اعتبرها البعض بدعة جديدة، فيما ذهب آخرون إلى أنها خطوة مواكبة توافق التطور الرقمي والإلكتروني الذي شهدته مناحي الحياة، وفي كلا الحالتين تعد كتابة رقم الحساب “بنك” أو غيره داخل كروت الأفراح ودعوات المناسبات بات أمراً واقعياً، وظاهرة أثارت لقطاً وجدلاً كثيفاً لايزال متواصلاً..
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي، السوشيال ميديا، مؤخراً؛ كرت دعوة تقليدي وضع صاحب مناسبة الزواج رقم الحساب أسفل البطاقة في رسالة واضحة للمدعوين بتحويل مبلغ المساهمة في “الكشف” حال تعثر الوصول لمكان المناسبة..
كتابة رقم الحساب في “كرت الدعوة” قسم الوسط الاجتماعي إلى نصفين ما بين مؤيد ورافض للفكرة وتقول “أماني ميرغني” : إن كتابة رقم الحساب بنكك في كرت الدعوة محرج جداً، لأنه يشير بوضوح إلى أن صاحب المناسبة يبحث عن المال أكثر من المشاركة العينية، وهذا يؤكد أن العلاقة الاجتماعية أصبحت استثماراً، وهذا غير موضعها..
وقال “إبراهيم بشير” الملقب بالبرت : إن وضع رقم الحساب في كرت الدعوة بدعة ومواكبة في نفس الوقت، وأشار إلى أن المناسبة الهدف منها التواصل الاجتماعي وتلاقي الأهل والأصحاب والمعارف أكثر المفهوم المالي الذي يأتي في الغالب طوعاً وليس فرضاً كما جاء في كرت الدعوة..
ويرى الموظف “حسن عمر” أن الخطوة المبتكرة تواكب التطور الإلكتروني والتقني ولكنها في نفس اللحظة تكشف جانباً آخر فيه شيئ من الإحراج، لأن رقم الحساب يؤكد إصرار صاحب المناسبة على مشاركتك المالية أكثر من حضورك..
أما “عبدو محمد” ضحك وقال : والله دي بدعة جديدة، في السودان أصبحنا كل يوم نشهد ونسمع بأشياء مدهشة، أهم شيء في مناسبات الأفراح هذه هي لمة الأهل والأصدقاء والإخوان حول صاحب المناسبة وتقديم الدعم المعنوي والوقوف بجانبه، وحتى المشاركة المادية تأتي طوعية بقصد المساعدة، ولكن عندما يتم كتابة رقم بنكك؛ يعني أن الشخص أسقط كل الحسابات الاجتماعية والشخصية واستغنى عن الناس..
ويعتقد “محمد آدم” أن الفكرة مواكبة للتطور الإلكتروني الذي أصبح جزءاً من حياتنا، وكتابة رقم الحساب بنكك في الكروت يمكن أن يقصر المسافة بين الطرفين خاصة في حالة بعد المسافة أو ظروف المدعو التي تحول دون الوصول إلى مكان المناسبة، وطبعاً المعروف أن المناسبات هي المشاركتين العينية والمادية، فإذا لم تقم بالأولى عليك تسديد فاتورة الثانية ولا أرى مشكلة في ذلك طالما الهدف من العملية المساهمة..
وأكد “أمجد” صاحب محلات تجارية أن كتابة رقم الحساب في كرت الدعوة ليس فيه إحراج وإنما هي مواكبة وخطوة عملية جداً تختصر الكثير من الزمن والمسافة، وتخيل أن شخصاً عزيزاً قدم لك دعوة في مدينة يكلفك السفر إليها مبلغاً طائلاً؛ فبدل السفر يمكن أن ترسل المبلغ في رقم الحساب مشاركة وترسل التهاني في رقم الواتساب وتكون بذلك شاركت بشكل حضاري ومواكب، إذاً أين الحرج و المشكلة في ذلك؟..