تتمتع شمال كردفان بإرث ثقافي ضارب الجذور نتاج للتنوع الذي تزخر به مكونات الولاية مما خلق إبداعا ثقافيا وفنيا متفردا جعل منها محطة أنظار المتابعين لجميع الفعاليات القومية التي تشارك فيها الولاية حيث الابداع والمبدعين والحضور المميز والجاذبية التي يحظى بها التراث الكردفاني بتنوعه فنا وادبا وتراثا راقيا.
نسلط الضوء في هذه المساحة حول مشاركة شمال كردفان في مهرجان التراث الثقافي بالمتحف الحربي بالخرطوم الذي حظي بمشاركة (10) ولايات في المهرجان بمناسبة اعياد البلاد بالذكرى 67 للاستقلال المجيد، وشكلت شمال كردفان حضورا كبيرا وبارزا في المهرجان بارثها المميز قدمت من خلاله إبداعات في العروض التراثية والشعر الحماسي والفنون الادائية ومعرض داخلي بصالة المتحف وأخر خارجي تمثل في المسكن الريفي، والتي تجلي في جميع هذه الفنون التراثية إبداع أبناء شمال كردفان.
في هذا الإطار قال الامين العام للمجلس الأعلى للثقافة والشباب والرياضة بشمال كردفان عبدالمطلب عبدالمتعال أن الدعوة وجهت للولايات عبر المتحف الحربي للمشاركة في مهرجان الثقافة والتراث بمناسبة احتفال البلاد باعياد الذكرى 67 للاستقلال المجيد حيث تم تشكيل البعثة من المكونات الثقافية التراثية وتكفلت حكومة الولاية بالدعم والتكلفة المالية.
وقال عبدالمطلب أن والي شمال كردفان وامين عام الحكومة والامين العام للمجلس الأعلى للثقافة ظلوا على اتصال ومتابعة للبعثة المشاركة باسم الولاية لابراز التراث الثقافي الذي تزخر به الولاية مؤكدا أن الحراك الثقافي والشبابي والرياضي سيجد الاهتمام والدعم والمتابعة من المجلس الأعلى للثقافة والشباب والرياضية تنفيذا للخطة الطموحة التي يعتزم المجلس تنفيذها هذا العام.
من ناحيته وعبر الهاتف في افادات من مدير الثقافة والتراث بالمجلس الأعلى للثقافة والشباب والرياضة بشمال كردفان رئيس بعثة الولاية المشاركة جماع المهدي جماع قال أن البعثة التي شاركت في الإحتفال قوامها (40) شخص شملت الفرق التراثية والمبدعين والتشكليين والشعراء والاداريين من المجلس، مضيفا أن المهرجان انطلقت فعالياته في الثلاثين من ديسمبر الماضي وتنتهي في السابع من شهر يناير الجاري، وقال جماع أن الولاية عبر يومها الثقافي المفتوح بصالة معرض الكتاب بالمتحف الحربي ومعرضها الداخلي والخارجي جذبت أنظار الجمهور الزائر والمهتمين بالشان الثقافي والتراثي.
في السياق قال مدير الثقافة والتراث أن الفنون الادائية قدمتها فرق الجراري والنقارة والمردوم بفرقة فنون كردفان بجانب فرقة ود ام عردة للطنبور للمبدع محمد صديق التي تم اختيارها لليوم الختامي، أما المعرض الداخلي بالصالة الذي تميز بالمقتنيات التراثية الكردفانية المادية وغير المادية وجناح المحاصيل والنباتات الطبية والعطرية التي ابدع في عرضها المختص د. يوسف جريقندي وأ. هاجر خليل، كما شهدت فعاليات المهرجان كذلك حضور أخر وجد المتابعة بتقديم نمازج من العزف على الربابة وأم كيكي قدمها المبدع موسى شيخ الربع والمبدعة منى حامد.
من جهته قال الإداري بالبعثة أحمد إبراهيم أن المعرض الخارجي، القرية التراثية (المسكن الريفي)، المتمثل في الركوبة والقطية والصريف مصحوبا بالبروش والمقتنيات التراثية شكلت لوحة زاهية لافتة ومحطة جاذبة لزوار فعاليات المهرجان مضيفا انه عرضت في القرية التراثية لوحة جميلة لطقوس ومراسم القهوة أبدعت في ابرازها التشكيلية ابتسام بشير، وفي جانب الشعر الحماسى تفرد الشباب مجتبى آدم ومهاد أحمد وكذا مطربة التراث نادرة بشير.
وفي منحى أخر من ابرز مكاسب الولاية ثقافيا استضافة الولاية للأمين العام للمجلس القومي للتراث وترقية اللغات القومية د. أسعد عبدالرحمن عوض الله والبروفسيور إسماعيل الفحيل صاحب ومدير بيت التراث السوداني اللذان تبنيا إعداد ملف ترشيح عنصر الطنبور بشمال كردفان للصون العاجل.
وبحسب افادات المشاركين من الولاية بالمهرجان وجدت العروض الثقافية والتراثية التي قدمتها وابرزتها شمال كردفان اشادة وإعجاب الحاضرين والمتابعين مما جعل الولاية علامة بارزة وسط ولايات السودان المشاركة في المهرجان. كما وجد المهرجان تغطية إعلامية مقدرة من القنوات والوسائط الإعلامية خاصة الابداع الكردفاني الذي عكس تنوعا تراثيا ثقافيا وابداعيا جذب المتابعين لفعاليات المهرجان الثقافي بالخرطوم.