د. مزمل أبو القاسم: شكراً جميلاً هلال الملايين

كبد الحقيقة

د. مزمل أبو القاسم

شكراً جميلاً هلال الملايين

 

* لا جدال على أن الإذلال التي تعرض له المريخ بسبب خروج إستاده عن نطاق الخدمة لم يحدث له منذ أن شيد النادي ملعبه العتيق في العام 1964، كأول نادٍ في السودان يمتلك ملعباً خاصاً به.

* كانت تلك حوبة الإمبراطور حسن يوسف أبو الحسن الشهير بأبي العائلة، ورفاقه الأبرار، بشير حسن بشير وحسن محمد عبد الله والمهندس عبد العزيز عبد الرحمن رحمة الله عليهم وبقية الجيل الذي شيد للمريخ صرحاً باذخاً استقبل فيه الزعيم كل مبارياته الإفريقية منذ أن شارك في بطولات الكاف في العام 1971، وبقي منزهاً عن الهزيمة لمدة 22 عاماً متتالية.

* حدثت الخسارة الإفريقية الأولى للمريخ في إستاده أمام الأهلي القاهري في العام 1993، لكن هذا الملعب الجميل شهد جندلة أكبر وأعظم الفرق الإفريقية، وظل يمثل مصدر قوة وفخر للصفوة، سيما بعد أن خضع لعملية تحديث ضخمة في عهد الرئيس المحبوب جمال الوالي، ابتداءً من العام 2004، عندما تم هدم المقصورة القديمة وتشييد مقصورة أخرى ضخمة وفخمة، وتزويد الإستاد بطابق جديد، حمل اسم أعظم وأشهر إداريي المريخ على الإطلاق.. الأب الروحي الحاج عبد الرحمن شاخور رحمة الله عليه.

* استحق إستاد المريخ ألقاباً عديدة أطلقها عليه المريخاب حباً وفخراً، فكُنّي بملعب الرد كاسل، وملعب النار والانتصار، وقلعة الكؤوس المحمولة جواً، وفيه شهد المريخاب أجمل الليالي وحققوا أجمل الانتصارات، مثلما استضاف الإستاد أحداثاً كبيرة وشهيرة، منحته علامة الجودة، مثل فاصلة مصر والجزائر في تصفيات مونديال 2010، واحتفالات الكاف بعيده الذهبي، ونهائي بطولة أمم إفريقيا للمحليين (الخرطوم 2011).

* حل العام 2017 مثل الكابوس على الصفوة، لأنه شهد بداية خروج ملعب الرد كاسل عن نطاق الخدمة، وتكفف المريخ للملاعب، حتى اضطر للعب في إستادي الهلال والأبيض، قبل أن يرحل شمالاً ليلعب في القاهرة، وشرقاً ليلعب في أديس أبابا.

* خلال الأيام الماضية دخل المريخ في ورطة حقيقية، لأن الكاف ألزمه بتسمية ملعبه لدور المجموعات في أو قبل يوم 26 المقبل، وحاول المريخ أن يتدارك موقفه بالمساهمة في تجهيز ملعب المدينة الرياضية، لكن الوزيرة (الفاشلة) هزار عبد الرسول أجهضت ذلك المسعى الحميد بقرار يفيض بالرعونة وضيق الأفق.

* ضاقت فلما استحكمت حلقاتها على المريخاب أتى الفرج من نادي الهلال، الذي استحقت إدارته وسام الرقي والوطنية والتميز، لأنها أرست أدباً جديداً في مسيرة العلاقة التي تربط العملاقين ببعضهما، عندما رفضت الانسياق خلف الأصوات المتشنجة التي دعتها لحرمان المريخ من اللعب في الجوهرة الزرقاء.

* عندما شكك البعض في موافقة رئيس الهلال؛ الأخ الصديق هشام السوباط على استضافة المريخ في ملعب الهلال جاء الرد سريعاً من نائبه الشاب الطموح محمد إبراهيم العليقي، بتعزيز الموافقة بتصريحٍ استحق به التحية والتهنئة والتقدير الشديد من الرياضيين في عمومهم، والمريخاب على وجه الخصوص.

