الحركة الإسلامية.. من يخلف كرتي

 

 

قال أمين عام الحركة الإسلامية علي كرتي إنه يرفض التجديد له كأمين عام للحركة الإسلامية خلال دورة جديدة ودعا إلى نقل القيادة “لجيل جديد” خلال مؤتمر الحركة المزمع انعقاده مطلع يناير ، لكن ثمة اسئلة ملحة وهي :كيف ستعقد الحركة مؤتمرها؟ وماهي أبرز الوجوه المرشحة لخلافة كرتي؟، وهل الحركة موحدة تجاه التعامل مع الواقع السياسي الحالي؟.

لا بديل

يقول الكاتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد إ|ن أمين الحركة علي كرتي يرفض التجديد منذ وقت وذلك لأسباب عدة أبرزها العنت والصعوبات التي واجهته أثناء عمله ويضيف لـ”السوداني” أن الرجل تحمل الكثير خلال الفترة السابقة لذلك فضل عدم التجديد له إضافة إلى أن كرتي نفسه يواجه بتيار رافض وجوده في هذا المنصب وظل الخلاف حوله قائمًا ويلفت عبد الماجد إلى أن القضية الآن ليست في مغادرة كرتي لمنصبه أو بقائه فيه وإنما في الاتفاق حول وجود رؤية محل إجماع لقيادة التيارات الإسلامية ويكون دلالة وجود مشكلة تتعلق بعدم وجود قيادات صف ثاني أو ثالث في الحركة إذ إن موضوع التوريث ظل ولسنوات طويلة مفقودًا داخل الحركة الإسلامية ولم يكن هناك أي تفكير في هذا الأمر لذلك ستكون هذه واحدة من أكبر المشاكل التي ستواجه عملية تقديم بديل محل قبول وإجماع ويمضي عبد الماجد إلى أن كرتي وعلى الرغم من وجود خلافات حوله إلا أنه يملك رصيدًا محترمًا وله كسبه في الحركة الإسلامية ووفقًا لذلك فإن له تيار يقدره ويحترمه وسط تيارات الحركة الإسلامية كما أن كرتي إذا أراد أن يستمر لمنصبه لعمل من أجل ذلك وحشد مؤيدين له لكنه أصبح زاهدًا في المنصب الذي خلق له الكثير من المشاكل .

ثلاثة تيارات.

ويواصل الكاتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد بقوله “الآن توجد داخل الحركة الإسلامية ثلاثة تيارات تقود خط تغيير أمين الحركة كرتي ويطرح كل تيار مرشحه ولكن القضية الآن ليست مغادرة كرتي لمنصبه إذ توجد تعقيدات وتحديات أكبر من ذلك وعلى رأسها مثلًا ضرورة توحيد الحزب والحركة إذ إنه وفي السابق كان يوجد الحزب والحركة والحكومة، الآن الإسلاميون فقدوا الحكومة وتبقى لهم الحزب والحركة، وفي رأيي الأهم الآن وجود رؤية بعد السقوط لأنه وحتى اليوم لا يوجد اتفاق على رؤية لما بعد سقوط النظام ، وتباينت المواقف حول تقييم من الأولى ..الحركة ام الحزب؟فبعض التيارات تقول ان الأولى الحزب لانه وعاء، واسع ويضم معظم تكوينات المجتمع السوداني وآخرون يرون العكس ويعززون موقفهم بان الحركة انتهت الى لافتات فقط .

أسماء مطروحة

وينوه عبد الماجد إلى وجود أسماء عدة مطروحة الآن لخلافة كرتي حيث دفعت المجموعات الثلاث أسماء وهي والي شمال دارفور السابق محمد عثمان كبر، ونائب رئيس الجمهورية السابق حسبو محمد عبدالرحمن ووزير الدولة السابق د. أحمد عبد الجليل الكاروري،ويوضح عبد الماجد ان الاخير الكاروري هو الاوفر حظا لورثة منصب كرتي. وحول كيفية انعقاد المؤتمر في ظل حظر نشاطها يرى عبد الماجد بان هذه ليست مشكلة ويمكن عقده في اي مكان.

لا بديل لكرتي.

