تقرير: أحمد السِلاي محمد – هيام عز الدين عبدالجبار
يقول الشاعر الكبير أبوالطيِّب المتنبِّي:
أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ
وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ
وقِيل أيضاً: أن كُلاً من الجسد والعقل لهما غذاء علينا أن نقدمه لهما ، فغذاء الجسد هو الطعام وغذاء العقل هو العلم والمعرفة ، وما أحوجنا لأن نغذي عقولنا في عصر العلم والتطور المهول والحداثة في ظل الإنتشار الواسع للوسائل والوسائط التعليمية المختلفة التي باتت في متناول اليد ولن يكلف الوصول إليها سوى التأشير على محرك البحث
ولاية وسط دارفور هي الأخرى ليست بمعزل عن ذلكم الفضاء الفسيح الثر بوسائل المعرفة ، ففي بادرة طيبة تعد الأولى من نوعها بمدينة زالنجي بل بالولاية أكملها تم إفتتاح مكتبة زالنجي الثقافية العامة بدعم كريم من منظمة الناس للناس وعدد من المبادرات الثقافية بالمدينة بغرض السمو بالمجتمع فكريا ومعرفيا.
الأستاذ علي محمد عيسى أمين مكتبة زالنجي الثقافية العامة قال في تصريح لـ(سونا) إن إفتتاح المكتبة تم بدعم مشكور من المنظمات وعدة جهات ، وأن المكتبة يوجد بها الآن عدد 800 كتاب من الروايات باللغة الإنجليزية ، العربية بالإضافة للمراجع وكتب الأحاديث الدينية وكتب تعليم الأطفال كما سيتم إنشاء مكتبة مرئية تعليمية خلال الفترة القادمة ، مضيفا أن هنالك ضوابط وضعت تنظم عمل المكتبة وستعارة الكتب واستخدامها عند التواجد داخل المكتبة بجانب لوائح وقوانين أخرى تنظم وتحفظ النظام بداخلها.
وأكد دكتور أديب عبدالرحمن يوسف مدير منظمة الناس للناس أن العلم والمعرفة هي الدوحة الأرحب والمقعد الميمون لانطلاق الشعوب في المجالات المختلفه وهو ما دفع لإنشاء هذه المكتبة التي ساهم فيها الكثيرين من بين تلك الجهات المساهمة مبادرة (أصنع فرقاً) بكتاب والتي قدمت أكثر من 700 نسخة أيضاً (دار عزة) وعدد من المبادرات الأخرى والأشخاص جميعهم قدموا أفكراً في كيفية تتطوير المكتبة فضلا عن دعم من الغرفة التجارية بعدد من كراسي الإجلاس
وقال دكتور أديب أن فكرة بناء المكتبة جاءت لخمسة أهداف هي أن تعمل في التعليم المستمر ، التثقيف ، السلام وحقوق الانسان بالإضافة للترفية العلمي للأطفال ، مشيرا إلى أن هنالك أفكار حول تحويل المعارف إلى علوم حتى تكون مملوكة للجميع بجانب كيفية تشغيل المكتبة ، لافتا إلى أن موقع المكتبة الحالي هو مؤقت وسيتم نقلها بعد تكوين مجلس إدارة للمكتبة الى موقع آخر.
كما تناول دكتور أديب جانب نقل فكرة المكتبة إلى المحليات وتكفلهم بالدعم المالي للشباب المتبرعين بالتوثيق لمدينة زالنجي وسكانها والعلاقات الإجتماعية التي تذخر بها ، ممتدحا جهود المتبرعين بالكتب للمكتبة والمساهمين في افتتاحها.
ممثل الشباب بالولاية الأستاذ هاشم محمد علي أكد أن مكتبة زالنجي الثقافية العامة الجديدة توفر للشباب المعرفة والإطلاع والمراجع كما تسهل من عمل الباحثين في الولاية وتقديم الحلول لكثير من المشكلات.
الأستاذ محمود البرجو عبدالكريم أحد الإعلاميين بالولاية أوضح أن المكتبات العامة تحتاج إلى وقوف ودعم مستمر من الجميع ورفدها بالكتب والمراجع الفكرة المختلفة ، مشيرا إلى فشل عدة مكتبات خاصة وعامة بالمدينة بسبب ضعف الدعم من قبل المنظمات والجهات الأخرى بالإضافة إلى ضعف الاقبال عليها ، وأضاف الأستاذ البرجو أن هنالك تراجعا ملحوظا في قلة القراءة والبحث عن المعلومة ، عازيا ذلك لعدة عوامل من بينها ضغوطات الحياة اليومية وغياب ثقافة البحث عن المعرفة جميعها صرفت الكثيرين عن الإطلاع.
إلى ذلك دعت الأستاذة تسنيم محمد عمر إحدى النساء اللواتي حضرن حفل الإفتتاح دعت الفتيات للإطلاع والقراءة حتى يعرفن حقوقهن وإكتساب المعرفة ، مناشدة الجهات المعنية بفتح مكاتب أخرى حتى تعم الفائدة للجميع ، مضيفة أن الإطلاع المستمير يعزز من معرفة الثقافات.
الأستاذ مدثر محمد أحمد رئيس الغرفة التجارية بالولاية وأحد محبي الإطلاع قال إن إفتتاح مكتبة عامة بزالنجي يعد طفرة كبيرة في التعليم والثقافة رغم تأخر قيامها وهي أول مكتبه بالولاية تمثل وعاء للتنوير والتعايش السلمي ، داعيا القائمين على أمرها بإنشاء مكتبة إلكترونية أخرى.
كما ناشد الأستاذ مدثر سكان مدينة زالنجي بالمساهمة بالمال والجهد والفكر حتى تكون المكتبة إضافة حقيقة للولاية التي تحتاج إلى كل أنواع التنمية ، كما دعا الجميع لزيارة المكتبة والإطلاع ، ممتدحا دور القائمين على أمر المكتبة وأجهزة الإعلام المختلفة بالولاية لتغطيتها لهذا الحدث المهم.
وهنا لابد من الإشادة بمثل هذه المبادرات التي تهدف إلى نهضة وتطوير الإدراك المعرفي والإطلاع وتجشجيعها وإبراز قيمتها للجميع حتى تشيع ثقافة القراءة والإطلاع إلى أقصى مدى ممكن لنساهم معا في إخراج جيل متسلح بالعلم والمعرفة يفكر في كيف ينمي قدراته ونهضة وطنه والقضاء على الأمية والجهل المتفشيين اللذين أقعدا بوطننا وحرماه من التقدم المنشود.