بقلم: علي يوسف تبيدي
تمر الذكرى السابع عشر لرحيل الزعيم الاتحادي الكبير والسياسي الصوفي المعتق الشريف زين العابدين الهندي وما أحوج بلادنا في هذا الظرف الدقيق والعصيب إلى فكره الثاقب ووطنيته الفذة وسحره المتألق، فقد السودان برحيله حادي الحرية الصادق والقديس الرافض للمناصب، القنوع وصاحب المبادرات السياسية اللامعة، فقد بنى تصورات وبرامج في الحقل العام تصلح لتطوير الأمم إلى مصاف راقية وتقدم الرخاء والرفاهية والهناء للشعوب على طبق من ذهب، فقد ظل الوطن أولوية قصوى في حياة الشريف زين العابدين وفكره وطموحه وأمانيه، كم تنزه عن سفاسف الأمور وكم ابتعد عن بريق الصولجان، فقد كان صادقاً مع النفس والجماهير، فقد جعل الحركة الاتحادية في خدمة السودان والمواطنين ومن هنا جاءت مبادرة الحوار الوطني الشعبي الشامل بلسماً للمسرح السياسي الذي كان يعاني يومذاك من غلظة الإنقاذ وغلواء المعارضة حيث اختار الطريق الثالث الذي يحفظ البلاد من ويلات التمزق والانشطار، مبادرة عاتية وكريمة قائمة على وحدة السودانيين ونزع فتيل الاقتتال بينهم وقبساً للبناء والتطوير والعفة ولما امتطى جوادها الانتهازيون تركها لهم ووقف في تلة عالية ينظر إلى سواءتهم وأفعالهم الوضيعة!!.
كانت وصايا الشريف في أيامه الأخيرة العمل على وحدة الاتحاديين مهما كانت التكاليف ووضع السودان في حدقات العيون وإفشاء السلام والمحبة في ربوعه والنهوض بكنوز الوطن الكثيرة في الزرع والضرع إلى آفاق رحيبة من خلال قدرة الإنسان السوداني الحر الذكي.
مناقب الشريف زين العابدين تطول لا تحصى ولا تعد فقد كانت حياته الوضاءة صوناً للوطن والحركة الاتحادية والمعاني السامية والنبيلة، وطالما ظل الفقيد يمثل جداراً عالياً يصد الأذى والبغي والفتن والكوارث فهو سليل دوحة شريفة من أسلاف الغر الميامين.
في ذكرى رحيله السابعة عشر يظل غيابه غصة في الحلق وآهة في الضلوع ونكسة في الأماني، فقد كان القائد المتبصر الذي يدرك الفلاح في هذا الوطن المتأزم.
على جميع الاتحاديين الشرفاء في كل مكان أن يجعلوا من فلسفة الشريف الراحل عهداً وثيقاً لإقامة المبادئ والأفكار التي ظل ينادي بها والمتمثلة في قيم العدل والمساواة والديمقراطية الراشدة والوفاق الوطني والسلام الشامل.