محمد طلب يكتب: يللا وتعال يللا نهاجر في بلاد الله

نحن أهل السودان بنا من طيبة القلب ما بنا والانطباعية أصيلة عندنا نغضب إلى حدٍ بعيد نتيجة انطباع أولي بسيط، ونفرح حد الدهشة نتيجة انطباع بسيط أيضاً نضحك ونبكي لذات الفكرة أو عليها ونركض خلف (اللاشيء) مثلما يحدث الآن في السودان دون وعي وبحماقة وفي ذات الوقت نحس أن (اللاشيء) يركض خلفنا ليدمرنا فنموت ونحن نركض إلى لا شيء، ومنه ومعظم نهاياتنا حزينة عدا قلة قليلة أدركت كنه الأشياء وجمالها فمتعت نفسها ومن حولها وما زلنا نجهل ذلك..
كتبت مقالاً بعنوان (الوصية) أغنية المرحوم محمد وردي (العصية) فوجد المقال ما وجد سلباً وإيجاباً ورأيت أن أواصل في ذات الاتجاه وليكن ما يكن فأنا أطرح فكرة ورأي (متذوق) وليس متخصصاً لعله يحرك النوم العميق لأهل التخصص وخروج العامة من (المتذوقين) عن تلك الانطباعية التي تفرضها ظروف معينة كونت هذا الوجدان المضطرب..
تنتشر هذه الأيام عبر الإعلام ووسائطه المختلفة حديث وتقارير عن دراسة علمية أمريكية أثبتت أن السودان يرجع اليه أصل البشرية الموجودة على هذا الكون الآن وأن الإنسان بدأ هجرته من أفريقيا وتحديداً السودان إلى بقية العالم الجديد ابتداءً الى قارة آسيا القريبة، ثم أوربا وبقية العالم..
الهجرة عند أهل السودان قديمة قدم التاريخ نفسه، وشهد السودان الحديث بحدود ما قبل الانفصال استقراراً وهجرات داخلية كبيرة كونت مدن السودان الكبيرة الموجودة الآن في الشرق والغرب والجنوب ووسط السودان والجدير بالوقوف عنده أن معظم هذه الهجرات من أرض الهجرة الأولى أي شمال السودان وهذا أيضاً يحتاج لدراسات كبيرة وعميقة..
إلا أن الهجرة المتبوعة بأمل العودة زادت في أوائل السبعينيات إلى دول الخليج أو ما عُرف (بالاغتراب) البترولية..
إلا أن سنوات الإنقاذ شهدت هجرات كثيفة في الاتجاهين من والى السودان بدأت برحيل الأقباط والمسيحيين من السودان إلى استراليا وأوربا وأمريكا، كما شهدت أيضاً عودة أعضاء الحركة الإسلامية السودانية ودخول الحركات الإسلامية من الدول العربية وغيرها للسودان ونيلهم جنسيته حتى آخر أيام الإنقاذ..
دعونا من كل ذلك ولنعد للمرحوم محمد وردي وهجراته المختلفة والطويلة..
أظن أن رحلة محمد وردي الفنية لم تجد حظها الكافي من الدراسة العلمية العميقة على وجه الخصوص في رحلته مع شعراء كلمات أغانيه وتنقله من نصوص ما أسميه (الذاتية والأنانية) إلى نصوص (نكران الذات والشعبوية) أو ما يعرف بالأغاني (الثورية والوطنية) وَما شابهها من (الرمزيات) والجدل حولها وهذا مجال يحتاج لأهل البحث والتخصص والحيادية أكثر من غيرهم.
ولكن ما علاقة كل ذلك بعنوان المقال الرئيس (إطلالة بين نصين) هذا إن شاء الله ما سنتعرف عليه في المقال القادم ومقارنة بين (أنانية) نص أغنية وردي (يللا وتعال يللا نهاجر في بلاد الله) في دعوته للحبيبة الأنثى وأغنية مصطفى سيد أحمد ودعوته – (الجماعية) (نحن) مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة) رغم أن بينهما اشتراك نوجزه في العنوان التالي:
(والله نحن مع الطيور) & (ونعيش زي ما الطيور بتعيش)
وأخشى ألا يكون المقال القادم (كلام الطير في الباقير).
سلام

Comments (0)
Add Comment