يعلوه على توالى العصور . وليعلموا أنه في الفوضى يكثر المستبدون ويخبط الخابطون فما يفلحون ” ويردف بالقول ” أن النظام يوفر علينا كثيرا من الجهد والوقت ، وأنه لا شيء كالعمل الصامت ” .
في تقديري الخاص أنه ، مهما يكن من أمرنا ، اليوم في السودان ، إن استدبرنا أو أقبلنا ، لن نجد كلمة ، تتجلى صدقا في رؤاها ، و في تمكنها من تشخيص أسباب الرزايا والبلايا عندنا ، مثل الكلمة تلك ، للناقد الثقافي محمد عشري الصديق ، المولود في ود مدني 1908 ، المتوفى في 1972 .
كان ذلك الجيل يمكن أن يكون هو البوصلة التي تقود الأجيال اللاحقة إلى الإتجاه الوطني ودولة المؤسسات المدنية ، إلا أنه هرب لائذا بذاته …
غير أن الذي يدعو للحزن والأسى الآن أن الورثة من صفوة اليوم ، لا يزالون ثقلاء على الواقع ، الفوضى الفكرية لا تزال اللازمة الكبرى والشارة الظاهرة .
مناقشات وجدل يثار لا حول أصول القضايا ، وأولها تصحيح أبنية اامؤسسات المدنية وتنظيمات السياسية ، وتقويم التجارب السابقة ومظاهر الضعف الذي ظلت لازمة منذ الإستقلال إلى يومنا هذا .. وهل سنبلغ يوما تمام بناء الدولة الوطنية بروض الأماني والأحلام المخملية ، وفي قول أبي تمام :
من كان مرعى همه وجياده
روض الأماني لم يزل مهزولا
لو جاز سلطان القنوع وحكمه
في الناس ما كان القليل قليلا
جدل قادة التنظيمات السياسية ونقعهم المثار واقوالهم السالبة حول القوات المسلحة السودانية بدعوى إعادة هيكلتها ، ليس هو بالحديث الهادف وليس هو الرغبة الصادقة في تصحيح المعوج واستقامة المسار كما يزعمون وإنما هو الحديث الباطل يشيعه حلفاء الأجانب ومصانعيهم والمترددون بقصد التخذيل وتلقيح الفتن وإرضاء عاطفة الحقد والإشتفاء حتى أن كثير من الأحاديث عن الجيش المؤسسة وصل إلى حد التجاوز .
كثير من قادة المؤسسات المدنية الآن في السودان يرمون الكلام عن القوات المسلحة دون تحليل موضوعي للواقع التاريخي والمنهج العلمي .
لابد أن يدرك المخاصمون والناقدون بأن النقد الأمين لا يقبل التحامل الظالم الذي ينكر حقائق الحياة المحسوسة المعيشة .
فالنقد الأمين لا يبيح أن يغمط الناس أشياءهم كما لا يبيح الإسراف الطافح في تهويل الأحداث بصورة تحتقر العقل والمنطق .
القوات المسلحة ، مؤسسة سودانية راسخة جذورها في عمق أرض السودان ووجدان إنسانه المتشرب للجندية أصلا وفعلا محبة للبلد وما حوله من الناس .
وطني الذي أهوى كتاب ملاحم كبرى تضيئ على الزمان وتبهر .. وذلك قول الشاعر محمد المهدي المجذوب مقدما النموذج الأعلى للشخصية السودانية وصورة الولاء للبلد والإنتماء إليه وعشقه ولو أدى ذلك العشق إلى حتفه أو المجازفة بحياته .
ولم تقف الأدبيات السودانية وحدها في إبراز خصوصية السوداني وتفرده ، حتى المستعمر نفسه ، وقف صعقا دهشا أمام المياسم المائزة للسوداني .
