حسن فضل المولي يكتب :
أحمد عربي .. النفس المُطمَئنة ..
كان آخر ماكتبه لي
في ٣١ ديسمبر ٢٠٢٣ ، يوم أن قرأ
ما كتبته بعنوان :
( بابكر صديق .. و الذي بعثرنا ) ..
( استاذنا الجليل
ارى كتاباتك وكعادتك
متسقه مموسقه وموثقه
وأكاد أشبهها بمنبع يبحث عن المصب
لقد أحسنت الوصف الذي جلب الولف
وكفيت ووفيت ورويت بسحر الحروف الظمأ
وسددت الجوع بمدادمشبع
وقد أحسنت التطريز للمقال
واضم صوتي للأستاذ بابكر صديق الذي نهلنا من نصحه خارطة طريقنا
وقد بكر بصدقه معنا
وأضيف ….
الله يجازي الكان السبب
ولعن الله ابليس الذي استشعرنا بقيمتنا التي تبعثرت كدخان هب عليه الريح فبعثره وشتت تماسكه لن يلتقي بالتأكيد
لكن عشرتنا ناقوس إنسانيتنا
تأتيك ولو حين غره وفي نفوسنا غائره
فدائما استذكر ذكرياتي في قناة النيل الأزرق رغم سرعة تياره إلا الإتكاءه بين الإخوه والزملاء اصبحت مرسانا ونشرع فيها شراعنا الذي هو شعارنا
ادام الله الود والوصل الذي لم ينقطع ولن ينقطع ربما يجزع ضعفا بظروف الحياة لكن حتما هو (ممدود ممدوح ممتد) ..
رددت عليه :
( كيفك ياحبيب ..
إن شاءالله بخير ..
طمنا عليك ..
أشواقي ) ..
أجابني :
( تسلم أستاذنا العزيز صاحب
الفضل
الحمدلله بخير
مرابط في أم درمان
الحمدلله
عام سعيد عليكم ) ..
في اليوم التالي ١ يناير ..
أرسل إليّ تهنئة بالعام الجديد ،
مع ديباجة تحمل مايتمنى ..
( ثم يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه
يُغاث الناس ) ..
و قطعاً ، سيتحقق ما تمنيت لنا
يا ( أحمد ) ، و أنت ليس بيننا ،
و قد اصطفاك الله من بيننا إلى
جواره الأمين ..
و ( أحمد ) الذي عرفت و خبرت ..
تراه مُطْمَئناً
و يشِّعُ طمأنينةً ..
لدرجة أنه لوسئل من يعرفه
عن كُنه الطمأنينة لقال :
هي ( أحمد عربي ) ..
و كان حيِّيَّاً يتوسل إلى مقاصدِه
بحياء شديد لا يُلحُ و لا يُلْحِفُ ..
و كان مُسالِماً ، أنيساً ، لا يأتيك
من تلقائه أذى و لا مضرة ..
و كان ودوداً ، و هي مودة لا يتكلَّفُها ،
و لكنها طبعٌ جُبِل عليه ، و خصيصة
اختص بها ..
و ( أحمد ) ، بطعم العافية ،
لاتعرف قيمتها إلا عندما تفتقدها ،
و بطعم الماء القُراح ، يتمشى في
أوصالك ريَّا و دفق حياة ..
و ها هو الموت يوقظ فينا كلَ
مرارات الفقد و حُرقته لإخٍ عزيزٍ ،
ما رأينا منه إلا كل خير و هو يسعى
بيننا بروحٍ تألَفُ و تؤلف ..
اللهم تقبل عبدك ( أحمد ) شهيداً ،
و اغفر له وارحمه رحمة واسعة
حسن فضل المولى ..