حكاية(قناة ولائية) شعارها إطلالة من عمق الحضارة

*يضربون مثلا والأمور عصية..الشمالية (سونا) والجزيرة*

إستهوتني(بحشمة المشهد)فبقيت معها..ليس لأنها قناة(ولايتنا) ولكن لتعلقي بتجربة نشأتها يوم إشتد الجدل حول التمويل والفكرة وحكاية(قناة ولائية)لماذا؟!..من أين لها الكوادر؟!..بهرتني وهي ماثلة،فبقيت معها متعاطفا،داعيا لمناصرتها لتسلم من(الحاصل)بينما تأثير الإعلام يسيطر عالميا..إنها(فضائية الشمالية)..توأم المجد،كما ينبىء شعارها(إطلالة من عمق الحضارة).

الإسئلة تترى،مشكلات الإعلام الإقليمي كيف نعالجها بما يعزز فكرة(الأقاليم أساس الحكم) وفق نظام إتحادي متماسك بهوية جامعة؟..فضائية الشمالية وغيرها هل من أثر لخطابها على الأفعال والسلوك والهوية؟..كيف تبقى وتواكب؟..من أين لها الكادر المتمرس؟..كيف يتسنى الحصول على أجهزة رقمية تبذل لها الدول المال بسخاء لتشكل صورتها الذهنية كما تشتهي؟.

برغم التساؤلات الجهد واضح لمن توخي إنصافا..برامج وأخبار بذات الأطر المتفق عليها..أوجه العرض متواضعة، لكن المحتوي متميز..مشاهد محلية غنية،جاذبة، بها راهن الطيب صالح فشغل العالم بعالم قريته الباهر،ونجيب محفوظ أحرز(نوبل) لتفرده بمفهوم(المحلية أساس العالمية)..البرمجة  تقاوم التكرار،الإعلانات،والدواوين..يأسرها(النفس القومي)..لا شك أن(ورشة)فرق الإنتاج ستضيف..الفواصل محببة،تعرف بالرموز والقرى والمدن والمشروعات،تجذب أهل الولاية لشاشتهم(ليشاهدوا أنفسهم)..فيزدادون ألقا وعزيمة.

فضائية بدات مبكرا وصمدت..من يمولها؟ ومن يشاهد ومن يقف على تجربتها وينهي ضعف مواردها؟..صادفت إجابة على الهواء فى هذه الأثناء!..مؤتمر مديري الإعلام بالولاية..تصدرته  هواجس التمويل والتهميش(الحكومات المتعاقبة جعلت من مكاتب الإعلام مخزنا للوظائف بلا جدوى وبلا تحفيز)..أظهر المؤتمر نوايا بناءة نحو تجاوز العقبات وبلوغ الأفضل..تحدث بالأرقام عن خطة مطروحة هدفها حاسم(تحقيق نسبة أداء 95 بالمائة).

التنفيذ ضالة الخطط على الورق..إهتمم المؤتمر بالتنفيذ،وبالخطاب الإعلامي الولائي وما إعتراه..يبدو أنه تجنب لإخفاق محتمل تجاه إرث من الأمجاد وقد إرتبطت الولاية بالإعتدال والوسطية..ندد المؤتمر بما لم يكن واردا من قبل،القبلية،الإثنية،الإشاعات،ونوه للبديل(النزاهة، المصداقية)..ورد أن مشاكل الإعلام معلومة،وهي كذلك بشهادة المؤتمرات السابقة،ولسان الحال..نادت ورقة  بالمزيد من الدعم وعينهم على(حلم بإعلام قوي رائد)- يا سلام!..مؤتمر (سونا) بحاضرة الجزيرة كأنه أراد أن(يثني) على هكذا(حلم)فعزف على ذات الوتر..وزاد.

فضائية الشمالية قطعت إرسالها لتنتقل لمؤتمر(سونا)بودمدني..أي شىء هو(وضع الحافر على الحافر)؟!..حراك إقليمي متواتر ظل(حلما  إتحاديا) يحن للتعزيز إعلاميا..تعالى الرجاء(أن تبقى الخدمة المدنية من ممسكات الوحدة الوطنية)وضرورة(تدارك الخطوات الجائزة فيها وفى الاعلام)..لا أذكر هل ورد هذا فى دنقلا أم فى ود مدني،ولكن المهم أنه هاجس إقليمي معالجته حتمية..لن تقصر(التوصيات)فى هذا،والمأمول أن لا يتخلف(التنفيذ) عن هذه الروح ليصبح حلم(الإعلام المتمكن) حقيقة،رهان(وحدة عن تنوع)،وأداء متميز والأمور عصية.

لدى مخاوف(توصيات حبرعلى ورق) تبرز أطراف تفاجئك بإطلالة من أنجز وجاء..فى مؤتمر(سونا)إستوقفني حديث المدير العام وهي تنبرى للقادم من منطلق ما تحقق، منوهة لأن هذا هو المؤتمر الرابع،و(نحن الآن فى مصاف الوكالات العالمية،لا الإقليمية).كررتها ببشاشة،ربما تجنبا للتأويل وهي الخبيرة فى كيمياء(التصريحات)،لتنوه(نحن رواد)..تذكرت أيام(علمت سونا) وما ورد بالشمالية عن(حلم بإعلام قوي رائد) و(نسبة أداء 95 بالمائة).. أي (روح)هذه؟!..أجواء إقليمية منتجة تلوح محفزة لإيجابيات تغشى الدولة،تتغلب على الصعاب.

لابد أن تجتاز البلاد أزماتها..ليس بالمزيد من كلام مكرر،ولا للإستسلام لعلة ضعف الإمكانات،ولا بلعن الظلام- كله وارد،ولكن..هناك من يعملون فى هذه الظروف وعينهم على التميز والإضافة- تصور!..لعلهم يضربون مثلا(لابد من الإرتقاء بأنفسنا حتى نرتقي بالبلاد وننهض بالتنمية)-قالها والي الجزيرة ليطلق مبادرات(عملية)تقرب بين الولايات(الربط الشبكي)و(طرق على نسق عالمي،الربط بين الولايات والمواني- برعاية وزارة الحكم الإتحادي)..الوالي كرم وزيري الإعلام،الإتحادي والولائي،ومن نظموا المؤتمر،وشدد على تنفيذ التوصيات،وأهدى المؤتمر الخامس للولاية الشمالية(تقديرا لحضور واليها) وأكد على التنسيق بين الأقاليم والمركز- المصدر منصة الناطق الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام.

ودمدني ودنقلا رمزية محفزة،ريادة وحضارة..(سونا)تجدد الآمال(إعلام إقليمي معزز لوحدة البلاد)وذكرتنا(مصطفى أمين)و(عبدالله حسن)-كلاهما عنوان لجيل إعلامي رائد..(عباس ساتي) بفضائية الشمالية، تذكار عزيز لإعلام إتحادي ولائي أعطي ما استبقى شيئا..مؤتمران والهدف واحد-إعلام فاعل لسودان متحد،تعززه سيرة الرواد ومخرجات(عملية) مؤججة لحلم وطني ظل منشودا منذ مؤتمر الخريجين الذى إحتضنته ودمدني هذه ذاتها،لها ولرواد الإستقلال التجلة..أما مؤسسو الإذاعات والفضائيات الولائية فهم بتقدير الدولة جديرون.. شكرا(سونا).

د.عبدالسلام محمد خير

Comments (0)
Add Comment