قطاع الغابات.. مصدر الغذاء والتخفيف من حدة تغير المناخ

تعد الغابات مصدرًا للأغذية والتغذية لأغلب السكان، وتساعد على التخفيف من حدة تغير المناخ وعلى التكيف معه، إذ تؤدي دور عناصر مخففة للحرارة وكذلك الأحداث المناخية القصوى بموازاة امتصاص الكربون وتخزينه، بجانب أنها تأوي 50 ألف نوع نباتي ذي خصائص علاجية، وتعتمد عليها المجتمعات المحلية حول العالم في معالجة مجموعة واسعة من العلل، كما أنها تحمي من الأمراض، إذ تمثل حاجزًا طبيعيًا يحول دون انتقال الأمراض بين الحيوان والإنسان.

الأمراض التنفسية
لذا فإن الأشجار والغابات يمكن أن تقلل من التوتر وتعزيز الصحة العقلية، ويمكنها أن تجعل المدن أماكن أكثر خضرة وصحة وسعادة للعيش، وأن قضاء وقت في الغابات يزيد من المشاعر الإيجابية ويخفف مستوى التوتر ويخفض ضغط الدم والإصابة بالاكتئاب والإرهاق والقلق، كما تمتص الأشجار في المدن الغازات الملوثة التي تنبعث من المركبات في الطرقات والمنشآت الصناعية وتصفي الجسيمات الصغيرة كالغبار والدخان، وبالتالي فإنها تعمل كدرع يقي السكان من الأمراض التنفسية.

تحدٍ كبير
وتساعد الغابات على ضبط احترار الأرض، فالغابات تحتوي على 662 مليار طن من الكربون، أي أكثر من نصف المخزون العالمي من الكربون في التربة والنباتات، كما تساعد الغابات على الوقاية من التعرض لفعاليات الطقس القصوى وارتفاع درجة الحرارة الناجمة عن تغير المناخ الذي يشكل تحديًا كبيرًا للصحة على المستوى العالمي، فمثلًا الأشجار المنتشرة بالشكل الصحيح حول المباني تعمل على تبريد الهواء وتقلص من الحاجة إلى تكييف الهواء بنسبة 30 في المائة، ما يعني أيضًا التوفير في الطاقة.

تغير المناخ
ويسلط اليوم العالمي للغابات الضوء على أهمية الغابات الحضرية والمدن الخضراء في المنتدى العالمي الثاني بشأن الغابات في المناطق الحضرية الذي سيعقد في واشنطن العاصمة في شهر أكتوبر من هذا العام، إذ الغابات تعطي كثيراً بما يعود بالنفع على الصحة، فهي تنقي المياه وتنظف الهواء وتخزين الكربون لمكافحة تغير المناخ، وتتيح الغذاء والدواء بما يمكن من إنقاذ الأنفس وتحسين الرفاه.

زيادة الاستثمارات
إلى ذلك أكدت منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو)، في اليوم العالمي للغابات 2023، على أنه حدث عالمي يبرز مدى أهمية الغابات في ضمان سلامة البيئة وصحة الإنسان، وأن الغابات أساسية من أجل سبل العيش والتغذية والتنوع البيولوجي والبيئة، ولذلك لا بد من اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها، وأضافت المنظمة: خسر كوكبنا من الغابات ما مساحته عشرة ملايين هكتار، أي ما يعادل نحو ستة ملايين ملعب كرة قدم بسبب إزالة الغابات ما بين 2015 و2020، أما حشرات الغابات فتسببت بأضرار تصيب قرابة 35 مليون هكتار من الغابات سنويًا، في حين أثرت الحرائق بزهاء 98 مليون هكتار من الغابات على المستوى العالمي عام 2015، لكن تبقى السياسات المراعية للغابات وزيادة الاستثمارات فيها والأشجار سبيلاً إلى حماية كوكبنا من التهديدات والتنعم بوافر الصحة.

مكافحة التصحر
وأكد المدير العام للهيئة القومية للغابات، أنور عبد الحميد، أن احتفال السودان يأتي تضامناً مع الأمم المتحدة على أهمية الغابات والمحافظة على النباتات التي يستفيد منها الإنسان، بجانب تحسين البيئة وتوفير النباتات؛ مما يساهم في استقرار وصحة الإنسان، وأضاف.. أن السلطات دائماً تعزز دور المجتمعات المحلية بعدم قطع الأشجار ورفع الوعي البيئي عبر هذا اليوم على مستوى الولايات المختلفة، مؤكداً الإيفاء بالالتزامات البيئية تجاه التنمية المستدامة حسب دعوة الأمم المتحدة، ودعا عبر هذا اليوم كل الفعاليات السياسية والاجتماعية والمنظمات العالمية المحلية للاحتفال بهذا اليوم من أجل غرس الأشجار حتى يسهم في زيادة المساحات ومكافحة التصحر ومشاكل تغير المناخ وحماية البيئة لتعزيز الأمن الغذائي.

الغابات
Comments (0)
Add Comment