حاج ماجد سوار يكتب: المبادرة المصرية

من أجل الوطن (145)
___________________________________

المبادرة المصرية

في الأخبار أن مدير جهاز المخابرات المصري عباس كامل جاء في زيارة غير معلنة و التقى بالقائد العام للجيش رئيس مجلس السيادة و ببعض أطراف القوى السياسية حاملاً معه مبادرة مصرية للفرقاء السودانيين تدعوهم لحوار ( سوداني سوداني ) و ذلك على خلفية الرفض الواسع الذي قوبل به الإتفاق الإطاري الموقع في الخامس من ديسمبر الماضي بين المكون العسكري و ( قحت) المجلس المركزي من غالبية القوى السياسية السودانية و في مقدمتها الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة مولانا محمد عثمان الميرغني ، و قوى سلام جوبا عدا ( مالك عقار و الهادي إدريس) ، بالإضافة لقوى نداء السودان التي أعلنت مبكراً رفضها التام للتدخلات الأجنبية و ما تنتجه من خيارات و مبادرات !!

و رغم أنه لم ترشح أي تفاصيل عن المبادرة إلا أن مصر تدرك تماماً أن عدم إستقرار الأوضاع و تطاول الأزمة السياسية في السودان له إنعكاسات و آثار مباشرة على الأوضاع فيها لذلك فإن تحركها جاء إنطلاقاً من حرصها على مصالحها و أمنها القومي و لعل هجرة ما يقارب 5 مليون سوداني للإستقرار في مصر خلال السنوات الأخيرة ( حسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة IOM ) هو أحد تجليات الأزمة السودانية .

التحرك المصري في تقديري جاء متأخراً و قد أتاح غيابها الفرصة لتدخل دول أخرى ليست لديها خبرة و دراية كافية بتعقيدات الساحة السودانية التي تحولت للأسف إلى منطقة للمناورات و المؤامرات تسعى فيها عدة دول لتحصيل أكبر قدر من المكاسب دون مراعاة مصالح الشعب السوداني .

ثمة ملاحظة أخيرة على خلفية أن المبادرة حملها مدير جهاز المخابرات مما يعني بأن مصر ما تزال تتعامل مع ملف العلاقات مع السودان كملف أمني و لعل في ذلك إختزال لعلاقة إستراتيجية بين بلدين متجاوريين و يجمع بينهما الكثير في كافة المجالات و الأصعدة ، حيث كان من الأنسب أن يحمل المبادرة رئيس الوزراء ( كما فعل آبي أحمد في 2019 )
أو على الأقل وزير الخارجية .

عموماً نتمنى أن تراعي المبادرة المصرية مصالح الشعب السوداني و غالبية قواه السياسية و أن تؤدي إلى جمع الفرقاء السودانيين في مائدة حوار شامل دون إقصاء أو إحتكار أقلية تسعى لمصادرة حق الشعب السوداني و تريد أن تنفرد بتشكيل حاضره و مستقبله وفق رؤاها و أجندتها و خدمة مصالح دول اخري حاج ماجد سوار

Comments (0)
Add Comment