أما حكاية
* والمشهد السياسي الآن تتحكم في صيرورته جماعات الإسلام السياسي بتحريك خلاياها بالأجهزة الأمنية والإدارات الأهلية بهدف هد المعبد وإغراق البلاد في الفوضى الخلاقة.
* وتتحرك تلك الجماعة باستغلال حالة انسداد العقل السياسي السوداني وسيناريوهاته المظلمة باستخدام عناصرها في الأجهزة الأمنية التي وصلت فيها حالة الاستقطاب الأمني والإثني إلى توقعات الحرب الأهلية بعد أن عجزت كل قوى الثورة من مركزي وكتلة ديمقراطية ولجان مقاومة من امتصاص حالة التوتر بين العسكريين الى ما يمنع من وقوع الحرب.
* ونتيجة لهذه الحالة فقد نجح الإسلاميون في خلق اصطفاف مدني عسكري وهي حالة استقطاب حرجة للغاية وللأسف وقع في فخ الاستدراج جميع أطراف الأزمة السياسة لدرجة الاحتواء التام للمشهد بما ينذر ذلك بكارثة إن لم تتدارك النخبة السياسية الموقف لصالح فك الاختناق السياسي وتهيئة المشهد للتحول الديمقراطي.
* ونتيجة للتعنت والمماحكات السياسية فقد أعاد الإسلاميون تموضعهم في المشهد بصورة خطيرة للغاية، بل مهدد أساسي للدولة إذا لم تتدارك جميع قوى الثورة خطورة الموقف وتتواطأ على تقديم تنازلات لصالح إنجاح تعثر الانتقال الديمقراطي.
* لن يعود الإسلاميون مرة أخرى بعد أن مارست أسوأ تجربة حكم استمرت زهاء الثلاثين عاماً مارست فيها أسوأ الانتهاكات الإنسانية وإهدار كرامة الإنسان السوداني وتخريب الاقتصاد الوطني لصالح واجهات التنظيم السياسي وقياداته.
* لن يعودوا حتى لا تعود بيوت الأشباح والاعتقالات التعسفية والقتل والتشريد والاغتصاب وتضييق الخناق على الحريات العامة بتقييد حرية الصحافة والتعبير والتظاهر كحقوق تضمنتها المواثيق الدولية التي صادق عليها السودان.
* لن يعودوا.. لتعود عمليات الاغتيال السياسي ضد الآخر المختلف في الرأي فيما تعارف عليها في تلك الحقبة السوداء بـ(الطابور الخامس) الذي بسببه تم إهدار حياة المئات من المواطنين بكادقلي في منطقة تعرف بخور العفن الذي تحولت تسميته نتيجة لتلك المجازر الإنسانية في التسعينيات.
* لن يعودوا وما زالت الجراح تنزف والأرامل ينتظرن حكماً قضائياً ضد الذين أزهقوا أرواحاً بريئة لا لشيء سوى أنهم قالوا (لا) لحكم الإخوان المسلمين ولا للحكم الديكتاتوري، وكان مصيرهم هو القتل تحت ذريعة الطابور الخامس.
* كيف يعودوا ودخاخين حروبهم ما زالت تعانق السماء لتحولها إلى كتلة سوداء ظللت سماواتنا السياسية كأسوأ تجربة حكم في تاريخنا السياسي السوداني، تحولت فيها البلاد إلى معسكرات وجيوش ذات طابع إثني وسياسي.
* لن يعودا إذا ما فطنت تلك القوى السياسية إلى خطورة الأوضاع وتحولاتها على استقرار البلاد وتأمين مستقبل مسار التحول الديمقراطي.