أغلق أنصار رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة جناح محمد الأمين ترك أمس، طرقاً حيوية في شرق السودان رفضاً للاتفاق السياسي النهائي المُرتقب، بوقتٍ أعلنت قيادات سياسية عن اتجاه لتشكيل حكومة إقليمية في المنطقة.
وكانت القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري حددت الأول من أبريل الجاري موعداً للتوقيع على الاتفاق النهائي الممهد لنقل السُلطة للمدنيين، لكن الخلافات بين الجيش والدعم السريع تسببت في تأجيل الموعد.
وشمل الإغلاق الطريق القومي الرابط بين العاصمة السودانية الخرطوم وبور تسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر عند منطقة “العقبة” بوضع حواجز من الحجارة وإشعال النار على الإطارات، فضلاً عن الطريق القومي الواصل بين كسلا والبحر الأحمر.
وقال نائب مسؤول الشباب في المجلس محمد سيدنا بحسب “سودان تربيون” إن “أعداداً كبيرة من مواطني الإقليم استجابوا لدعوة الناظر ترك ونفذوا الإغلاق المحدد له يوماً واحداً رفضاً للسياسات التي تتبعها قوى المركز”.
ونوه إلى أنهم أخطروا لجنة أمن ولاية كسلا من قبل بالإضافة إلى غرفة البصات السفرية والتي قال إنها تجاوبت معهم وتفهمت مطالبهم.
وأشار إلى أن المحتجين أقاموا عدداً من الحواجز لمنع عبور المركبات.
لكن الناشط في منظمات المجتمع المدني بولاية البحر الأحمر خالد محمد نور قلل من تأثير الإغلاق الذي نفذه مؤيدو المجلس الأعلى للنظارات وقال بحسب “سودان تربيون” إنه ليس هناك أثر للإغلاق على مستوى بورتسودان حيث تعمل الموانئ والمطار ومؤسسات الدولة باعتيادية وكل الطرق الداخلية والمواصلات للمحليات مفتوحة وحركة السير طبيعية، كما في حال ولايتي كسلا والقضارف.
وأضاف: “لا يمكن اعتبار ما جرى إغلاقاً، بل هو تهديد، والإغلاق تم في منطقة واحدة بولاية البحر الأحمر ومثلها في ولاية كسلا، كما أن غرفة البصات السفرية أوقفت رحلاتها في وقت سابق”.
وأشار إلى أن المُلاحظة الخطيرة هي ظهور مسلحين في التروس المقامة على الطريق القومي، علاوة على قلة عدد المشاركين في الإغلاق حيث لا يتجاوزون العشرات في أفضل الأحوال.
من جهته كشف رئيس الجبهة الشعبية المتحدة والقيادي في ائتلاف الكُتلة الديمقراطية الأمين داوود “سودان تربيون” عن اتجاههم للتعامل مع خيارات جديدة لمناهضة الاتفاق الإطاري بما في ذلك العصيان المدني في شرق السودان وتشكيل حكومة إقليمية في المنطقة.
وقال إن قيادات ولايات الشرق الثلاث في اجتماعات مستمرة لتحديد الخيارات للتعامل مع المجموعات الساعية للسيطرة على القرار السياسي في البلاد وتابع: “يجب على موقعي الإطاري عدم فرض أجندتهم على شعب الشرق الذي يجب أن يمنح تمثيلاً حقيقياً في السلطة المركزية”.
وقاد مجلس البجا، قبل أن تضربه الانشقاقات، عملية إغلاق الإقليم المؤدي إلى موانئ البلاد على البحر الأحمر، قبيل الإطاحة بالحكومة الانتقالية المدنية، في سياق الاحتجاج على مسار شرق السودان المضمن باتفاق السلام (جوبا – أكتوبر 2020).