أنظر مثلا إلى شاعر الأمبراطورية البريطانية ” رود يارد كيبلنق ” في قوله :
” عبر البحار كم جالدنا الأعداء ،
بعضهم كان جسورا وبعضهم لم يكن كذلك
الباتان … الزولو … والبورميين
لكن الأشعث كان أعجبهم جميعا ” ..
والأشعث هذا إشارة إلى الأمير عثمان دقنة وجنوده في معركة التيب فبراير 1881م شرق السودان .
فنحن أكثر شعوب الأرض تجشما لمشقة الحياة وإحتفاءا بالعناء ، سيما وإن كان هذا العناء ثمنه حماية الناس والأرض والعرض
إذ قال الطيب صالح مثلا على لسان الراوي في ” دومة ود حامد ” :
” نحن قوم جلودنا تخينة ، ليست كجلود سائر الناس . لقد اعتدنا هذه الحياة الخشنة ، بل في الواقع نحبها ” .
بهذا تشكلت شخصية الرجل السوداني الأصيل ، فهو لا يحتفي إلا بالقوة والشدة والمروءة وقيم النجدة والغوث ، مجندا نفسه دائما ليوم كريهة وسداد ثغر .
واتصالا بذلك الجذر والأصل المكون للشخصية السودانية ، كانت إستجابة الرجال النبلاء في تأسيس الجيش السوداني من أول النداء تسابق لنيل شرف الإلتحاق به أهل الوقار والجلد ، من كل جهات السودان ، يقينا منهم أنه غير لائق بهم أن لا يبدون أمام نداء الوطن إلا الرضا والإستجابة لإمتحان العشق المؤدي إلى المخاطرة بالأرواح والأنفس .
وتوافد أهل السبق من الرجال المؤسسون للمؤسسة العسكرية بجميع قسمات جغرافيا السودان وطقوس أقاليمه الثقافية بحدودها المائزة ، وبمعانيهم الواردة في التاريخ والمأثورات النبيلة ، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، فأنتجوا هذا المعني النبيل للجيش السوداني بقوس قزح من ألوان الرجال وصدور عامرة بألحان الجلالات الأثيرة التي أنتجوها من أنغام أرواحهم الأثيرة من تجاه تضاريس دارفور :
” فقرا شيلو جلالا ، لعلي ود زكريا ”
أو ” ود الشريف رايو كمل
جيبوا لي شلايتو من دار قمر ”
وجاؤا بأجمل الأنغام من بلاد أهلنا الشلك ، ورموز ودلالات وإشارات إنبثقت من الوجدان الجمعي السوداني المتعدد التكوين وكيانه الأصيل الممتدد عبر الجذور .
وتتجلى السوداناوية في القوات المسلحة كأروع ما يكون في ملاحم بطولاتهم كما عبر عنها صلاح أحمد إبراهيم ” كانوا يتساقطون واحدا إثر واحد دركا ، بعد حياة كرست لمحبة الناس وإسعاد الناس وكف الأذى عن الناس في صمت وإنكار ذات ، فعلهم اليومي وطنية وعبادة ، وحياتهم العادية بطولة وتضحية ومصائرهم موصولة بمصير الشعب ” ..
الجندي السوداني صاحب إرادة وعزيمة وقدرة وإصرار ، يعطى مؤسسته العسكرية دفقات قلبه ، فهي عنده وطن وحافز ، وإرادة للحياة وحلم كامن في أعماق أرضنا يتطلع إلى المستقبل ورؤياه الإنسانية ، وفي مهنيته منغمس بالروح متصوف يرى أن دروب الوصول مثل الصعود في مسالك الجبال الوعرة . ولكنها مشيئة الله .
القوات المسلحة نتاج تاريخ السودان وجغرافيته وتركيبته الإجتماعية ، عملت على إزكاء عناصر وحدة مجتمعاته – بيانا عمليا – وإرساء مقومات التمازج داخل بناءها الهيكلي التنظيمي وعقيدتها القتالية التي لا تعرف لغير السودان الواحد الموحد ولاءا ولا ترفع لغيره لواءا آخرا .