وفي المقابل يرى الخبير في الجماعات الإسلامية د.محمد خليفة في حديث”السوداني “ان وصول محمد علي كرتي الى منصب الامين العام للحركة الإسلامية حدث في اجواء استثنائية وهي اجواء ما بعد ثورة ديسمبر لذلك الآن وجوده كان استثنائيًا وأي مؤتمر يعقد سيكون استثنائيًا لأن البلد الآن في حالة انتقال كما أن الحركة نفسها محظورة وكذلك الحزب الذي ينتمي له كرتي محظور، لذلك اي نشاط او قيام مؤتمرات سيكون استثنائيًا وفي أوضاع غير طبيعية، وفي رأيي هذا المؤتمر اذا انعقد سوف يسعى للتجديد لعلي كرتي ولكن الظروف الراهنة لن تساعد على قيام موتمرات بالمعنى المتعارف عليه وبشكل طبيعي وفي رأيي ستتم عملية انتخاب امين عام جديد ويضيف موضحا لكن سوف تكون الاسماء المطروحة جديدة “كليًا ” لم تظهر في الساحة السياسية او ساحة الحركة الاسلامية إذ ان طرح اسماء لقيادات معروفة سوف يلقي بظلاله السالبة وسط المجتمع السوداني ويذهب إلى اتجاه ان الحركة لم تجر اي مراجعات في عملها وما تزال الاوضاع داخلها كما هي قبل سقوط حكومة البشير لذلك اتوقع ان تطرح اسماء من الجيل الثاني او الثالث لكن وفق مواصفات محددة ابرزها يجب ان تكون لهذه القيادات المختارة القدرة على العمل تحت الارض وهذه الصفات في رأيي تتمتع بها قلة وسط الجيلين الثاني والثالث في الحركة الاسلامية. لكنه توقع ان لا يتم تغيير كرتي وسوف يواجه بتيار يتمسك ويصر على وجوده في منصبه الى حين انجلاء الامور حول التعامل مع الواقع الماثل الآن. يلفت محمد إلى أن رؤية الحركة الاسلامية هي اقرب لان تكون في الحد الأدنى من التوحد خاصة و ان المؤسسات لا تعمل بالطريقة الطبيعية ومع ذلك تبدو الحركة الاسلامية اقرب للتوحد للتعامل مع الاوضاع الراهنة اذ انه لم تظهر اي جيوب او انشقاقات داخلها او تسمى قيادات جديدة كما حدث وسط احزاب سياسية او تنظيمات دينية في السودان.

مؤتمر الشورى

وكانت الحركة قد عقدت مؤتمر الشوري فى مطلع يوليو الماضي، بسرية تامة، بمشاركة كبيرة من عضوية الشورى، وتم اختيار علي كرتي أمينًا عامًا للحركة، وناقش الاجتماع تقارير أداء مؤسسات الحركة الإسلامية والاستراتيجية الجديدة لأدائها في الفترة القادمة، واجاز تقارير مراجعات نقدية لتجربة الحركة في الفترة الماضية.

المراجعات النقدية:

مصادر بشورى الحركة الإسلامية كشفت فى وقت سابق لـ(السوداني) ،أن المراجعات النقدية التي للحركة لم يتم عرضها على أجهزة الشورى، وهي ماتزال آراء فردية أو لمجموعات صغيرة في العمل السياسي والتنظيمي .

 

موضحة أن الاجتماع أقر توحيد الإسلاميين، والحرص علي وحدة حزب المؤتمر الشعبي وضرورة تجاوز الخلافات التي ظهرت مؤخرًا، حتى لا تعصف بالحزب، مؤكدًا أهمية قيام انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية، وأن تكون الحكومة التي سيتم تشكيلها فيما تبقى من عمر الانتقالية حكومة تكنقراط .

المراجعات مستمرة:

وبحسب المصادر فإن اجتماع الشورى الذي انعقد قبل يومين سبقته عدة اجتماعات، وكانت تتم حسب الترتيبات المتفق عليها في هيئة الشورى التي تضع في حسابها أن القضية تهم الحركة الإسلامية، بالتالي لا يهمهم الرأي العام..

ماهي القضايا التي طرحت.