* نفى العليقي في تصريحه القوي وجود أي خلافات داخل مجلس الإدارة بسبب طلب نادي المريخ لملعب الجوهرة الزرقاء، مبيناً الى أن النقاش تم بصورة حضارية بعد أن طرح رئيس النادي أمر الخطاب، وبادر بتوضيح رؤيته التي تتسق مع مصلحة الكرة السودانية، وأضاف العليقي: (الصراعات لن تقودنا إلى الأمام، وملعب الهلال مطروح للاستثمار، و لم يكن هناك تحفظ معلن تجاه المريخ، لذلك يجب أن ننصرف جميعاً لما فيه مصلحة الكرة السودانية، و لابد من التعاون لمصلحة الناديين حالياً وفي المستقبل).

* تصريح متميز يليق بالهلال، النادي العريق الذي يتمتع بقيادة شابة وواعية تمتلك رؤية جديدة ونهجاً متطوراً وطموحاً لتطوير النادي الكبير.

* لو رفض مجلس الهلال استضافة المزيخ ما لامه أحد، لأن التخوف من احتمالات حدوث شغب وتخريب يظل حاضراً بالقياس لما حدث من فئات متشنجة من جماهير الناديين عندما تناولت في تخريب الإستادين في السابق.

* لذلك حقّ لنا أن نشكر الهلال ممثلاً في إدارته التي أكرمت المريخ وقدرت ظروفه وتعاملت معه بمنتهى الرقي والتحضر، وبإذن الله ترد جماهير المريخ التحية للقبيلة الزرقاء بما يليق بها، وتتعامل مع منشآت الهلال بنهج متحضر، يثبت به الصفوة لمجلس الهلال أن قراره سليم وموفق، لم يجانبه الصواب.

آخر الحقائق

* سيدفع المريخ سبعة وخمسين ألف دولار للهلال، على مبارياته الثلاث وتدريبات الفرق التي سيستضيفها المريخ بالخرطوم في مرحلة دور المجموعات.

* المبلغ حددته لائحة الاستثمار التي أعدها مجلس الهلال.

* المبلغ يقل كثيراً عن كلفة أداء المريخ لمبارياته الثلاث خارج السودان.

* ظهر أمس الأول جمعتني مكالمة جماعية مع رئيس المريخ السابق أيمن أب جيبين ونائب رئيس الهلال محمد إبراهيم العليقي، وفِيها استمعت إلى حديث طيب من العليقي عن ضرورة دعم الإعلام لمسيرة التقارب بين العملاقين.

* من واجبنا أن نستجيب لتلك الدعوات المسئولة، ونمنحها كامل السند والمؤازرة.

* العليقي شاب طموح يمتلك رؤية وخطة للنهوض بناديه وتطوير قدراته وتحسين نتائجه في البطولات الإفريقية.

* خلال زيارته الأخيرة للدوحة جدد رئيس الهلال حديثه عن ضرورة تطوير العلاقات بين العملاقين بما يحقق المصلحة العام للكرة السودانية.

* كذلك تحدث أب جيبين عن ضرورة حصر التنافس بين السيدين داخل المستطيل الأخضر، وذكر أنه لا يرى أي غضاضة في أن يسافر الفريقان سوياً بطائرة خاصة لأداء أي مباراة الخارجية متى ما تطلب الأمر ذلك.

* وذكر أن ملعب المريخ سيوضع تحت تصرف الهلال بمجرد الفراغ من تأهيله.

* قيادات شابة تمتلك فكراً متطوراً وتستحق المدح والدعم والتشجيع.

* آخر خبر: شكراً جميلاً لهلال الملايين على مبادرته الراقية، وجماهير المريخ سترد له التحية بأحسن منها.

مزمل ابو القاسم
Comments (0)
Add Comment