فأخذوا من قمة جبل التاكا سموقه ، ومن هضاب جبل مرة زهوه ، ومن نهر النيل عطاءه ، ومن نخيل الشمال تواضعه ..
للقوات المسلحة نصيب مهول في بلورة الشخصية الثقافية السودانية ، وهو أمر يتعلق في جانب التركيبه الحيوية التي تاسست بها الوحدات التنظيمية للجيش ومسمياتها مثالا :
الغربية ، الهجانه ، الشرقية ، الشمالية ، الجنوبية ، إلخ .. وهي بهذا تنسج غزلها وفقا للوجدان السوداني وذاكرته ، في فعل يمكن القول بإن جوهره إكتشاف لهوية السودان ، ليس بطريقة المثقفين وبياناتهم وأشعارهم ومقالاتهم ولكن بأنساق أبنيته الهيكلية التنظيمية وعقيدته القتالية التي تتطلب تنوع القدرات التي تشكلها البيئات الإجتماعية أصلا بتنوع ثقافاته في فعل أشبه بفعل اللاعبين للعبة الشطرنج أمام اللوحة بحجارتها التي تؤدي كل منها دورا محددا إزاء كل قطعة أخرى ، وتعمل كل منها في تكامل اللعبة والوصول بها إلى غاياتها نصرا أو هزيمة .
إحسان إدارة التنوع الثقافي السوداني عند القوات المسلحة هي فطرة مجبولة عليها وفي درجة إحسانها لها هي أرفع درجات من أولئك الذين يتكلمون في منصات الفكر ويكتبون في الصحف والمجلات بلسان الفلسفة .
القوات المسلحة في تقديري هي أكبر سعة ورحابة صدر بجميع أهل السودان وهي ميزة نادرة الوجود أو شبه غائبة في كل مؤسساتنا المدنية وتنظيماتنا السياسية والثقافية .
وجوهر القول أن جيشنا في ميدانه العملي يتلاعب الضباط وجنود الصف والجنود بالألسن والقوافي المتعددة الألحان ، والأخيلة ، وتتشكل تكويناته بقوس قزح من ألوان الناس .
بيد أنه قرأنا في التاريخ ، ومنذ بواكير مولد الدولة الوطنية الحديثة في السودان كيف شهدت مؤسسات طلائع المتعلمين نزوعا إلى بروز عوامل الوهن في الوحدة المنشودة وميلا إلى إحياء درجات متفاوتة من المناطقية والقبائليات العرقية داخل جمعياتهم الأدبية ، والشاهد في ذلك جمعية الإتحاد السوداني – عهد ذاك – كيف إنهارت بسبب إعلاء المنظورات العرقية لدي طلائع المتعلمين داخل كيانهم ذاك وتأسست على أنقاضها جمعية اللواء الأبيض كردة فعل مغاير .وكثير من المسكوت عنه في جمعية جمعية الهاشماب / أولاد المورة
ومزيدا من الوصف لحالة الفوضى الفكرية تلك التي كانت – ولا تزال – عند المثقفين السودانيين ، حتى أن شاعرا مثل صلاح أحمد إبراهيم قد أورد في متن مقال من مقالاته النقدية للظاهرة الثقافية السودانية ، في تفسيره لحالة صفوية المثقف المنسلخ والمتنكر لبيئته الإجتماعية والوجدانية . وكيف إنحرف المثقف بمسار السودان إلى وجهة يتكشف خطأها وخطرها كل يوم ، بسبب هزال وغثاثة الأساليب والأفكار التي قادوا بها البلاد والناس .
