ينشد الهلال استعادة صدارة الدوري الممتاز عندما يستضيف الزومة مساء اليوم في مباراة مؤجلة من الجولة الأولى لمسابقة الدوري الممتاز، وخاض الفريق تدريبيه عقب عودته من العاصمة المصرية القاهرة، بعد أن أدى مباراته أمام الأهلي المصري في الجولة السادسة من منافسات المجموعة الثانية لرابطة أبطال إفريقيا، والتي أعلنت وداع الفريق للمنافسة رسمياً مكتفياً بحصوله على المركز الثالث في مجموعته.
وينشد الهلال استعادة صدارة الدوري بعد أن أزاحه المريخ مؤقتاً، ويرغب الأزرق في تحقيق الفوز في مباراة اليوم من أجل الوصول للنقطة 50. وسيدفع فلوران أبيينغي بمجموعة جديدة عوضاً عن المجموعة التي خاضت مباريات الأبطال وٱخرها المباراة أمام الأهلي المصري التي ودع الفريق على إثرها البطولة.
وبالمقابل يأمل الزومة استغلال ظروف الهلال وتحقيق الفوز عليه والتقدم خطوة في لائحة الترتيب.
***
تداعيات وردود أفعال وداع الأبطال تتواصل في الهلال ببيان عاصف
أصدر مجلس إدارة نادي الهلال بياناً عاصفة أمس (الثلاثاء) بسبب الأحداث التي رافقت مباراة الفريق أمام الأهلي المصري في الجولة السادسة من منافسات المجموعة الثانية لرابطة أبطال إفريقيا، وجاء في البيان “لقد تابع العالم بأسره عبر الفضاء الإسفيري الأحداث المؤسفة التي شهدها استاد القاهرة الدولي ليلة لقاء الهلال العظيم بالنادي الأهلي القاري، وهي الأحداث التي غذاها – مع سبق الإصرار والترصد – جمهور النادي الأهلي المصري بخروج غير مسبوق على الروح الرياضية. والانحدار إلى الإسفاف وإعلاء الخطاب العنصري البيض، وممارسة خطاب الكراهية والاستعلاء الوهمي بغية تحويل الملعب إلى ساحة حرب.
لقد انحدر جمهور الأهلي المصري عشية ذلك اليوم الحزين! إلى الدرك الأسفل من العنصرية التي حاربتها ولا زالت تحاربها لوائح وقوانين الرياضة على المستويات المحلية والإقليمية والقارية والدولية.
وعلت الهتافات المسيئة وخطاب الكراهية الحاقدة لتصف لاعبي الهلال وإدارتهم وجماهير الشعب السوداني صناع الحضارات وبناة القيم النبيلة السامية بالعبيد وأولاد الوسخة، إلى جانب هتافات قاع المدينة التي يعجز لسان الإنسان السوي ويتعفف عن ذكرها عموماً وفي هذا الشهر الفضيل على وجه الخصوص.
لقد اتضحت معالم هذه الفضيحة الأخلاقية والسلوك العنصري البغيض وإعلاء شأن خطاب الكراهيه في الأيام التي سبقت المباراة. فقد زرعت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المصرية بذور هذه الفتنة وروجت لها بنفس الشعارات التي رددتها جماهير الأهلي في الملعب، وواضح أنه كانت هناك بروفات على هذه الإساءات وخطة محكمة لشل حركة لاعبي الهلال والطاقم الإداري داخل وخارج الملعب. وعبر الاعتداء الآثم على لاعبي الهلال لفظاً وجسداً وإعاقة سير البعثة الإدارية والجمهور عبر التهريج المبتذل وقذف قوارير المياه الفارغة في ظل قصور حماية العناصر الأمنية للبعثة والتي ظل البعض من أفرادها يردد نفس الهتافات المسيئة ؛ التي إن دلت على شيء؛ فإنما تدل على خواء فكر أصحابها. لقد ظل إعلام النادي الأهلي يعزف على وتر الكراهية البغيض والعنصرية المدمرة قبل فترة طويلة، وكان واضحاً أن هذا الإعلام العنصري المضلل يسعى من ذلك إلى إفساد الرياضة بالعنصرية والكراهية البغيضة .
