فضل الله رابح يكتب: الراصد:
فرسان (دار حمر)… وايقاد شعلة المقاومة الشعبية…
لا أزال أتذكر الشاب (حمد صافي) بلبسته السفاري وهو يتجول في قري وابطح دار حمر بكل مدنها وقراها وهو يتحول من مكان لاخر يعبأ الشيوخ قبل الشباب، يجمع الفرسان يعدهم ويسلحهم بالمستطاع استعدادا لكريهة، كان يستنهض همتهم لمواجهة عدو محتمل، كنت وقتها انا وآخرين من المتخوفين والمتحفظين علي المشروع وعلي ظاهرة انتشار السلاح والسبب ان يستغل السلاح في تصفية الحسابات الداخلية بين أبناء القبيلة وأهل الدار.
بدأ (حمد صافي) وفرسانه تبديد مخاوفنا رويدا رويدا، وملأوا الفراغ وقتها تماما، كانوا كتائب مناصرة في الفزع والنصرة الشعبية لاي من اعتدي عليه خاصة مناطق ابوزبد وابوجفالة وما جاورها، كانوا ينسقون في كل تحركاتهم مع الأجهزة الأمنية والعسكرية بالمنطقة ويدعمونة مجهودها، عمليا اخرس (حمد صافي) الالسن وأقنع المتشككين وضاعف إعجاب المعجبين بشخصيته القوية التي ملأ بها وجدان الكثير مهابة واجلالا واستطاع ان يصنع قوة عسكرية متطوعة كبيرة وذات أثر و مهام خاصة ، واليوم بعد انتقال الصراع من الخرطوم الي الولايات والاقاليم واستشعر الناس الخطر الحقيقي وظهور الفراغ الأمني العريض مما ادي الي استنفار شباب تلك الولايات وقواها الحية وتحسس اسلحتهم ونفض الغبار عنها لمواجهة الخطر الذي بات وشيكا يهدد الامن القومي للوطن وحياتهم الخاصة، في هذه الأثناء اكتشف الكثيرين ان رؤية (حمد صافي) ومجموعته وان الذين نظروا للفكرة كانوا اكثر عمقا وبعدا في النظر، ويتضح ذلك جليا حين ننظر الي تطور الصراع وتجدد خطابه ومنظومة الامن والدفاع الوطني نستطيع ان نقول ان مهام وادوار (حمد صافي) وقواته اليوم قد تعاظمت وتعدت حدود دار حمر واصبح لهم حوجة في البطولة والاستعداد ، صمت (حمد صافي) عن منتقديه ولم يرد علي أحد لكننا اليوم اكتشفنا ان في صمته كلام وهيبة تخفي حقيقة جهلها الكثير فاليوم ادرك البعض ان الوقت أوسع للكلام عن مشروع المقاومة المبكرة الذي بدأه حمد صافي واخوانه وقتها حميدتي لم يتمرد علي القوات المسلحة وقواته وعساكره الذين تسببوا في الفتنة اليوم كانوا غاطسين في السلطة حتي اخمص قدميهم، سكتوا وقتها عن الاعتداءات التي كانت تتم لمنطقة دار حمر وبسلاح وعربات الدعم السريع وقتها، ومحمد حمدان دقلو الغائب الحاضر كان هو من يجهز القوافل الحربية ويخطط للفتنة منذ ان وجه (معاذ تنقو) بوضع حدود تفصل بين قبيلتي حمر والمسيرية بكتل اسمنتيه برميلية لم يشهدها تاريخ ترسيم الحدود بين قبيلتين في السودان، تلك الفتنة التي انتجت صراع (حمري ومسيري) لم ينته حتي الآن ظلت مضاعفاته مستمرة رغم ان حمر والمسيرية قبائل متساكنة ومتعايشة منذ مئات السنين لكن (حميدتي) تعمد ان يضع فتيل فتنة وقنبلة موقوته بين القبيلتين يمكن ان تنفجر في أي لحظة… اليوم جاءت حوبة (حمد صافي) ورجاله من فرسان دار حمر ليتقدموا الصفوف دفاعا عن اهلهم ومنطقتهم ونصرة لمن استنصر بهم من أهل السودان كافة… انها نهاية عام حافل بالمتاعب لاهل السودان أتمنى ان يكون العام الجديد (2024م) عام خير ورخاء وامن وأمان لكل ربوع الوطن …