قبل خمسة عقود ونيف من عمر الزمان ، قالها ” صلاح أحمد إبراهيم ” بلجاء :
المثقفون في السودان ” لحم رأس ” وهم يمثلون الفوضى الفكرية التي في رأس السودان ” …
ولا عجب من أن يشهر ” صلاح ” ويشير بالبيان الفصيح ، الباذخ المعاني ،
و قد عرف عنه ، أن من أهم مكونات شخصيته ، هي ثقافة السيرة النبوية الشريفة ، ونوادر الأدب العربي ، فقد نشأ في دار ثقافة إسلامية ، وكان أبوه رحمه الله ، من أساتذة العربية والدين ، معلما شديد التقوى ، غضيض الطرف ، معروفا بذلك ، مشهودا له فيه ، وفقا لقول البروفيسور ” عبدالله الطيب ” ..
وتأسيسا على ذلك افترض صلاح أحمد إبراهيم على أن هدف التعليم الحديث وفق المنهج الغربي هو خلق فئة من صنع يد ” المعلم ” هدفه خلق المثقف السوداني الذي يربطه حبل سري بأروبا المنعزل عن شعبه هدفه المثقف المطموس المسخ المنبت الذي يزيد من البلبلة الفكرية في بلده وأن يتحدى القيم التقليدية . مثقف مخلوق على صورة ربه الذي بوعي أو بدون وعي منه أو لمصلحة خاصة أو لوجه الحضارة الوافدة يمجدها ويكون الدليل الماثل للتقدم الذي يجلبه الإستعمار بجانب قيمته العلمية في خدمة المستعمر من حيث إنتزاعه للقيادة وبجانب تقدمه من حيث الرغد المادي نسبيا .
وذهب قائلا :
المثقفون في السودان ” لحم رأس ” وهم يمثلون الفوضى الفكرية التي في رأس السودان ، وهم عبيد الميري أو ترابه ، قنوعون ، سريعوا التأثر بالفكرة القادمة من خارج البلاد ..
جامعة الخرطوم تمثل إزدواج الشخصية في المثقف السوداني ، فهي دمغة من الدمن الإستعمارية البواقي …
قلعة من قلاع الثقافة البريطانية والثقافة البريطانية لا تحتمل ضرة ..
تلك هي منظورات صلاح أحمد إبراهيم التي خطها في سفر تاريخ الإنتاج الثقافي الإبداعي السوداني ..
ترسا من تروس حركة التاريخ الثقافي في السودان فاعلا ومتفاعلا فيه – حسب الدكتور عثمان جمال الدين – عرف كل المتناقضات التي تضرم داخل أقبية الفهم السوداني مما يشيء بحساسيته لكل التغيرات التي لحقت بمجتمعاتنا .. من المحتمل جدا أن نصف صلاح أحمد إبراهيم بأنه صاحب نبوءات مستقبلية تنبأ بها فصدقت ولعل قراءة متأنية لمفردات هذا المقال الذي نشر في أكتوبر 1968م
كأننا نقرأ مقالة كتبها صاحبها بالأمس ..
تلك الرؤية في تقديري وكزة عمد بها إلى دفع المثقف السوداني حتي يدخل به في لب المواجهة الحقيقية . والخروج من دهاليز مصانعة الأجنبي ومداهنته ..
تلك التداعيات الأليمة عند صلاح أحمد إبراهيم في مسألة الفوضى الفكرية التي قاد بها طلائع المتعلمين مؤسساتهم المدنية هي ذات الأحاسيس التي تحرك بها الطيب صالح وهو ينظر إلى المحق الذي أصاب البلاد بسبب قادته وفي الوقت نفسه يتساءل عن هؤلاء الزعماء النجباء الأذكياء الأغبياء ، ألا يحبون الوطن كما تحبه أنت ؟ ” يعني نفسه ” بلى ، إذا لماذا يحبونه وكأنهم يكرهونه … ويسعون إلى إعماره وكأنهم مسخرون لخرابه ؟
أما جيشنا هم السودان كله ، جعلوا من الموت معادلا موضوعيا للحياة .. هم للمحرومين وللأرض وللعرض والشهادة .
جيشنا للغابة والصحراء ، وللنيل والبيارق .. وللعمة والشلوخ والقبة .