لقد استشعر مجلس إدارة نادي الهلال هذه المؤامرة القميئة التي أعد لها بعيداً عن قواعد اللعب النظيف، والتي نسفت العلاقات التاريخية الممتدة بين الهلال والأهلي والتي بناها وحرص عليها إداريون يعرفون قيمة مابين الناديين، ومن قبل ذلك مابين الشعبين من علاقات توادد وترابط نسجها التاريخ وغذاها نهر النيل العظيم وهو ينحدر من جنوب الوادي مهد الحضارات والقيم السامية إلى الشمال الجغرافي، وقام مجلس إدارة نادي الهلال، ومن فترة مبكرة بمخاطبة الكاف محذراً من عواقب ما سيحدث، مدعماُ ذلك بشواهد كانت واضحة تشير لخطاب الكراهية والعنصرية والإساءات البذئية وطالب الكاف بلعب المباراة خلف الأبواب المغلقة مع توفير الحماية لبعثة الهلال وهو ما رفضه الكاف .
ولأن ما حدث تجاوز الهلال الكيان إلى السودان الشعب العظيم؛ فإننا في مجلس إدارة نادي الهلال لن نألوا جهداً ولن ندخر وسعاً في رد اعتبار الهلال والسودان بصورة لا لبس فيها ولا غموض. ونناشد ونأمل أن تحذو حذونا الدولة السودانية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب بإدانة العنصرية التي تعرض لها الشعب السوداني ممثلاً في فريق الهلال وجمهوره ومطالبتهم بما يرد الاعتبار.
ونود أن نشير في هذا الصدد إلى أننا ومنذ السبت الأول من أبريل وهو اليوم الأكثر حزناً في تاريخ كرة القدم على الإطلاق، قد شرعنا في رد اعتبار الهلال والسودان. وفتحنا قنوات الاتصال مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وسنقدم إليه الشكوى التي يعكف على صياغتها خبير قانوني ضليع ومن فطاحلة خبراء القوانين الرياضية على مستوى العالم، بالإضافة إلى محامي الهلال بلوزان. لقد تمت ترجمة كل هذه الألفاظ النابية والهتافات الساقطة التي تعكس خواء فكر ومستوى جهل من رددوها وتم توثيقها بكل اللغات، وستكون في الساعات القليلة القادمة على طاولة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والاتحاد الدولي (الفيفا).
ولأن مسألة أن تعير شخصاً بلونه أو بسماته، ووصفه بالعبودية لاتقف عند حد السودان، و تشمل كل القارة الإفريقية دون استثناء فإننا على تواصل مع الأندية الإفريقية المحترمة التي تشارك في بطولة الأندية الأبطال والكونفدرالية وسنفيدها كتابة وعبر زيارات مكوكية وبلغاتها المختلفة برأي جمهور الأهلي العنصري في إفريقيا وأهلها وأنديتها. إن العنصرية لدى الفيفا جريمة تستحق العقوبات المغلظة، ولا تسامح معها ولا تعايش؛ لأنها تهدم الأساس المتين لكرة القدم التي خلقت لتجمع لا لتفرق. ولم ولن تتردد الفيفا في فرض أقسى وأقصى العقوبات على مرتكبي هذا الجرم البشع والشنيع. وستصلها الشكوى المدعومة بالفيديوهات والأدلة والبراهين القاطعة.
إنه لمن المؤسف أن يكرر جمهور الأهلي بشاعة ما ارتكب من فظائع عنصرية عام 2018م أمام فريق الحرية الغيني؛ مما أدى إلى فرض عقوبة مالية على النادي الأهلي مع عقوبة اللعب بدون جمهور لمباراتين مع وقف التنفيذ. وأهم ماورد في تلك العقوبة هو حث النادي الأهلي على رفع وعي جمهوره المنفلت بمآلات الخطاب العنصري وإعلاء قيم الكراهية.ولكن ومن قرائن الأحوال يبدو أن هذا الجمهور ينطبق عليه البيت القائل (بذلت لهم النصح بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد) والذين هم بهذا الغل والحقد لن يستبينوا النصح أبداً.
نطمئن جماهير الهلال العظيم وجماهير الشعب السوداني عامة بأن علاقتنا بالنادي الأهلي المصري لم تعد كما كانت، ولن يغمض لنا جفن حتى نسترد حق الهلال والشعب السوداني كاملأ غير منقوص، بالسعي إلى فرض عقوبات مغلظة على الأهلي وجماهيره.
لقد انتهت مباراة كرة القدم ولكن البذاءة والإساءة والوقاحة لن ينتهي أمرها إلا باسترداد الحقوق كاملة غير منقوصة . فنحن عبوديتنا خالصه لله رب العالمين ونحن الأكرمون طالما كان الأكرم عند الله هو الأتقى وقديماً قيل (إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل”.