محمد هارون عمر
شذرات الفكر
أثر اندماج جيوش الجبهة الثورية على الجيش السُّوداني
باستقراء واستقصاء الحلول الأممية للأزمة السياسية السودانية ومن خلال العملية السياسية الراهنة التي أفرزت الاتفاق الإطاري الحالي.. تبرز عدة حقائق موضوعية ماثلة للعيان وهي ضرورة وحتمية الجيش الواحد، اندماج كل جيوش الإثنيات فيه ليكون جيشاً واحداً بعقيدة قتالية وطنية.. هذا رأي يجد الإجماع في الداخل والخارج.. وفور تنفيذ الإطاري ربما تبدأ خطوات الدمج التي قد تتعثر وتتعقد.. بعض الجبهات تدري أن قوتها في جيشها لأنها لا تملك قواعد شعبية بعد إخفاقها في التعاطي الإيجابي مع الواقع السياسي الانقلابي، آليات الدمج تحتاج لحصافة وذكاء فني وإداري.. قبل الدمج ينبغي غربلة كشوفات الضباط لكيلا تجد القوات المسلحة من بين ضابطها فاقد تربوي شبه أمي، ما أكثر تفشي الأمية بين تلك القوات، فالجبهات لا تشترط التعليم للجندي أو الضابط فقط الولاء معظمهم من إثنيات الهامش، وهي تحتاج لغسل للأدمغة من النزعات الإثنية العنصرية، يحتاج الجنود والضباط للتدريب والتأهيل، فمعظم هذه الجبهات عسكرية شكلاً ومدنية مضموناً.. يحتاجون لدراسة القوانين واللوائح العسكرية إذا لم يتشدد الجيش، في قواعد الدمج، سيتحول إلى جيش مترهل فاقد للضبط والربط (ملكي) ينعدم فيه الانضباط.. كما لا يمكن قبول هذا الكم الهائل من الجحافل إذا اُستوعبوا كلهم لصار الجيش يناهز المليون أو أكثر وهذا ما لا تتحمله الميزانية الهزيلة، هناك جنود من دول الجوار (مرتزقة)، لابد من إبعادهم قبل الدمج وألاّ يسمح لهم بالانخراط في سلك الجندية السودانية قيادات الجيش السوداني هي المناط بها هذا الأمر الجلل مع مشاركة رمزية، لقيادات من الجبهة الثورية التي تصدعت بعض الإطاري، وظهر هناك قادة وطنيون في الجبهة الثورية يمكن أن يذللوا بعض الصعاب.. عموماً الحل في جيش واحد لتنتفي وتنتهى النزعة الإثنية في الجندية.. ذوبان واندماج كامل مع قطع الصلة بتلك الجبهات المؤدلجة لكيلا يتم تسييس الجيش تارة أخرى فينقضّ على السلطة المدنية بدل حمايتها. هذا الأمر معقد وصعب، يحتاح لعزيمة وإرادة ولحسن نية ووطنية ودراية وفق فهم ووعي عسكري استراتيجي عبقري ووطني..