قال رئيس المجلس التنسيقي لسد النهضة الدكتور أرغاوي برهي، إن إثيوبيا غير معنية بالاعتراف بالحقوق التاريخية لمصر والسودان في نهر النيل، لأنها جاءت نتيجة “اتفاقات استعمارية قديمة” لم تكن إثيوبيا حاضرة فيها.
وأضاف برهي خلال مقابلة مع برنامج (المسائية) على قناة الجزيرة، مساء السبت، أن مصر تريد أن تحافظ على حصتها القديمة في مياه النيل البالغة 55 مليار متر مكعب، وذلك بناء على اتفاق تم التوقيع عليه مع بريطانيا خلال الفترة الاستعمارية، وهي الحصة ذاتها التي تم تأكيدها في اتفاق لاحق مع السودان.
وأوضح برهي أن اتفاق إعلان المبادئ الذي تم توقيعه عام 2015 بين مصر والسودان وإثيوبيا، يُمثل “إطارا عمليا يقوم على رؤية منطقية وعاجلة لتقسيم حصص المياه بين الدول الثلاث”، وأن إثيوبيا ملتزمة بروح هذا الاتفاق.
وكشف رئيس المجلس التنسيقي لسد النهضة أنه “بناء على تقييمات المهندسين في السد، فإن الأعمال ستنتهي خلال العامين المقبلين”، مشددا على أن الملء النهائي للسد المقدَّر بـ70 مليار متر مكعب سيكون خلال هذه المدة المحددة.
وبشأن ما أثير عن مخاوف المصريين وإمكانية اللجوء إلى خيارات جديدة، أوضح برهي أن إثيوبيا لا تكترث بالتهديدات، وأنها بصدد الدفاع عن حقوقها المائية وفق القانون الدولي، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب نفسه هدد بقصف السد.
وشدد برهي على أنه لا مجال لخوف المصريين من توقف تدفق مياه النيل خاصة خلال سنوات الجفاف، قائلا “الشعب الإثيوبي ليس شعبا أنانيا، ومصر تبقى دولة صديقة، ولن نسمح بأن تضرب المجاعة مصر والسودان، وسنعمل على الحد من أي مشكلات من هذا النوع”.
وأضاف أن إثيوبيا تعي جيدا أهمية نهر النيل بالنسبة لمصر والمصريين، وأن سد النهضة “لا يُمثل تهديدا وجوديا لدول المعبر والمصب، والمياه ستتدفق إلى السودان ومصر حتى بعد الانتهاء من تركيب جميع التوربينات”.