المجلس الإنتقالي للولاية الشمالية..(أنظر شمالا).. جهوية حميدة للتعويض والتقدم
صديق دلاي
بدعوة كريمة من نبتة ومن المخرج سيف الدين حسن وصلت للسلام رواتانا وتوقعت أن تكون مجرد دعوة دنقلاوية لتنهيض جغرافية محددة فوجدت عمامات الشمالية المعروفة , عالية مهندمة زاخمة المشهد والتطلعات , لم بكونوا من العوام أبدا بل هم من النوع الذي تمرس علي العمل العام والتنظيمي ومعظمهم من البروفات والقيادات الأهلية والمتخصصين في كل شؤن كثيرة
أطربني جدا الحزم والعزم والجدية لبدايات جديدة من أجل جغرافية محددة بشجاعة وبوضوح ومنهم من عمل في جبيت و زالنجي والفاشر وكتم ومدني وكوستي وجوبا و أروما ثم عادوا الي المنبع وبهم ذلك الحزن بعد فشل عام في لململة شمل الوطن لتعويض سنوات الغربة والعمل من أجل القومية المضاعة وهذا مسار أخر نعود له في مكان ثان
…المهم…
كان مؤتمرا نوعيا لإعطاء الولاية الشمالية بعضا من وقتهم المتبقي وقد صالوا وجالوا في جمهورية السودانية مترامية الأطراف وقد سبقتهم محاولات مثل الهيئة الشعبية لتنمية الشمالية الي كيان الشمال والي درع الشمال وفي بعضها روائح سياسية ويجمعها تلك الدموع علي ما فاتهم من أجل تنمية الشمالية كما فعل أخرين لجغرافيتهم بكونهم ظلموا ظلما واضحا
تفاوتت الكلمات مشجعة الخطوة وباعثة علي الأمل وكانت كلمات موفقة وليس بها أي ظلال سياسية , وتم عرض أغنيات من الشمال كما تم الترحيب بضيوف من الولايات الأخري من عمدة الجعليين والشيخ موسي هلال وتحدث من البجة نيابة عن ترك وطلب من المؤتمرين بالمحافظة علي وحدة السودان , و وقف علي المنصة رجلا أكد أنه يهوي التاريخ ومشي من المقرن وحتي مليط وتحدث عن عراقة الولاية الشمالية وكيف أن سيدنا موسي من عندهم كما وصف دخول الحضارة منهم وأشار بعمق الي أسرار جغرافية وتاريخ الشمالية مؤكدا أن السيد المسيح أيضا من مواليد الشرق الأوسط وكان يتحدث مع خواجة لإثبات أكثر من موقف
إمتلأ المكان برغبة مخلصة من أجل الولاية الشمالية وشهدنا دموعا لرجل سبعيني وتحدث نائب الوالي بلكنة نوبية وتمت إذاعة أعضاء المجلس الإنتقالي بعناية فائقة وكانت السيدة إشراقة سيد محمود في الصف الأول بكونها من الشمالية كما ظهر ابو القاسم برطم والحاج عطا المنان ولو كانا غيابا لخدما مؤتمر الشمالية بالسلام روتانا
واضح جدا أن عضم المؤتمر يتكئ علي خلفية أهلية جيدة والأعضاء المرشحيين للمجلس الإنتقالي هم من قيادات قديمة لها حصة في حل المشاكل ودعم التنمية ويجدون قبولا معقولا بينما الصحيح أيضا أن المجلس الإنتقالي محتاج لعمل علافات عامة جيد ليقرب من إبتعدوا عنه بحجة الريحة السياسية المتوقعة
جاء المؤتمر في ظل أزمة سياسية عميقة أفرزت ثقافة التفكير في طرح فكرة تقرير المصير كما فعل الشرق وقبله دارفور وكانت ولاية النيل الأزرق تحترق ببنيها وهي تعيش في زمن الحكم الذاتي وفي الإفراط والتشاكس في تناول الشأن السياسي في ظب ثورة ديسمبرالمجيدة وتداعياتها الأخيرة بعد فشل حكومتين وحاضنة وخصوم كان لهم حق الظهور في الحياة السياسية بعد إنتصار ثورة ديسمبر
هذا الواقع المرير مع ظاهرة الإنفلات الأمني والغلاء والندرة في أساسيات الحياة البسيطة مع إنهيار الدولة وموسساتها , كل ذلك خلق بدائل قاسية علي وحدة السودان وهي تحت الإختبار الأخير , وأقترح كثير من أبناء وقيادات الولايات داخل ولاياتهم الفرار من المركز والعودة الي الولايات منفصلة بإدارة ذاتية وقدم البعض أفكار الكونفدرالية او الفدرالية المستقلة لمقاومة فكرة تقرير المصير
وخلق التنافس بين الولايات أن تكون مفتوحة ومستقلة أيضا بشرطة وجيش مع مرونة في العلاقات مع المركز
وإن لم يحدث ذلك فقد ظهرت نشاطات بديلة كما حدث في مؤتمر الشمالية وإقتراح المجلس الإنتقالي للولاية الشمالية وهو خطوة متأنية نحو حكم ذاتي متوقع لو أنهارت التسوية القادمة مع فوضي مصاحبة ستزيد وتيرة الهرولة من المركز وستقوي فكرة المؤتمرات لتكوين مجالس للحكم الذاتي وهذا بالطبع نعي أليم لوحدة السودان
تقدم الشيخ موسي هلال الي المنصة وطلب طلبا واضحا بترديد التكبير والتهليل ومعروف هوية هذا النداء من ناحية ظلاله السياسية وإشاراته ولا نعرف كيف فكرة في هذا الطلب هل هو عفوا ام طلب مقصود ومدروس
كما أعطي موسي هلال في كلمته الحق لأهل الولاية الشمالية وهم الذين وصلوا لاي مكان لنشر التعليم والصحة وخدموا السودان بلياقة قومية مشهودة من كل الأجيال كما وصاهم علي وحدة السودان وهم الصرة والأساس المثقف من أجل قومية جديدة يشترك فيها الجميع و وضع وصية مهمة للذين يحكمون في هذه الأيام بالإبتعاد عن الإفراط
ومعروف جدا خلفية هلال الإتحادية وعلاقاته بكدباس وقوميته حينما وصل الي أقصي الشمال بوفد كبير من قيادات دارفورية أكرمتهم القري والفرقان وكان رحلة مهمة لم تجد حظها من التدوين والنشر
أنتهي المؤتمر بإعلان المجلس الإنتقالي للولاية الشمالية وتنتظرهم إتهامات مؤكدة بالظلال السياسية وتجاهل الأخرين من أبناء الولاية وسيجدون إحتاجات قوية من شباب الثورة بالولاية وبكونها دعوة فلولية وربما من هنا يبدأ عمل المجلس الإنتقالي بتخفيف الغبار من وجهه أولا وتقديم الفكرة بنفس أطول وعمل جماهيري أوسع إعتمادا علي سلامة الفكرة من أي إدانة سياسية