وبحسب المصادر أنه تم تشكيل لجنة قبل عامين وتقوم بمراجعات للحركة الإسلامية لمعرفة الجوانب المضيئة والسالبة، مؤكدة أن المراجعات مستمرة على مستوى القواعد والقطاعات إلى أن تأخذ إفادات كل المستويات وسيتم تلخيصها في كتب، لانها كثيرة ولن يسعها كتاب واحد .

شورى الحركة الإسلامية تمت في سرية تامة رغم أن العدد كبير، وهذا يدل على انه تم الترتيب لها بدقة عالية ،وان المجتمعين متفقون في إقامة الشورى وأجندتها، وأنهم تجاوزوا الخلافات التي كانت في الفترة الماضية، للتخطيط إلى المستقبل، والاستفادة من الأخطأ التي حدثت في الفترة الماضية .

شفافة وواضحة :

القيادي الإسلامي حسن مكي أوضح في تصريح سابق لـ(السوداني) أن الحركة الإسلامية لم تكن يومًا من الأيام حركة سرية، وكانت مكاتبها معروفة سجنًا وحرية، وقال بما أن جهاز الشورى اجتمع فكان من الافضل ان يتم الاعلان بتفاصيل الشورى حتى لو ادى الامر الى تضحيات أو اعتقالات .

 

وقال مكي الحركة الإسلامية ليست جمعية سرية وهي حركة كبير ويجب أن تكون شفافة وواضحة وتكشف من الذي يدير الأمر فيها وأعضاء مكتبها التنفيذي، وماهي أجندة المستقبل وغيرها، ولا يمكن إبراز دور الأمين العام فقط، مشيرًا إلى أن عضوية الحركة تريد معرفة التفاصيل خاصة في هذا الظرف الذي تمر به البلاد .

مراقبون أشاروا إلى أن الإسلاميين أفاقوا من الصدمة التي أصابتهم بعد سقوط نظامهم السياسي، واستفادوا من الأزمة السياسية الراهنة لترتيب صفوفهم والعودة إلى الساحة مرة أخرى، مشيرين إلى أنهم فاجأوا الساحة السياسية بإقامة مؤتمر الشورى، وعادوا للظهور علنًا .

إسلاميون تحدثوا لـ(السوداني) ورفضوا ذلك الاتهام وقالوا ” لم ولن نغيب، ولا يوجد سبب قانوني أو سياسي يمنعنا من الظهور “، لافتين إلى أن الحركة كانت تصدر بيانات مستمرة حول القضايا التي مرت بها البلاد في الفترة الماضية، لافتين إلى أن الأمين العام علي كرتي اجرى مؤخرًا مقابلة تلفزيونية أجاب فيها على كثير من الاسئلة التي تدور في أذهان المواطنين، معتبرين أن الإعلام لا يعني فرصة للإسلاميين، وهو مايزال محتكرًا للاحزاب التي كانت تحكم قبل انقلاب 25 أكتوبر

ابتعاد عن الأضواء:

نائب رئيس حركة الإصلاح الآن حسن رزق أشار في تصريح سابق لـ(السوداني) إلى أن الإسلاميين بعدوا عن الاضواء خلال الثلاث سنوات الماضية ليس لأنهم يشعرون بصدمة، لكن أرادوا الابتعاد حفاظًا علي تماسك السودان ولا يريدون الدخول في مواجهة الأحزاب التي تحكم البلاد .

مشيرًا إلى أنهم صمتوا على الحملة التي كانت موجهة ضدهم، وتعبئة بعض الاحزاب للشارع، موضحا انهم لم يستخدموا العنف رغم ان قياداتهم في المعتقلات ومايزالون، حفاظا على السودان، والا يكون مصيره مثل الدول التي شملها الربيع العربي .

 

 

وقال الآن المواطنون عرفوا الفرق بين الاسلاميين والاحزاب التي حكمت في الفترة الانتقالية والتي كان همها الكراسي، واصبحوا يقارنون بين الفترتين، واضاف : ان النظام السابق قام بانجازات رغم الحصار، في حين ان الاحزاب التي حكمت في بداية الفترة الانتقالية لم تستطع إنجاز مشروع مكتمل .

 

الخرطوم: سوسن محجوب

علي كرتي
Comments (0)
Add Comment