حدود السودان – لعنة جوار (1)!

الزرقاء ميديا - تقارير

حدود السودان – لعنة جوار (1)!
الزرقاء ميديا – تقارير

خبر إلقاء القبض على طالبة مصرية فى مطار الخرطوم بحوزتها مليارات من العملة السودانية مهربة الى بلدها فسره خبراء لوسائل إعلام بأن هذه العملة كانت ستخرج لتعود عبر الحدود مخلوطة بعملة مزيفة تطبعها جهات لتشترى بها بضائع سودانية فى المعابر المشتركة بين البلدين حيث تخرج سيارات النقل الى الجارة الشمالية محملة بالبضائع المشتراة بالعملة المزيفة فى معظم الأحيان ويتم فى أحيان كثيرة تهريب الذهب كذلك من خلالها وبحسب شهود عيان فى فإن معبر أرقين الذى يشهد حركة دؤوبة بين البلدين هو ملف (مسكوت عنه ) لدى الحكومتين بسبب تحديات اكبر تسعى كلاهما لتجاوزها .
وبينما تتجدد وتتسع زوبعة سد النهضة , وتجتمع وتنفض وفود البلدان الثلاث (السودان – مصر واأثيوبيا ) ينهمك قطاع واسع من نشطاء السوشيال ميديا فى مختلف وسائطها فى البلدان عينها فى جدال بمتوالية تصاعدية, حول ذات القضية على الطريقة الشعبية التى تنتفى فيها الدبلوماسية وتتسع اللغة التعبيرية على مداها ! …
وبعكس الموقف السودانى الرسمى ( المتماهى مع وجهة النظر المصرية ) فى التحفظ على قيام وتشغيل السد فأن قطاع عريض من السودانيين يساند أثيوبيا الرسمية فى ملء السد يبادله قطاع أعرض من نشطاء الوسائط الأثيوبيين الذين يردون على موجات الهجوم ناشطو الوسائط اللاذعة بأقذع منها !
فى خضم هذه الأجواء المشحونة تتدفق موجات اللاجئين بمئات الالوف يوميا على حدود السودان الشرقية هربا من الصراع الدائر فى إقليم الامهرا الذى يتسع بإضطراد ….
السودان قبلة اللاجئين الأكثر تفضيلا فى أفريقيا ! وذات الحدود هى قبلة الراغبين فى الهجرة (الشرعية وغير الشرعية ) حيث تنشط عشرات شبكات الاتجار بالبشر الى مختلف الوجهات (إسرائيل – دول حوض المتوسط – أوروبا وغيرها ) , وعلى الحدود المتاخمة مع إرتريا لايبدو الحال مختلفا كثيرا عنه مع أثيوبيا فالبلد الذى تمتد حدود جواره مع ثمانية دول يدفع ثمنا غاليا لهذا الجوار يبدأمن تهريب المواد والمنتجات الزراعية عبر الحدود لأكثر من ستة دول تنتعش أسواقها الحدودية من بضائعه المتنوعة وبينما تمر البلاد بفترة إنتقالية حرجة تمثل الحدود التى تمتد لملايين الكيلو مترات تحديا يفوق قدرة الدولة التى يتفق الجميع على هشاشة إداراتها , على الحدود الجنوبية يسوق الحنين مئات اللاجئين الجنوبيين يوميا للعبور نحو الشمال الذى ألفوه هربا من النزاعات القبلية حيث لايتفهم معظمهم ماجرى من إنفصال وتقول ربيكا للزرقاءميديا أنها عادت من جديد الى الشمال برفقة أبناءها وزوجها بحسب قولها (سودان دا ياهو بلدى ) وحالها ككثير من الجنوبيين لايتفهمون انهم أصبحوا مواطنى دولة اخرى بعد الانفصال وأن الجنوب دولة جديدة لكنها تعتمد على الدولة الام فى معظم تفاصيل معاش شعبها فهى تستورد أو تهرب معظم السلع الاساسية من الشمالوتنشط بين حدود الدولتين كل أنواع التهريب المعلوم والمجهول ..حيث أفاد الزرقاء ميديا الإعلامى المعروف دودى جمعة أن الحدود مع الجنوب لها خصوصيتها التى تختلف عن باقى حدود السودان الشاسعة الأخرى لأنها ترتبط لدى السكان على جانبيها بمصالح ومنافع مشتركة كبيرة لذلك بقاءها مفتوحة هو أمر تحرص عليه الدولتين والتحدى الوحيد الذى بات يعرفه سكان القبائل الحدودية هناك هو تهريب المخدرات حيث باتت الحدود المشتركة الىتى تقل فىها الرقابه الحكومية تلك المنطقة تمثل بيئة جاذبة لكثيرين منهم .
الأستاذ أمير بابكر المحلل السياسى أوضح للزرقاء ميديا فى إفادة هاتفية أن تحدى الحدود ومشاكلها هو نتاج طبيعى للموقع الجغرافى للسودان وأى إضطراب فى دولة من دول الجوار تنعكس على السودان وعدم إستقرار المنطقة لفترات طويلة أدى لوجود مشاكل مزمنة لفترات طويلة لن تكفى جهود السودان وحدها فى مجابهتها ولابد من جهد إقليمى ودولى للسيطرة عليها على سبيل المثال مشاكل تجارة السلاح وتهريب البشر هذا نشاط شبكات وعصابات عابرة للقارات لايمكن للسودان وحده إيقافه الآبتعاون دولى ويضيف أمير أن موضوع اللاجئين بسبب النزاعات فى بلدانهم او بسبب الظروف الطبيعية يلجأ معظمهم الى السودان لأن موارده مغرية وكذلك طبيعته المجتمعية والتساهل الإجرائى مع قضايا الإقامة واللجوء للإجانب فيه حتى أصبح أكبر مركز للأجئين فى إفريقيا .
…..نواصل

Comments (0)
Add Comment