بقلم: حسين محمد علي
* غدت ظاهرة حرائق النخيل بالولاية الشمالية من الظواهر التي أرقت مضاجع الأسر خاصة بعد فقدان العمود الفقري لاقتصاد الأسر بالولاية الشمالية.
* وحملت أخبار هذا الأسبوع حرائق للنخيل بمحليتي مروي والقولد بالضفة الشرقية للنيل الأمر الذي أزعج كثيراً من أصحاب هذا المورد المهم.
* وجاء في خبر محلية مروي ما نصه: (اندلع حريق هائل بمنطقة أبو دوم بمروي، مما أسفر عنه خسائر كبيرة في أشجار النخيل والمغروسات.. وبذل أهالي المنطقة والمناطق المجاورة وإسناد قوات الدفاع المدني جهوداً كبيرة في السيطرة على الحريق والحد من انتشاره، فيما ساعدت شدة الرياح على انتشار النيران وتمددها في مساحات واسعة، حيث شوهدت ألسنة اللهب وتصاعد الدخان الكثيف من مسافات بعيدة.. هذا وتم فصل التيار الكهربائي عن منطقة الحريق.. الجدير بالذكر أن ظاهرة تكرار حرائق النخيل والمغروسات بالولاية الشمالية عامة ومحلية مروي بصفة خاصةً أصبحت هاجساً يؤرق المزارعين والسلطات على حد سواء وذلك جراء الخسائر المادية الفادحة التي تخلفها الحرائق للنخيل والمغروسات التي يعتمد عليها معظم الأهالي في حياتهم المعيشية).
* انتهي الخبر.. غير أن الملاحظ في أمر حرائق النخيل أن معظم الأسباب متعلقة بعملية النظافة.. ذلك أن عدداً من المزارعين يعمد إلى حرق الجريد اليابس وبعض تراكمات الأشجار دون أخذ التحوطات اللازمة والمتمثلة في البعد عن أشجار النخيل وأن يكون مكان الحريق قريباً من مجري المياه حتى تتم السيطرة سريعاً.
* الأمر الثاني المتسبب في (حرائق) النخيل هو الإهمال الكبير من قبل عدد واسع من المزارعين لأمر النظافة، حيث تحتاج أشجار النخيل من وقت لآخر إلى نظافة النخلة من الجريد اليابس ومحتوياته التي تساهم في اشتداد النيران في حالة الحرائق.
*علاوة على أن معظم أصحاب النخيل أصبحت تجمعهم فرصة (حصاد البلح) فقط مع مغروساتهم.. بمعمى أن الغالبية الأعم من أصحاب النخيل استوطنوا في مدن أخرى ولا يأتون إلى نخيلهم إلا عند الحصاد وبذلك تكثر الأشجار المليئة بالجريد اليابس وهذا من الأسباب أيضاً.
* ومعلوم أن إنتاج النخيل يعتبر من البدائل الإيرادية لرب الأسر في تسيير اقتصاد المنزل بعد الحرفة الرئيسية لرب الأسرة والذي يسهم في مصروفات المدارس والسفر إلى الجامعات وما إلى ذلك.
* ولا تقل شجرة النخيل في سعرها في الوقت الحالي عن الـ(٥٠٠) ألف جنيه للنخلة الواحدة.
* وهناك مثل شائع لدى أهلنا في الشمال (إن زراعة ثمرة النخيل يدرك إنتاجه صاحبه قبل ابنه)، بمعنى أن النخيل بعد غرسه يبدأ في الإنتاج بعد أربعة أعوام فقط.
* وأذكر أنه عند تشييد سد مروي كان على الحكومة أن تدفع تعويضاً لأهل أمري والحامداب بسبب غمر المياه لمغروساتهم.
* والشاهد في الموضوع أن عملية التعويض جعلت معظم أهالي الحامداب ومروي يؤدون فريضة الحج في ذلك العام في (٢٠٠٦) تقريباً، وذلك نتيجة التعويض الجيد لما فقدوه من أشجار كانت مغروسة.
* نقطة سطر جديد:
_ العلاج الأمثل لتفادي حرائق النخيل بيد المزارعين وهو يتمثل في الابتعاد عن الحرائق وسط المزارع.
* اغلق الصفحة:
_ حريق نخلة .. خسارة مورد مهم.